شددت "وكالة الفضاء الأمريكية" (ناسا) على العوائق الكثيرة التي لا يزال من الضروري تجاوزها قبل أن يتمكن الإنسان من الهبوط على أرض المريخ. وأكدت الوكالة إمكان "حل" هذه الصعوبات، لكنها لم تحدد أي موعد لمهمتها الأولى إلى المريخ أو كلفتها المحتملة، وبشكل عام، يشير المسئولون حتى الآن إلى عام 2030. وأعرب رئيس "ناسا" تشارلز بولدن في بيان له، اليوم الأحد، عن تفاؤله، موضحًا أن "الوكالة لم تكن يوما قريبة مثلما هي الآن من إرسال رواد أميركيين إلى المريخ". وجاء في الوثيقة: "العيش في الفضاء والعمل فيه يتطلبان تقبل المخاطر، لكن الأمر يستحق ذلك. والهدف قابل للتنفيذ". والمخاطر كثيرة في الرحلة إلى المريخ التي من المرجّح أن يمضي الرواد خلالها ثلاث سنوات في الفضاء. وإلى جانب الإشعاعات الكونية التي تزيد كثيرًا من مخاطر الإصابة بالسرطان، فإن غياب الجاذبية خلال فترة طويلة يؤدي إلى تراجع في كثافة العظام وكتلة العضلات وضعف في النظام المناعي، وفق ما ورد في الوثيقة. كما يجب على "ناسا" أيضًا أن تطوّر بزات جديدة، منها تلك المخصصة للسباحة في الفضاء إضافة إلى تطوير نظام دفع كهربائي للمركبة يعمل بالطاقة الشمسية. وهي في حاجة أيضًا إلى استحداث نظام هبوط للمركبة التي يبلغ وزنها أطنان عدة، وهو أمر معقد جدًا، كما يجمع الخبراء. فالمركبة الأثقل التي نجحت "ناسا" في جعلها تهبط على سطح المريخ هي المسبار "كوريوسيتي" الذي يبلغ وزنه طنًا، كذلك، يجب أن تكون المركبة قادرة على الإقلاع من على سطح المريخ. وأوضح الوثيقة أن "رفع كل هذه التحديات سيكون أساسيا للقيام بمهمة على المريخ"، مشيرةً إلى إستراتيجية تتألف من ثلاث مراحل، التي بوشرت المرحلة الأولى منها مع رواد فضاء يتناوبون على مهمات طويلة في "محطة الفضاء الدولية" من بينهم أميركي وروسي سيبقيان طيلة عام واحد فيها لدرس انعكاسات الإقامة المطوّلة في الفضاء على جسم الإنسان. وتطور "ناسا" وشركاؤها في "محطة الفضاء الدولية" تقنيات مهمة للحياة في الفضاء وتجرى تجارب عليها مثل أنظمة الاتصالات والصمود. ويجب على طلائع مستشكفي المريخ أن يتمتعوا باستقلالية أكبر، لذلك تنص إستراتيجية "ناسا" على مرحلة ثانية لتحضير الرواد للحياة في الفضاء البعيد. وفي هذا الإطار، سترسل سلسلة من المهمات القريبة من القمر بعد عام 2020. ويجري التحضير لمشروع يقضي بأخذ عيّنة صخرية من نيزك قريب نسبيًا من الأرض وسحبه ليوضع في مدى حول القمر بواسطة مسبار غير مأهول. وتهدف هذه المهمة إلى اختبار نظام للدفع الكهربائي بواسطة الطاقة الشمسية سيكون أساسيا في نقل الحمولات الثقيلة إلى المريخ. ويريد مسئولو "ناسا" أن يزور رواد هذه الصخرة الموضوعة في مدى القمر بحلول عام 2025. وتُنجز هذه المهمات في مركبة "أوريون" التي تتسع لأربعة أشخاص والتي ستُطلق بواسطة الصاروخ "سبايس لونش سيستم" القوى جدًا علمًا أن الصاروخ والمركبة لا يزالان في مرحلة التطوير. ويُتوقّع مبدئيًا إطلاق أول رحلة ل"أوريون" بواسطة هذا الصاروخ في عام 2018 من دون رواد. أما أول رحلة مأهولة، فهي متوقعة في حدود عام 2020. لكن التقرير لم يلق استحسان عدد من الخبراء المستقلين وأعضاء في "الكونغرس"، إذ أسف الرئيس الجمهوري ل"لجنة العلوم والفضاء" في مجلس النواب الأميركي لامار سميث "لعدم ورود أي موازنة أو تاريخ" في هذه الخطة، معتبرًا "انها مجرد جمع لصور وكلمات جميلة، لكن هذا الأمر لن يوصلنا إلى المريخ". ورأى المدير السابق ل "سبايس بوليسي إنستيتوت" في واشنطن جون لوغدسن أن "ما من جديد" في الوثيقة، لافتًا إلى أن "ناسا" أصدرت التقرير ردًا على انتقادات مفادها بأن "لا خطة لديها" بالنسبة لاستكشاف المريخ.