سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إندونيسيا أرض الأحلام في استقبال الرئيس السيسي.. علاقات تاريخية متميزة بين البلدين.. السفير جلال الرشيدي: زيارة تاريخية تعزز التعاون الإستراتيجي مع دولة لها ثقل إقليمي ودولي كبير
تطور جديد في السياسة الخارجية المصرية حيث بدأت القاهرة تعمل على تعزيز علاقاتها مع كل وحدات النظام الدولي، وأضحت المصلحة المشتركة هي الحاكم للسياسة الخارجية، ولم تعد هناك شروط أو إملاءات تقتضي أن تمر العلاقات الخارجية للقاهرة عبر علاقاتها بواشنطن، زيارة الرئيس المصري المقررة لإندونسيا في الثالث من سبتمبر المقبل تعد هي الأولى لرئيس مصري منذ 32 عاما رغم التأثير الكبير للثقافة المصرية في الوجدان الأندونيسي عبر جامعة الأزهر التي خرّجت العديد من الكوادر الإندونسية باتوا اليوم في مؤسسات صنع القرار. موقع متميز الموقع الجغرافي المتميز لدولة إندونيسيا جعلها مطمعا من قبل الدول الاستعمارية، فهي عبارة عن أرخبيل من الجزر يربط ما بين المحيط الهندي والهادي لمسافة 5 آلاف كيلومتر من الشرق إلى الغرب، و2000 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب، وتبلغ مساحتها الإجمالية 1919440 كيلومترا مربعا، وتتكون إندونيسيا من 13 ألف جزيرة الماهول منها بالسكان 6 آلاف جزيرة فقط وعمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تعميق علاقاته باندونسيا بهدف تضييق الخناق الاقليمي على الصين كونها تقع في قلب مجموعة الدول التي تتحدث المالاي كما موقعها الإستراتيجي فهي تطل على عدد كبير من المضايق البحرية. ومطلع القرن السابع عشر استعمر الهولنديون إندونيسيا؛ كما احتلتها اليابان في الفترة من 1942 حتى 1945، وبعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية أعلنت إندونيسيا استقلالها عن اليابان وعن هولندا، إلا أن هولندا تمسكت بإندونيسيا ولم تتخلَّ عن استعمارها لها، وبعد سلسلة من المفاوضات المتقطعة، مع بعض الأعمال العدائية بين الطرفين، وكذلك وساطة الأممالمتحدة، وافقت هولندا على الخروج من إندونيسيا عام 1949 السكان يبلغ عدد سكانها نحو 238 مليون شخص، وهذه هي رابع دولة من حيث عدد السكان، وأكبر عدد سكان في العالم من المسلمين. وتمثل اندونيسيا حالة متميزة لنموذج التعايش السلمي والاندماج الوطني بين سكانها الذين ينتمون لعرقيات مختلفة فهناك الجاويون نسبة إلى جزيرة جاوا يبلغ عددهم نحو 82 مليون نسمة ويمثلون 45 % من مجموع السكان ويعيشون وسط وشرق جزيرة جاوا، وهناك الساندان ويبلغ عددهم 23 مليون وأغلبهم من المسلمين على مذهب الإمام الشافعي ويعيشون في الجنوب الغربي لجزيرة جاوا. هناك أيضا الباليون ويعيشون في جزيرة بالي يبلغ تعدادهم ما يقارب أربعة ملايين نسمة ويتحدث الباليون اللغة البالية ويتميزون بنظام طبقي (معدل) يعود بأصوله إلى الهندوسية دين الأغلبية (80%) ويعتبر البالي نفسه من أصول نبيلة لحد العنصرية في بعض الأحيان. ولا يمانع الباليون من الزواج بين الطبقات، ويوجد كثير من أغنياء بالي تعود أصولهم إلى الشودرا الطبقة الرابعة في الهندوسية.. (سكان سومطرة) ويتألفون من جماعات مختلفة أكبرهم المينانجكابو والباتقيين إضافة إلى الاشتيين والباتك والميننغبو. ويتكلم معظم سكان سومطرة لهجة الملايو. وتمثل جماعة المينانجكابو الغالبية العظمى من سكان ولاية سومطرة الغربية. ويعتنق 98% من المينانجكابو الدين الإسلامي. وتضم لغتهم ما يقارب 200 لهجة، وهي تقترب إلى حد كبير من لغة الملايو المنتشرين على ساحل اندونسيا وينقسمون إلى ملايو جامبي وملايو ريو وعددهم، وتعيش مجموعات منهم في جزيرة كالمنتان. وعلى الرغم من التعايش السلمي الذي ينعم به الشعب الاندونيسي إلا إن هناك بعض المنغصات العرقية التي تظهر من وقت إلى آخر ففي عام 2005، توصلت إندونيسيا إلى اتفاق سلام