اصدرت "منظمة الشباب الاشتراكي" طبعة شعبية جديدة يصدرها مركز الأهرام للنشر بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية، من تأليف السياسي اليساري عبد الغفار شكر. ويتناول الكتاب تجربة منظمة الشباب الاشتراكي التي تم تأسيسها في العام 1963، وتولى الإشراف عليها زكريا محي الدين، كما يناقش الدور المعتبر الذي لعبته المنظمة في إعداد جيل جديد من القيادات خلال حقبتى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، وكيف ساهم هذا الجيل في إثراء الحياة السياسية ووفر للبلاد نخبة مستنيرة ساهمت في العمل الوطني. وفي هذا الكتاب الذي يقع في 456 صفحة من القطع الكبير يغوص المؤلف في تفاصيل البناء التنظيمي للمنظمة وتطورها والعوامل التي حكمت مسارها والنتائج التي أفرزتها على مدار ثلاثة عشر عاماً. وينقسم الكتاب إلى أربع أقسام إضافة إلى الملاحق، وإذا كان القسم الأول يركز على نشأة المنظمة، فإن القسم الثاني تناول أسلوب المنظمة في إعداد القيادات وفلسفتها التي كانت تتسق مع المشروع القومي لثورة 23 يوليو. أما الثالث فيقدم رؤية نقدية وتقييما لتجربة منظمة الشباب الاشتراكي من خلال شهادة مائة شخصية قيادية من أعضاء المنظمة، وأخيرا يعرض القسم الرابع لحصاد التجربة وإلقاء الضوء على إسهامات أعضاء المنظمة في المجتمع من خلال المواقع القيادية التي وصلوا إليها في الحياة السياسية والأجهزة التنفيذية في الدولة. وعلى الرغم من أن تجربة منظمة الشباب الاشتراكي لا يمكن تكرارها أو استعادتها لتباين البيئة السياسية الآنية عما كان قائماً في زمن الستينيات، إلا أنه يمكن استلهام أهم دروسها في إعداد الكوادر والقيادات. وتبدو أهمية هذه التجربة أكثر في سياق إطلاق الرئيس السيسي برنامج الرئاسة المصرية للقيادات الشابة لمحاولة الاستفادة من الشباب الذي يمثل الشريحة العمرية الأكبر في التركيبة المجتمعية المصرية، حيث يقع أكثر من 60% من سكان مصر ضمن الشريحة العمرية الأقل من 40 عاماً. كما تبدو أهمية الكتاب في كونه الأول من نوعه الذي يركز على منظمة الشباب الاشتراكي وفلسفتها وأفكارها وأهم أعضائها. وعبدالغفار شكر نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي حاليا أمين التثقيف في التنظيم الشبابي الاشتراكي وعضو المكتب السياسى لحزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوي سابقا. ولد شكر في 27 مايو 1936 بقرية تيرة مركز نبروه محافظة الدقهلية، وبدأ حياته السياسية مبكرا حيث التحق بهيئة التحرير في عام 1953 ثم بالاتحاد القومي عام 1958 ثم الاتحاد الاشتراكي عام 1963 وفي العام 1964 أصبح أمينا للتثقيف في منظمة الشباب الاشتراكي، وكذلك انتمى للتنظيم الطليعي الذي أسسه جمال عبد الناصر كتنظيم سري مواز للتنظيم العالمي للاتحاد الاشتراكي.