بين الأعمال الأدبية والإنسانية وتلك التي تتطرق للعولمة افتتح الليلة الماضية مهرجان بيروت الدولي للسينما في دورته الخامسة عشرة بفيلم الرسوم المتحركة (الأمير الصغير) في نسخته الفرنسية للمخرج الأمريكي مارك أوزبورن وسط حضور متواضع لنجوم وصناع السينما. يستمر المهرجان -الذي يقام على مسرح مونتان الكائن بالسفارة الفرنسية في لبنان- على مدى ثمانية أيام بمشاركة 80 فيلما لمخرجين من 28 جنسية. وتتوزع الأفلام على مسابقتي الأفلام الشرق أوسطية القصيرة والأفلام الشرق أوسطية الوثائقية وفئتين خارج المسابقة هما البانوراما الدولية والساحة العامة فيما تغيب مجددا مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية الطويلة. وقالت مديرة المهرجان كوليت نوفل في كلمتها في نشرة وزعت بالافتتاح إن هذه الدورة تتطرق إلى "كل ما له علاقة بواقع عواقب العولمة. وتركز إنتاجات عام 2015 التي ستعرض في المهرجان على مشاكل وفود النازحين ومسائل الانخراط وإعادة ظهور الانتماءات القومية بشكل خاص." وأضافت أن هذه القومية تعكس "صورة مجتمعاتنا الراهنة كما تطرح المسائل الثقافية والاجتماعية نفسها بشكل مهيمن. ويسلط المخرجون الموهوبون والواعدون الضوء على هذه المواضيع." وإضافة إلى هذه الأفلام يقدم المهرجان الأفلام الكلاسيكية الحديثة وأفلام الخيال العلمي والدراما وأفلام الرسوم المتحركة وغيرها من الأعمال الاستثنائية من حيث طرحها للواقع الذي يعيشه الإنسان. وتؤكد نوفل لرويترز أن الأعمال المعروضة تمثل إبداعات أدبية وإنسانية في آن واحد. وقالت "ستضفي على هذه النسخة من مهرجان بيروت الدولي للسينما نكهة خاصة." وترى نوفل أن الأفلام التي اختيرت هذا العام رائعة من حيث تعاملها مع القضايا الإنسانية على أنواعها وتجسيد كل الأحاسيس التي تسكن الإنسان لدى مواجهته الظروف المعاكسة. وتقول "نحن نعيش حاليا عذابات لا تعد ولا تحصى. وعالمنا الحديث هو الملهم في ما يتعلق بهذه الأفلام التي أصفها بالروائع بلا تردد." وسيتم توزيع جوائز عدة في حفل الختام للأفلام الخاصة المشاركة في الفئات التالية (أفضل شريط وثائقي) و(أفضل مخرج لشريط وثائقي) و(جائزة لجنة التحكيم المميزة للشريط الوثائقي الأكثر تألقا) و(جائزة الجمهور) و(أفضل فيلم قصير) و(جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير برز أكثر من غيره) و(ثاني أفضل فيلم قصير) و(ثالث أفضل فيلم قصير). يترأس لجنة التحكيم هذا العام المخرج البرازيلي-الأمريكي جوناثان نوسيتير وتضم اللجنة الكاتب والمخرج الأرجنتيني سانتياجو أميجورينا والناقدة النمساوية ألكسندرا زاويا والمخرجة والممثلة الروسية–التونسية دوريا سفيتلانا آشور إضافة إلى الكاتب الأمريكي مايكل جرينبرج. وفي حين تغيب هذه السنة الشخصيات العالمية عن المهرجان نظرا للظروف المتقلبة التي تعيشها المنطقة أصر المخرج الأمريكي مارك أوزبورن على إلقاء التحية على الحضور من خلال تسجيل مصور سلفا عبر فيه عن سعادته لكون فيلمه (الأمير الصغير) سيفتتح دورة المهرجان الحالية ومازح الحضور قائلا إنه يعتذر عن زيه "غير الرسمي". ويعالج (الأمير الصغير) بأسلوب الرسوم المتحركة مواضيع حساسة عدة منها الوحدة والعاطفة الدفينة والحاجة إلى محاورة الآخرين والتعامل معهم من خلال القلب لا المنطق البارد. ويعرض المهرجان في الختام الفيلم الوثائقي (هو سماني ملاله) للمخرج الأمريكي ديفيس جوجنهايم الذي يتحدث عن الشابة ملاله يوسفزي أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام.