اكدت الجامعة العربية اهمية النهوض بدور منظمات المجتمع المدني لتحقيق التنمية المجتمعية المنشودة في الدول العربية خاصة في ظل التحديات الراهنة والمتغيرات السياسية والاجتماعية جاء ذلك خلال كلمة السفيرة هيفاء ابو غزالة الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية رئيس قطاع الاعلام والاتصال. التي القتها اليوم امام اعمال الاجتماع التشاوري حول مساهمة منظمات المجتمع المدني في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة الذي انطلقت اعماله ،بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية وقالت السفيرة ابوغزالة ان هذا الاجتماع التشاوري يهدف إلى رفع الوعي المجتمعي حول أهداف التنمية المستدامة وأولويات أجندة الصحة في المنطقة العربية، كما يهدف إلى تعزيز التعاون مع منظمات المجتمع المدني في أجندة الصحة بالإضافة إلى وضع آليات للدور المتوقع من هذه منظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف الثالث المتعلق بالمنظومة الصحية، والمشاركة بفاعلية في تنفيذ هذه الأهداف. واعلنت ابو غزالة ان الجامعة تجري تحضيرات مكثفة لإطلاق العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني من خلال منتدى منظمات المجتمع المدني والذي يعقد على هامش القمة العربية التنموية : الاقتصادية والاجتماعية في يناير المقبل بالجمهورية التونسية، مشيرة الى ان الجامعة العربية تعقد عدة اجتماعات تشاورية مع وكالات الأممالمتحدة المتخصصة بالإضافة إلى منظمات مجتمع مدني وذلك بهدف إشراك جميع الأطراف المعنية في العقد لبلورة إستراتيجية شاملة لمشروع العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني. واوضحت ابو غزالة ان الجامعة العربية تقوم بإعداد مشروع العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني 2015-2025 بهدف خلق بيئة مناسبة وبناء آلية ناجحة بين منظمات المجتمع المدني العربية والحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز وتمكين منظمات المجتمع المدني من القيام بادراهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بجانب الحكومات العربية. واضافت ان هذا الاجتماع يأتي انطلاقا من إيمان الجامعة العربية بالدور الهام والبارز الذي يمكن ان تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية، مؤكدة أن قطاع المجتمع المدني هو رديف الحكومات في العمل من أجل التنمية فهو يكمل دورها في رفع الأعباء والمشكلات التي تعاني منها أوطاننا ،لذا ازداد اهتمام الجامعة العربية بالمجتمع المدني من خلال عدد من المبادرات التي طرحها الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى في عام 2002 من ضمنها استحداث منصب " مفوض الأمين العام للمجتمع المدني" والذي شغله عدد من أهم الشخصيات العربية، وقد انعكس هذا الاهتمام في تعاقب القمم العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية وما يتزامن معها من منتديات للمجتمع المدني والشباب والقطاع الخاص، والتي أسفرت عن صدور قرارات تدعو جميعها إلى تعزيز وتقوية دور المجتمع المدني وتمكينه من لعب دور الشريك الفاعل للحكومات العربية في عملية التنمية المستدامة من أجل إحداث التغير المنشود في مجالات التنمية المجتمعية كالصحة والتعليم والقضاء على الفقر والمشاركة السياسية وغيرها من القضايا والمشاكل التي تواجهها منطقتنا العربية. ولفتت ابو غزالة الى انه انطلاقا من حرص الجامعة الدول العربية على تعزيز الشراكة بينها وبين مؤسسات المجتمع المدني العربية قامت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ببناء أول قاعدة معلومات لمنظمات المجتمع المدني في تسعة عشرة دول عربية لترسيخ أسس الشراكة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني العربية. ونوهت ابو غزالة بموازاة الجهود الدولية الرامية إلى نموذج تنموي يقوم على أساس المقاربة الحقوقية وخطة عمل تقوم على مبدأ الشراكة الدولية، تواكب الجامعة العربية هذا العمل بإطلاق مبادرة عقد عربي لمنظمات المجتمع المدني ويتوقف نجاح الجهود التنموية على الشراكة مع المجتمع المدني وطبيعتها، مشددة على ان التحديات التنموية في ظل الصعوبات التي تمر بها الدول العربية تتطلب شراكة جميع أطراف المجتمع.