استقبلت ألمانيا منذ فتح الحدود المجرية النمساوية في أمسين أكثر من 13 ألف لاجئ، نجحوا في الوصول إلى بافاريا وعاصمة الجنوب الألماني ميونيخ، وفي الوقت الذي يستمر فيه تدفق آلاف اللاجئين خاصة بعد قرار المستشارة الألمانية انجيلا ميركل فتح الحدود، تزايدت الأنباء عن خطر تعرض الزعيمة الألمانية إلى عواقب سياسية وخيمة بعد القرارها وتمرد بعض مكونات تحالفها الحاكم. وتسبب موقف المستشارة في تصاعد الخلافات داخل تحالفها وانشقاق جناحها المحافظ في بافاريا بعد ما اتهمها الحزب المحافظ في المدينة، بإرسال "إشارة خاطئة تماما" الى أوروبا. وتفجر الخلاف بعد قرار فتح الحدود بين النمساوألمانيا مؤقتا أمام آلاف المهاجرين، وأغلبهم من السوريين القادمين من المجر التي ارتبكت بسبب ضخامة الأعداد وعزوفها عن استقبالهم. وتتوقع ألمانيا تدفقا قياسيا يصل الى 800 ألف مهاجر ولاجئ في 2015، ما يمثل أكبر عدد بين دول الاتحاد الأوروبي. وفي أغسطس سُجل أكثر من 100 ألف طلب لجوء، فيما يجتذب أكبر وأغنى اقتصاد في أوروبا الكثير من المهاجرين ممن لديهم بالفعل أقارب في ألمانيا. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اتفقا في اتصال هاتفي على السماح لللاجئين ومعظمهم من الفارين من الحرب الاهلية في سوريا، بعبور الحدود، في إجراء مؤقت ولدواعٍ إنسانية. لكن وزير داخلية بافاريا في ألمانيا، يواكيم هيرمان، الذي يُمثل حزبه الاتحاد الاجتماعي المسيحي الفرع الإقليمي لحزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، اتهم ميركل باتخاذ قرارها دون التشاور مع الولايات الاتحادية الألمانية، التي ستضطر للتعامل مع تدفق اللاجئين. واتفق رئيس وزراء بافاريا هورست شيهوفر، وزعماء آخرون في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، في مؤتمر عقدوه عبر الهاتف على أن منح ميركل الضوء الأخضر للمهاجرين المتدفقين عبر المجر كان "قراراً خاطئاً". وأضاف أن حزبه المحافظ سيُدرج القضية على جدول أعمال اجتماع على مستوى عالٍ للائتلاف الحاكم، يُعقد مساء أمس الأحد، مضيفاً أن ألمانيا لا يُمكنها استقبال كل اللاجئين المتدفقين على أوروبا. وتابع "ليس هناك مجتمع قادر على استيعاب أمر مثل هذا، والحكومة الاتحادية في حاجة إلى خطة ما هنا." ولكن الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الشريك الأصغر، في الائتلاف الحاكم سارع إلى الدفاع عن ميركل وقالت الأمينة العامة للحزب ياسمين فهيمي، إن قرار ميركل كان "أسلم قرار يُمكن اتخاذه". وأضافت "كان علينا إعلاء المباديء الإنسانية لتوضيح أن المعايير الأوروبية سارية أيضاً في الأوقات العصيبة، وتعامل المجر مع الأزمة كان "لا يُطاق"، في إشارة إلى محاولة بودابست وضع المهاجرين في معسكرات احتجاز وإلى سلسلة من المواجهات بين الشرطة المجرية واللاجئين. ومن المتوقع أن يتفق الائتلاف الذي تقوده ميركل على سلسلة من الإجراءات الأحد، تتضمن تقليص الإجراءات الروتينية لتسهيل إقامة أماكن لإيواء اللاجئين، وزيادة التمويل للولايات الاتحادية والمدن وتسريع وتيرة إجراءات اللجوء.