قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال كلمته في احتفال عيد الصليب بميدان ميكسيل بإثيوبيا، إنى في سعادة غامرة أن أحضر معكم هذا الاحتفال الكبير، لم أكن أعلم أن هذا الاحتفال بهذه الضخامة في العدد والأهمية، واحب أن أهنئكم أيضا بتسجيل هذا الاحتفال في هيئة اليونسكو. وأضاف نحن في مصر نحتفل بعيد الصليب في نفس هذا اليوم، كما تحتفلون به هنا في نفس الليلة واحب أن انقل محبة وتحية كل الشعب المصرى للشعب الإثيوبي، مشيرًا إلى أن الصليب هو علامة المحبة الأولى في حياة الإنسانية. وقال الصليب يتكون من عارضتين، عارضة رأسية وتمثل المحبة التي يحبها الله للإنسان والإنسان لله، وعارضة أفقية تمثل المحبة التي يقدمها الإنسان لكل إنسان في أي مكان وفى كل زمان، لذا فالصليب هو المحبة، ومع أن الصليب علامة محبة إلا أنه علامة الذل والمهانة في العهد القديم، لكن عندما صلب عليه السيد المسيح صار علامة الفخر وعلامة الانتصار. وزاد أن السيد المسيح بالصليب يدعو كل أحد: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." فالإنسان إن عاش على الأرض في حياته طولا وعرضا، فالله يختار من كل أيام حياته ساعات المحبة التي قدمها كخدمة لكل أحد. وأكد نحن نعيش على الأرض في الإيمان والرجاء والمحبة، ولكن المحبة هي التي تبقى وتستمر معنا حتى إلى السماء، ولذلك ومن هذا المنطلق وفي هذا الاحتفال بعيد الصليب وإذ نعلم مقدار المحبة الكبيرة التي تربط بين الشعب المصرى والشعب الإثيوبي، ونعلم أن العلاقة القوية التي تجمع الكنيسة المصرية بالكنيسة الإثيوبية، أحد صور هذه المحبة ونعلم أنه من منطلق هذه المحبة نقدم كل مشروعات التنمية التي تتم سواء في مصر أو في إثيوبيا، ونشجع دائما روح الحوار والتعاون المشترك من أجل سعادة كل الشعوب، وفى بلادنا مصر وإثيوبيا والسودان وفي كل مكان. واختتم بابا الإسكندرية كلمته بقوله "محبتي ومحبة الوفد القبطي الذي معنا، نقدمها إلى شعب إثيوبيا وإلى كنيستها ونحن سعداء أن نشترك في هذا الاحتفال، ليبارك الرب إثيوبيا وكنيستها ومصر وكنيستها وليحفظهم في هذا العيد في كل سلام وكل محبة".