شعر بمدى المعاناة التى تتحملها جهات الدولة لتوفير السلع الغذائية، رأى بعينيه عجز المواطنين عن شراء الفاكهة والخضراوات لغلو أسعارها.. لم يرضه سوء الأحوال فى «المحروسة»، فكيف لأم الدنيا أن يعانى شعبها نقصا فى قوت يومه، فشمر عن ساعديه للعمل، وانكب فى عمل مضنٍ فى محاولة منه لابتكار حلول للأزمة، ليتوصل فى النهاية إلى اختراع «الصناديق الزراعية»، تلك الصناديق السحرية التى تحول الفدان الواحد إلى 8 أفدنة، وبلمسة منها تخرج الخضراوات من باطن أرض صخرية لم تحلم يوماً أن ترى اللون الأخضر. عصام سالمان، مهندس زراعى يحكى عن ابتكاره، الذى يضاعف إنتاجية الأراضى الزراعية إلى 8 أضعاف، دون استخدام الهرمونات أو كميات كبيرة من الأسمدة، ويستغل الأراضى غير الصالحة للزراعة، ولا يحتاج إلا لمصدر بسيط للمياه أيا كان نوعه. يشرح «سالمان» طريقة عمل اختراعه: «المشروع عبارة عن صناديق بلاستيكية تتكون من البلاستيك المعاد تدويره، وتتراص الصناديق فوق بعضها فى صورة طوابق، وفى كل طابق يزرع نوع معين من المحاصيل الزراعية، وترتبط الصناديق مع بعضها البعض من خلال عمودين يبلغ طولهما 2 متر، ويمكن زيادته حسب الحاجة». يعتمد مشروع «سالمان» على وضع تربة زراعية فى الصناديق البلاستيكية، المقسمة إلى لونين الأبيض لزراعة المحاصيل الصيفية، والأسود لزراعة المحاصيل الشتوية لتسهيل عملية امتصاص حرارة الشمس، أى أنها تعمل بنفس طريقة الصوبة الزراعية. يوضح «سالمان» أن الصناديق الزراعية تستغل الأراضى غير الصالحة للزراعة، ويوفر تكلفة نفقة المحاصيل: «يمكن استغلال الأراضى الصحراوية والصخرية حول القاهرة فى زراعة المحاصيل، وبكده نقدر نوفر تكلفة النقل من المناطق الزراعية فى الوادى والدلتا، فضلاً عن توفير المياه باستخدام الرى بالتنقيط ودخول المياه فى دورة حياة كاملة داخل الصندوق الزراعي». الصناديق الزراعية قادرة على تحويل الفدان الواحد إلى 8 أفدنة من خلال الطوابق الزراعية المتعددة، وبطريقة أفضل من الزراعة فى الأراضى الصالحة للزراعة، ويؤكد «سالمان»: «هدفى من زيادة الإنتاج هو تحقيق الاكتفاء الذاتى من الخضراوات والمنتجات العطرية حتى تتمكن الدولة من التركيز على المحاصيل الاستراتيجية وأهمها القمح، وللخروج من حيز الأراضى الزراعية الضيقة التى تتعرض للانقراض، فالمشروع يمكن الدولة من إنتاج محاصيل فى غير موسمها الزراعى وبسرعة، لأن الصناديق الزراعية لا تحتاج إلى إعداد قبل الزراعة، كما يحدث فى التربة العادية، فلا داعى للحرث وتهوية الأرض، فبعد الحصاد بساعة واحدة تكون الصناديق جاهزة لاستقبال محصول جديد».