"أبوغزالة": المجتمع المدني بديل الحكومات في العمل من أجل التنمية

أكدت جامعة الدول العربية، على الدور المهم والبارز الذي يمكن أن تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية.
وشاركت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في الجامعة، اليوم الأحد، في أعمال الاجتماع التشاوري المنعقد بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، بشأن مساهمة منظمات المجتمع المدني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت أبوغزالة، في كلمتها، أهمية الاجتماع في رفع الوعي المجتمعي حول أهداف التنمية المستدامة وأولويات أجندة الصحة في المنطقة العربية، وفي تعزيز التعاون مع منظمات المجتمع المدني في أجندة الصحة، إضافة إلى وضع آليات للدور المتوقع من هذه المنظمات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف الثالث المتعلق بالمنظومة الصحية، والمشاركة بفاعلية في تنفيذ هذه الأهداف.
وقالت إن قطاع المجتمع المدني هو رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية لأنه يكمل دورها في رفع الأعباء والمشكلات التي تعاني منها أوطاننا، لذا ازداد اهتمام الجامعة العربية بالمجتمع المدني من خلال عدد من المبادرات التي طرحها الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى في عام 2002 من ضمنها استحداث منصب "مفوض الأمين العام للمجتمع المدني" والذي شغله عددا من أهم الشخصيات العربية، وقد انعكس هذا الاهتمام في تعاقب القمم العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية وما يتزامن معها من منتديات للمجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص، والتي أسفرت عن صدور قرارات تدعو جميعها إلى تعزيز وتقوية دور المجتمع المدني وتمكينه من لعب دور الشريك الفاعل للحكومات العربية في عملية التنمية المستدامة من أجل إحداث التغير المنشود في مجالات التنمية المجتمعية كالصحة والتعليم والقضاء على الفقر والمشاركة السياسية وغيرها من القضايا والمشاكل التي تواجهها منطقتنا العربية.
ولفتت إلى أنه انطلاقًا من حرص الجامعة الدول العربية على تعزيز الشراكة بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني العربية قامت الأمانة العامة للجامعة ببناء أول قاعدة معلومات لمنظمات المجتمع المدني في 19 دولة عربية لترسيخ أسس الشراكة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني العربية، كما تقوم الأمانة العامة بإعداد مشروع العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني 2015-2025 بهدف خلق بيئة مناسبة وبناء آلية ناجحة بين منظمات المجتمع المدني العربية والحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز وتمكين منظمات المجتمع المدني من القيام بدورهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بجانب الحكومات العربية.
وأشارت إلى التحضيرات التي تقوم بها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لإطلاق العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني من خلال منتدى منظمات المجتمع المدني والذي يعقد على هامش القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية والتي سوف تعقد بتونس في يناير 2016، مبينةً عقد الجامعة العربية عدة اجتماعات تشاورية مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة إضافة إلى منظمات مجتمع مدني، وذلك بهدف إشراك جميع الأطراف المعنية في العقد لبلورة استراتيجية شاملة لمشروع العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني.