■ لن يكون كافيًا في المرحلة القادمة أن نحارب من خنادقنا الإعلامية فلا بد أن يشارك الجميع في بناء الوطن ■ أراهن على الناس فقط.. ودرس «30 يونيو» موجود أمامى ■ الناس خرجوا ضد الإخوان دون أن يكون للسلفيين أو رجال الأعمال أو الأحزاب دور في حشدهم
لسنوات طويلة جلست إلى الكاتب والباحث والصحفى عبدالرحيم على، نتحاور حول القضية المصيرية التي وهب حياته لها، وهى قضية تطهير مصر من الجماعات التي تتاجر بالدين وتجعل منه وسيلة للوصول إلى السلطة. قبل سنوات من ثورة 25 يناير، كان يقف في مساحة لا تخطئها عين، كان كاشفا لجماعة الإخوان، ومقاوما لمخططاتها، التي كان يعيها مبكرا جدا، لم يهتم بأن النظام يعقد الصفقات السرية مع الإخوان، فكشف الجميع، فاضحا ما يدور بينهم في الخفاء، وكنت شاهدا في مواقف كثيرة على صلابته، وإصراره على أن يكمل معركته حتى النهاية، مستهينا بالمخاطر التي يتعرض لها. بعد 25 يناير، رأيته غير متحمس لما يحدث على الأرض. كان عبدالرحيم على يتمنى أن يزول نظام مبارك بفساده واستبداده، فقد كان يعرف عنه الكثير، لكنه أدرك أن الملايين التي خرجت بحسن نية، كانت مغيبة، وهناك من يحركها، لحاجة في نفسه، فلم يكن الهدف هو نظام مبارك، ولكن كانت مصر، الرغبة في اختطافها كانت جاهزة، لا ينقصها إلا التنفيذ فقط، وكان هناك من يقفون على الحدود استعدادا للحظة الفاصلة. أشهد لعبدالرحيم على الذي وصفته ذات مرة بأنه أقرب إلى العراف السياسي، بدقة المعلومات وصواب التحليل. ما زلت أتذكر له، أنه الوحيد في مصر الذي تحدث مساء 2 فبراير 2011 في أكثر من برنامج تليفزيونى، وقال بحسم لا تأويل فيه ولا له، أن معركة الجمل من صنع الإخوان المسلمين وحدهم. كان الطرح وقتها غريبا، فقد سارت أجهزة الإعلام جميعها خلف ما قالته قناة الجزيرة، من أنها معركة يريد نظام مبارك أن ينقذ بها نفسه، ردد الجميع هذا التفسير، ووقف عبدالرحيم وحده ليقول: ابحثوا عن المستفيد تعرفوا من خطط ونفذ هذه المعركة، ولأن المستفيد الأكبر منها كان جماعة الإخوان، فقد اتهمهم بشكل واضح لا تراجع فيه ولا تردد.