أكد السفير أحمد القويسنى مساعد وزير الخارجية وسفير مصر السابق في اندونيسيا على الأهمية الكبيرة لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لمقر مجموعة دول جنوب شرق آسيا المعروفة باسم "الآسيان"، وتتخذ من جاكرتا مقرا للأمانة العامة لها. ووصفها بأنها أول زيارة لرئيس دولة عربية، وبالتالى فانها تفتح أفاقا كبيرة ورحبة لدعم وتطوير مجالات التعاون مع الدول العشرة أعضاء المجموعة سواء على المستوى الثنائى أو على المستوى الجماعى. وقال السفير - الذي كان أول ممثل لمصر في هذه المجموعة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن اندونيسيا أكبر دول الآسيان مساحة وسكانا، وبالنظر لعلاقاتها التاريخية والوطيدة مع مصر يمكن أن تكون البوابة الرئيسية لانطلاقة جديدة للعلاقات المصرية مع هذه الدول والتي تعتبر من الاقتصاديات البازغة في منطقة شرق آسيا ولها تجربة فريدة في عملية النهوض الاقتصادي ورفع معدلات النمو. واقترح أن تبادر مصر في أعقاب الزيارة الناجحة للرئيس السيسى لدول جنوب شرق آسيا والصين دعوة الأمين العام لمجموعة دول الآسيان وأعضاء اللجنة الاقتصادية فيها لزيارة مصر لاستكشاف افاق التعاون مع مصر وهذه الدول في المرحلة القادمة والتعرف على الفرص الاستثمارية المفتوحة خاصة في مشروع التنمية الكبير في منطقة قناة السويس وتفريعة بورسعيد الجديدة بما يعود بالنفع المتبادل. وأشار إلى أنه في المقابل يمكن لمصر أن تكون بوابة العبور لاندونيسيا ودول الآسيان إلى أفريقيا، وهو ما يفتح مجالات عديدة في مجال التبادل التجارى باستثمار التسهيلات والميزات التفضيلية مع سوق دول الكوميسا باعتبار أن مصر عضو فيه. ولفت السفير القويسنى الانتباه إلى ضرورة دراسة تجارب واتفاقيات الشراكة الشاملة التي تقيمها دول الآسيان مع الدول والتكتلات الاقتصادية الكبرى مثل الشراكة الشاملة مع الصين والهند والولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلاند أو غيرها من الدول الكبرى إضافة إلى الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وإختتم السفير القويسنى تصريحاته بتأكيده على أن زيارة الرئيس السيسى لاندونيسيا ضمن جولته الأسيوية حركت المياه الراكدة وأعطت دفعة كبيرة لبدء عهد جديد في علاقات مصر مع أكبر دول جنوب شرق آسيا وأكبر دول ذات أغلبية مسلمة على مستوى العالم والتي تربطها بمصر علاقات تاريخية ومميزة..وقد أظهرت هذه الزيارة مدى عزم مصر واهتمامها الكبير باعادة العلاقات إلى سابق عهدها، خاصة وان مصر كانت أول دولة تعترف باستقلال اندونيسيا في أواخر الأربعينيات من القرن الماضى وهو أمر لا يغيب ابدا عن الوجدان والوعى الجمعى للشعب الأندونيسي. يذكر أن مجموعة دول جنوب شرق آسيا تضم في عضويتها عشر دول هي اندونيسيا وبروناى وماليزيا وتايلاند والفلبين وسنغافورة ولاوس وميانمار وفيتنام وكمبوديا.