قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال خطابة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، "جئتكم اليوم من فلسطين، لأدق ناقوس الخطر، لما يحدث في القدس، حيث تقوم الجماعات الإسرائيلية المتطرفة باقتحاماتها المتكررة والممنهجة للمسجد الأقصى المبارك، بهدف خلق وضع قائم جديد، وتقسيم زماني، يسمح للمتطرفين المحميين من قوات الأمن الإسرائيلية، وبمرافقة وزراء ونواب كنيست، بالدخول للمسجد في أوقات معينة، بينما يتم منع المصلين المسلمين من دخوله في تلك الأوقات، ومنعهم من أداء شعائرهم الدينية بحرية". ووجه الرئيس الفلسطيني حديثه للمجتمع الدولي، قائلا "من أراد أن يبحث عن السلام ويحارب الإرهاب يبدأ بحل القضية الفلسطينية"، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسئولياته قبل فوات الأوان بعد أن أفشلت الحكومة الإسرائيلية كل الجهود السابقة للسلام وآخرها جهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وقال عباس إن إسرائيل تكرس في أرضنا نظامين، هما "الأبرتهايد" تجاه فلسطين، ونظام امتيازات واسعة للمستوطنين، ودعا إلى التوقف عن استخدام إسرائيل قوتها الغاشمة، لفرض مخططاتها للمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، خاصة المسجد الأقصى، لأن ذلك سيحول الصراع من سياسي إلى ديني، ويفجر الأوضاع في القدس وبقية الأرض الفلسطينيةالمحتلة. وشدد عباس على أن استمرار الوضع الراهن أمر لا يمكن القبول به، لأنه يعني الاستسلام لمنطق القوة الغاشمة، التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، حيث تواصل وبشكل غير قانوني توسعها الاستيطاني في الضفة الغربية، خاصة في القدسالشرقيةالمحتلة، وما زالت مستمرة في حصارها لقطاع غزة، الأمر الذي يفاقم حجم المعاناة التي يعيشها أهلنا هناك. وخاطب الرئيس الفلسطيني الشعب الإسرائيلي، قائلا "أتوجه بدعوة صادقة للشعب الإسرائيلي من أجل سلام قائم على العدل والاستقرار من أجل الجميع". ورحب بالجهود الدولية والأوربية، بما فيها المبادرة الفرنسية الداعية لتشكيل مجموعة دعم دولية لتحقيق السلام.. مشيرا إلى أن دولة فلسطين ستستمر في مساعيها للانضمام للمواثيق والمنظمات الدولية كل، وستمضي قدما في الدفاع عن شعبها الواقع تحت الاحتلال عبر جميع الوسائل القانونية والسلمية المتاحة. أما على صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني، أكد عباس أننا مصممون على وحدة أرضنا وشعبنا، ولن نسمح بحلول مؤقتة أو دويلات مجزأة، ونسعى لتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، والذهاب إلى انتخابات رئاسية وتشريعية. وطالب الرئيس الفلسطيني بوضع حد لأطول احتلال في التاريخ، وأضاف "إن انضمامنا إلى المحكمة الجنائية الدولية ليس موجها ضد أحد وإنما لنيل حقوق الشعب الفلسطيني".