زار القاهرة لإنهاء بعض متطلبات إدارية له بمصالح حكومية تقع بالمعادي، فاضطر إلى استخدام مترو الأنفاق لمدة ثلاثة أشهر متتالية، وعانى فى الدخول والخروج من عربات المترو المكتظة، ورأى عدم التزام المواطنين بالأبواب المخصصة للصعود والهبوط، فقرر أن يحل هذه الأزمة، ليمكنه زيارة القاهرة مجددا دون أن يشعر بمعاناة، لكنه لم يكن يعلم أن حلمه لن يكتمل. المهندس صلاح إسماعيل، البالغ من العمر 55 عاماً، يعشق شخصية العالم الأمريكى توماس أديسون، ويعتبره مثلاً أعلى، ولهذا يحب أن يطلق على نفسه لقب «أديسون مصر»، ويرى أنه يستحق اللقب، لتوصله للعديد من الاختراعات الكفيلة بحل العديد من المشكلات التى تعانيها مصر، ومنها اختراعات بمجال الطاقة، ومشروع لتدوير مياه الصرف الصحى يوفر مليارا وستمائة مليون جنيه سنويا، إلا أن المشروع لم ينفذ رغم عرضه على محافظ قنا وإعجابه بالفكرة.. فكرة أخرى ما زالت حبيسة الأدراج حتى الآن، وهى «مترو لا يتوقف بالمحطات» لتفادى الزحام، ويشرح «إسماعيل» فكرته: «مترو الأنفاق الذى لا يتوقف عبارة عن قطار وحدته الرئيسية لا تتوقف منذ اللحظة الأولى لانطلاقها من بداية الخط حتى نهايته، وفى كل محطة توجد عربة منفصلة تلتحق بالقطار قبل دخوله إلى المحطة، وتنفصل عنه فى المحطة بعد أن تحمل الركاب المغادرين لتوصلهم إلى المحطة الراغبين فى التوقف عندها، ولكل محطة لون معين يعرفه ركاب المترو لتسهيل الانتقال إليها قبل توقفها فى المحطة المطلوبة». «المترو الجديد سيكون سريعا جدا والفاصل بين كل مترو دقيقة ونصف الدقيقة فقط».. بهذه الكلمات يصف «إسماعيل» مميزات قطاره الجديد، فالراكب لن يضطر إلى الانتظار لمدة 35 دقيقة حتى يصل وجهته، وبهذا يمكن توفير 10 مليارات جنيه سنوياً، فلن يتم استبدال القطارات الحالية وإنما سيتم استخدامها بعد إدخال بعض التعديلات، كما أنه سيتم تقليص رصيف المحطات إلى 60 مترا بدلاً من 200 متر. وحرص «إسماعيل» على توفير عنصر الأمان فى القطار، ويوضح: «القطار السريع سيعتمد على سائق آلى منعاً من الأخطاء، لأن الفرق بين كل مترو واللى بعده دقيقة ونص بس، والمترو سيأخذ دقيقة واحدة بس من المحطة للى بعدها، وده معدل أمان ضعيف، علشان كده لا مجال للأخطاء البشرية، وإذا حدث خطأ يتوقف الخط كله». رغبته فى المصلحة العامة جعلته يبحث لمدة ثلاث سنوات عن حل للمشكلة، وتوجه بالحل إلى الهيئة العامة للأنفاق.. يقول «إسماعيل»: «عرضت الموضوع على هيئة الأنفاق، ورحبوا بالفكرة وبعتوا جواب استفسارات ليسألوا على بعض الأجزاء الفنية، وجاوبت عليهم، لكن بعد كده فوجئت لما قالوا إنهم ليسوا جهة اختصاص هما جهة تنفيذ، وميقدروش ياخدوا القرار ويبدءوا تنفيذ المشروع، والوحيد اللى فى إيده الحل هو وزير النقل، وطبعاً مع تغير وزراء النقل كل فترة، محدش اهتم بالموضوع، وناشدت كل وزراء النقل لكن مفيش فايدة».