يمثل الفريق أول بوسكو نتاغاندا ، الزعيم السابق للمتمردين الكنغوليين ، ،غدا الأربعاء أمام المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى بهولندا لمحاكمته عن جرائم حرب ارتكبت فى جمهورية الكنغو الديمقراطية( زائير سابقا) فى محاكمة طال أنتظارها فى ظل ظاهرة الإفلات من العقاب ، على الرغم من أن غيره من المجرمين لا يزلون طلقاء . الأمال المعلقة على هذه المحاكمة كثيرة ، فمن ناحية نجد أن الضحايا ينتظرون الاعتراف بالجرائم التى أرتكبت بحقهم وينتظرون من الناحية الأخرى أن تاخذ العدالة الدولية مجراها وتؤكد على شرعيتها بوضع حد لسبع سنوات من الإفلات من العقاب لمجرم الحرب بوسكو نتاغاندا المتهم بارتكاب 13 جريمة حرب و 5 جرائم ضد الإنسانية من بينها قتل وأغتصاب وإسترقاق جنسى ، تجنيد الأطفال ، بالإضافة إلى عمليات النهب التى ارتكبت فى مدينة إيتورى فى جمهورية الكنغو الديمقراطية بين عامى 2002و 2003. محاكمة بوسكو نتاغاندا فى لاهاى ، هى محاكمة رمزية لانها تجسد 20 عاما من الصراع الذى ما زال يهز جمهورية الكنغو الديمقراطية ، نظرا لان بوسكو كان قائدا سيئ السمعة ، فضلا عن قيادته بعض الجماعات المسلحة ، كما حارب ايضا فى صفوف الجيش الوطنى الرواندى فى منتصف التسعينيات وشارك فى جميع حركات التمرد التى تدعمها رواندا داخل الكنغو الديمقراطى وهو ايضا الذى شكل المجموعة م 23 ، وفى الفترة ما بين 2009 و 2012 وصل إلى رتبة اللواء فى الجيش الروندى . والسيد أندريه كيتو ماسمنجو ، منسق الائتلاف الوطنى يوضح للمحكمة الجنائية الدولية فى جمهورية الكنغو الديمقراطية أن مثول بوسكو نتاغندا أمام المحكمة يعد بادرة أمل للضحايا الذين طال انتظارهم لوصول يد العدالة إلى الجرائم المرتكبة ،وأضاف أنه من المنتظر أن يحضر هذه المحاكمة حوالى 1000 ضحية . والسيدة جيرالدين ماتيولي - زيلتنر ، مديرة المناصرة في برنامج العدالة الدولية ، بمنظمة هيومن رايتس ووتش تؤكد أن التحدى الأكبر الذى يواجه المحكمة الجنائية الدولية هو مصداقيتها : ذلك ن نتاغندا نجح فى الافلات من العقاب لمدة سبع سنوات على الرغم من مذكرة التوقيف الصادرة بحقه فى حين واصلت قواته المسلحة ارتكاب انتهاكات مروعة طيلة هذه السنوات. وأضافت " أن المحاكمة المنتظرة لنتاغاندا تؤكد أنه فى نهاية المطاف ستطال يد العدالة الأشخاص المطلوبين فى جرائم أكثر خطورة ، وعلى حد قول السيدة جيرالدين فأن أهمية هذه المحاكمة تكمن فى كونها أشارة قوية إلى القادة الذين ارتكبوا انتهاكات وما زالو يمارسون نشاطهم داخل جمهورية الكنغو الديمقراطية ، فمجرد مشاهدة هؤلاء القادة لنتاغاندا وراء القضبان سوف تنبههم إلى أنهم هم إيضا قد يكونوا عرضة للملاحقة القضائية ، ومن رأيها ايضا أن هذه القضية مهمة لمستقبل المحكمة الجنائية الدولية أذ أن هذة المحاكمة بإمكانها أن تعطى لمحة سريعة عن الأصلاحات الجارية فى مكتب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لتحسين نوعية التحقيقات و الملاحقات ، لكن الطريق لا يزال طويلا أمام تحقيق العدالة فى الصراع الذى نشب فى الكنغو الديمقراطى. معروف أن بوسكو نتاغاندا هو الشخص الرابع الذى يمثل أمام الجنائية الدولية بتهمة أرتكاب جرائم حرب ، وأن مذكرة التوقيف الخامسة الصادرة بحق سيلفيستر موداكومورا ، القائد العسكرى لحركة القوات الديمقراطية لتحرير روندا لم تنفذ بعد ، وأن نشاط هذه الحركة فى جمهورية الكنغو الديمقراطية بدأ منذ نهاية الإبادة الجماعية فى روندا فى العام 1994. و فى نهاية المطاف ، تظل مسئولية احضار كل المشتبه فى ارتكابهم جرائم ضد الحقوق الإنسانية الدولية والقانون الإنساني الدولي إلى المحاكمة ملقاة على عاتق السلطات الكنغولية ، ويجب على حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية أن تفي بالوعد الذي قطعه على نفسه وزير الإعلام الكونغولي لامبيرت ميندي بالتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية أثناء قيامها بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في شمال كيفو ، كما يجب على السلطات الكنغولية الألتزام بلقاء القبض على سيلفيستر موداكومورا ، لإرتكابه انتهاكات حقوق الإنسان فى شرقى الكنغو خلال العقدين الماضيين والأمر يتوقف على السلطات الكونغولية وتعجيلها بإعادة هيكلة منظومة القضاء الوطني لتؤكد أن العدالة والتعويض متاحان لكل الضحايا ، بدلا من الاعتماد الكلي على المحكمة الجنائية الدولية وحدها .