تاريخي مع المنشقين المسلحين في إقليم أتشيه. وأعقب هذا الاتفاق انتخابات ديموقراطية، في ديسمبر 2006. وما تزال إندونيسيا تواجه حركة المنشقين في بابوا، وإن كانت حدتها قد خفت كثيرا. مصر وإندونيسيا كانت مصر من أولى الدول التي اعترفت باستقلال إندونيسيا الذي أعلن في 17 أغسطس عام 1945. وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميا عام 1947، وتم افتتاح السفارة الإندونيسية في القاهرة عام 1949. وتتطابق وجهات نظر البلدين تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، كما تتبادل الدولتان تأييد الترشيحات في المنظمات الدولية، وتجمع الدولتين عدة تجمعات ومنظمات منها، منظمة المؤتمر الإسلامي، حركة عدم الانحياز ومجموعة ال 15، ومجموعة الدول النامية الثمانية. وكانت مصر من أكبر الدول الداعمة لاندونيسيا في الاممالمتحدة أثناء أزمة تيمور الشرقية. وقد قام رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب بزيارة اندونيسيا في أبريل الماضي لتعزيز مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين وتشير الاحصائيات إلى أن حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين بلغ 1.49 مليار دولار عام 2014، حيث زاد بنسبة 21.02٪ مقارنة ب1.2 مليار دولار عام 2013، وبلغت قيمة الصادرات الإندونيسية لمصر 21.71٪ أو ما يعادل 1.3 مليار دولار عام 2014 مقارنة ب1.1 مليار دولار عام 2013. وعلى مستوى التعاون الثقافي بين البلدين تحتضن القاهرة أكثر من ستة آلاف طالب إندونيسي، معظمهم يدرسون في جامعة الأزهر، كما يوفد الأزهر أكثر من أربعين مدرسًا إلى إندونيسيا، يتولون مهمة تدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية.ويقدم الأزهر الشريف سنويًا عدد 115 منحة دراسة للطلبة الإندونيسيين (5 للدراسة في المعاهد الأزهرية و90 للدراسة الجامعية و20 للدراسات العليا) إضافة إلى عدد 5 منح من وزارة التعليم العالي للدراسة في الجامعات المصرية. زيارة الرئيس يختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جولته الآسيوية والمقرر أن تبدأ غدا بزيارة إندونيسيا. وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس مصري منذ العام 1983، ومن المتوقع أن يبحث الرئيس المصري مع نظيره الاندونيسي جوكو ويدودو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وحسب تصريح سابق للمهندس شريف الجبلي رئيس مجلس الأعمال المصري الإندونيسي، فإن السيسي سيناقش في جاكارتا تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين وتدشين المشروعات بمنطقة قناة السويس الجديدة خاصة عقب توافد العروض من شركات كبرى لإنشاء مصنع لإطارات السيارات والصناعات الكيماوية والأسمدة. ويصف السفير جلال الرشيدي مندوب مصر السابق لدى الأممالمتحدة زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والمقررة أول سبتمبر بالتاريخية، وأكد الرشيدي على أهمية أن تكون العلاقات بين مصر أكبر دول في المنطقة العربية واندونيسيا أكبر دولة داخل التجمع الإسلامي قوية، وأضاف أن القاهرةوجاكارتا يتمتعان بثقل إقليمي ودولي كبير ودعم هذه الدول لمصر من أجل الحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن غاية في الأهمية. وأضاف الرشيدي أن هناك العديد من المجالات التي يمكن أن تشهد تعاون كبير بين البلدين خاصة في مجال مكافحة الإرهاب فإندونيسيا لها تجربة كبيرة في محاربة الإرهاب في جزر سمطرة وجاوا.. كما يمكن الاستفادة من التجربة الإندونسية في إدارة الموانئ فلدى جاكرتا أكثر من 10800 جزيرة، وعلى مستوى الزراعة فلدى إندونسيا تجارب ناجحة في زراعة الأرز دون استهلاك كميات كبيرة من المياه وعلى المستوى السياسي تعتبر إندونسيا التي يوجد بها العديد من الطوائف الدينية مثالا حيا لمفهوم التعايش السلمي بين كل أبناء المجتمع.