قاومت حركة طالبان، اليوم الجمعة، القوات الأفغانية في مدينة قندوز، بعد يوم من استعادة القوات الحكومية السيطرة على معظم أنحاء المدينة الشمالية التي كانت قد سقطت في أيدي متشددي الحركة يوم الإثنين في أكبر نصر لهم منذ بدء تمردهم قبل 14 عاما. وذكر ناويد فوروتان وهو متحدث باسم حاكم إقليم بدخشان بشمال شرق أفغانستان أن طالبان سيطرت على منطقة واردوج بالإقليم في وقت متأخر أمس الخميس بعد قتال عنيف. وقال سكان قندوز وهي مدينة إستراتيجية يعيش فيها 300 ألف شخص وسقطت في أيدي طالبان إثر هجوم خاطف قبل فجر يوم الإثنين إن معظم مقاتلي الحركة هربوا لكن بعضهم مازالوا يتحصنون في منازل المدنيين ويقاتلون الجيش. وقال أحد سكان قندوز يدعى محمد أمين "الوضع الأمني ليس جيدا في قندوز.. نشعر حقا بالقلق ازاء هذا الوضع. لا نستطيع الخروج من منازلنا. ليس لدينا طعام نأكله.. نحن في مأزق حقا." وأفاد بيان صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني اليوم الجمعة أن طالبان متهمة بارتكاب عمليات قتل واغتصاب وتعذيب ونهب وإحراق مبان حكومية أثناء سيطرتها على المدينة لمدة ثلاثة أيام. وقال متحدث باسم وزارة الصحة إن 60 شخصا على الأقل قتلوا في الاشتباكات حتى اليوم الجمعة. وأضاف أن مستشفيات قندوز عالجت نحو 466 مصابا. ووصف حمد لله دانيشي القائم بأعمال حاكم إقليم قندوز العاصمة بأنها هادئة وقال إنه لا يوجد "قتال كبير". لكنه أقر بأنه لم يتم طرد المقاتلين بالكامل من قندوز. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن قلقها يتزايد بشأن سلامة المواطنين داخل المدينة ونقص الإمدادات الطبية والعاملين في المجال الطبي. وأضاف الصليب الأحمر أنه يملك امدادات طبية طارئة يمكن نقلها جوا بمجرد تحسن الوضع الأمني في مطار قندوز. وفي إشارة للصعوبات التي تواجهها القوات الحكومية في سعيها لاحتواء تهديد المتشددين المتنامي حققت طالبان مكاسب على الأرض في أنحاء أخرى بالبلاد وإن كان على نطاق أصغر من استيلائها على قندوز لفترة وجيزة. وقالت طالبان إن مقاتلي الحركة قتلوا 50 جنديا وسيطروا على 28 نقطة تفتيش في منطقة بإقليم بدخشان يدور حولها قتال منذ سنوات. وتحتل هذه المنطقة موقعا إستراتيجيا على طريق سريع يؤدي إلى الحدود مع طاجيكستان ولها حدود أيضا مع الصين وباكستان.