آرييل شارون مجرم بدرجة بطل قومي داخل إسرائيل، سفاح بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان شعاره في الحياة “,”علينا أن نتحرّك، أن نركض، يجب أن نستولي على مزيد من التلال، يجب أن نوسّع بقعة الأرض التي نعيش عليها فكل ما بين أيدينا لنا“,” . مجرم صغير انخرط شارون في عام 1942 في صفوف منظمة الهاجانة الصهيوينية والتي تكونت في فلسطين أيام الانتداب الإنجليزي وكان عمره آنذاك 14 سنة وانتقل للعمل في الجيش الإسرائيلي عقب تأسيس دولة إسرائيل. شارك في معركة القدس ضد الجيش الأردني ووقع أسيرًا بيد الجيش العربي الأردني في معارك اللطرون عام 1948 وقد أسره يومها النقيب حابس المجالي– المشير فيما بعد- الذي عالجه ونقله إلى الخطوط الخلفية، ثم إلى المفرق في الأردن حيث أقيم معسكر اعتقال الأسرى اليهود، وتم تبديله بأسير عربي عندما جرى تبادل الأسرى بعد الهدنة الثانية. وبعد فترة انقطاع عن الجيش قضاها على مقاعد الجامعة العبرية، عاود الجيش الإسرائيلي سؤاله للانضمام للجيش وترأّس الوحدة 101 ذات المهام الخاصّة وقد أبلت الوحدة 101 بلاءً حسنًا في استعادة الهيبة لدولة إسرائيل بعد خوض الوحدة لمهمّات غاية في الخطورة إلا أن وحدة شارون العسكرية أثارت الجدل بعد المذبحة عام 1953 والتي راح ضحيّتها 170 من المدنيين الأردنيين وقام بمجزرة بشعة في عام 1948 وحصد خلالها أرواح 426 فلسطينيًا بعد أن اعتقلهم داخل المساجد. واتهم شارون بالمسئولية عن جرائم عديدة منها: مجزرة قتيبة 1953م، قتل وتعذيب الأسرى المصريين 1967 واجتياح بيروت، مجزرة صبرا وشاتيلا ، مذبحة جنين 2002 ، و القيام بالكثير من عمليات الاغتيال ضدَّ أفراد المقاومة الفلسطينية وعلى رأسهم اغتيال الشيخ أحمد ياسين. مذبحة صبرا وشتيلا في مثل هذا اليوم وتحديدًا في 16 سبتمبر عام 1982 قامت المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي بقيادة أريئيل شارون بمذبحة صبرا وشاتيلا التي نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في لبنان واستمرت لمدة ثلاثة أيام. وقدر عدد القتلى في المذبحة بأعداد تتراوح بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضاً. فعندما حل فجر يوم 15 سبتمبر 1982، حلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة في سماء بيروتالغربية، وقد أعلنت القوات الإسرائيلية دخولها المنطقة وإحكام السيطرة عليها. وبدءًا من الساعة التاسعة صباحًا تواجه الجنرال شارون شخصيًا لإدارة العملية وتوجيه القوات الإسرائيلية وكان متمركزًا في المنطقة العسكرية على مفرق السفارة الكويتية على حواف مخيم شاتيلا في الطابق السادس من عمارة مطلة على مخيمي صبرا وشاتيلا المجاورين. وعندما حل منتصف النهار، كان المخيمان محاصرين تمامًا من قبل القوات الإسرائيلية بجنودها ودباباتها والتي وضعت الحواجز لمراقبة كل من يدخل ويخرج من منطقة المخيمات، ومع بداية عصر اليوم قامت القوات الإسرائيلية بقصف المخيمات بمدفعيتها. دخلت ثلاث فرق إلى المخيم وأطبقت على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، ورجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، كانت 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة، وعندما دخلت قوات الكتائب، اتصل الجنرال دروري بآرئيل شارون واخبره بأن أصدقاءنا يتقدمون في المخيمات، بعدما رتبنا لهم دخولهم، فرد عليه شارون: “,”مبروك! عملية أصدقائنا موافق عليها“,”. ضغط عالمي وبعد الضغط الإعلامي العالمي على إسرائيل أمرت في 1 نوفمبر 1982 الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت “,”لجنة كاهن“,”. وفي 7 فبراير1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئيل شارون يحمل مسئولية مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت. ومن ضمن تصريحات شارون للجنة أنه قد أصدر القرار التالي للقيادة العسكرية الإسرائيلية، يمنع على الجيش الإسرائيلي دخول المخيمات؛ لأن الكتائب والقوات اللبنانية ستقوم بعملية تنظيف المخيمات. ورفض أريئيل شارون، قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه وبعد استقالته عين شارون وزيرًا للدولة (أي عضو في مجلس الوزراء دون وزارة معينة لإسرائيل . رئاسة الوزراء بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية تولى شارون رئاسة الوزارة عقب تسلمه رئاسة حزب الليكود بعد بنيامين نتنياهو، واستطاع التغلب على إيهود باراك في الانتخابات التشريعية ليقود حكومة يمين ليكودية مارست سياسة اغتيالات عنيفة ضد أبرز القيادات الفلسطينية التي تعتبرها إسرائيل إرهابية، كما باشر بناء الجدار الفاصل لفصل أراضي إسرائيل عن الضفة الغربية وقطاع غزة بعد الانتخابات التشريعية الثانية في عهده اضطر شارون لتأليف حكومة ائتلافية مع حزب العمل بقيادة شمعون بيرس ، ليتابع ممارسة سياسته لتدعيم أمن إسرائيل، وأبرز خططه في هذه الفترة كانت خطة فك الارتباط: بمتابعة بناء السور الفاصل والانسحاب من قطاع غزة مع تفكيك المستوطنات فيه . انشق شارون عن حزب الليكود وأقام حزب كاديما في 21 نوفمبر 2005 ( بصحبة 13 عضو كنيست من الليكود)، وذلك على خلفية رغبته في الانفصال من غزة الأمر الذي أدى إلى تمرد في صفوف الحزب ضده والدعوة إلى الإطاحة به. ويوم الأربعاء 4 يناير 2006 أصيب بجلطة سببها نزيف دماغي حاد سبب له فقدان وعيه وأدخل شارون إلى مستشفى هداسا عين كرم، في القدس حيث أجريت له عملية أولى، دامت 6 ساعات ورغم استقرار حالته الصحية نتيجة العملية، فلم يعد شارون إلى وعيه. وفي 3 أغسطس 2013 مات شارون مخلفًا الكثير من المذابح والذكريات السوداء في قلوب العرب.