تساعد الاستثمارات الصينية في القارة الأفريقية، وخاصة في كينيا على فتح قنوات تطوير المهارات، وقال خبراء قضايا النمو الاجتماعي والاقتصادي المحليين، إن كينيا تكتسب الكثير من المهارات ومن تطورالمعرفة لديها، مع تزايد استثمارات رجال الأعمال. يذكر أن الصين واصلت تعزيز علاقاتها مع الاقتصاد الرائد في شرق أفريقيا خلال السنوات الأخيرة مع وجود ملموس لها في بعض القطاعات الحيوية لنمو البلاد، ومن بين تلك القطاعات الحيوية قطاع البنية التحتية، وعلى رأسها شبكة الطرق الحديثة والسكك الحديدية وكذلك قطاعى الطاقة والتعليم. وقال خبير الموارد البشرية البروفيسور جورج جونجيرا، إن أسلوب الصين في رعاية واحتضان مهارات شعبها، يعد خبرة تعليمية للكينيين. وأضاف أن هذه الدولة المتقدمة الآن تكنولوجيا، ظلت لفترة تمتد إلى أكثر من ثلاثة عقود، تشحذ مهارات مواطنيها في إطار التحضير للتنمية الاقتصادية الكلية. وأوضح كونجيرا، الذي يشغل منصب عميد كلية التعاون والتنمية المجتمعية بجامعة كينيا التعاونية، "بإمكان كينيا استعارة هذا النموذج في التدريب وتكثيف منهجها لبناء قدرات شبابها بحيث يمكنهم اكتساب المهارات اللازمة لنمو البلاد". وبمرور الوقت، نمت الاستثمارات الصينية في الاقتصاديات الرائدة في دول شرق أفريقيا، كما تزايد عدد الشركات والمشروعات التي أنشئت حديثا؛ ما خلق المزيد من فرص العمل للسكان المحليين. ووفقا للخبير الاقتصادى، توم نياماتشى؛ فإن العلاقات الودية بين الدولتين يجب أن تؤدى إلى المشاركة المتبادلة للخبرات وتوجيهها نحو توسيع فرص الاستثمار. وقال نياماتشى "من المهم أن تستفيد كل من كينياوالصين من بعضهما الآخر، وينبغي أن يكونا شركاء في الاستثمار الإستراتيجي بحيث يمكن أن يكمل بعضهما البعض في التنمية". وأضاف أن الصين تعد سوقا جيدة للمنتجات الزراعية في كينيا وكذلك المنتجات السياحية، وبالتالي كلتا الدولتين تحتاجان إلى التمتع بالمنافع المتبادلة. وأوضح "على سبيل المثال، فإن مشروع التوسعة القياسية لخط السكة الحديدية هو فرصة يمكن من خلالها أن يتبادل الكينيون والصينيون المشاركة والتعلم من بعضهما البعض وبالتالي تعزيز مهاراتهما الفنية". يذكر أنه مع تراجع عدد السياح الوافدين للبلاد؛ تسعى كينيا إلى منطقة الشرق الأوسط لإنقاذ نفسها من الوضع القاتم في قطاع السياحة، وتعمل الحكومة حاليا، من خلال هيئة السياحة في كينيا، على جذب وكلاء الرحلات السياحية الصينين لجلب أكثر من 100 سائح شهريا. وتزايد عدد الضيوف الصينيين من 31 ألفا و486 سائحا في عام 2013 ليصل إلى 34 ألفا و923 سائحا في العام الماضي، ومن المرجح أن يستمرالعدد في الارتفاع مع إطلاق رحلات جوية مباشرة من كينيا إلى جوانجتشو. وأعطى البروفيسور نياماتشى الكينيين سببا منطقيا لتعلم اللغة الصينية كميزة إضافية.. قائلا بالفعل، هناك خطط جارية لادخال اللغة الصينية في المناهج التعليمية في كينيا، كما أنشأت مؤسسات التعليم العالي بما في ذلك جامعة نيروبي وجامعة كينياتا معاهد كونفوشيوس لتيسير التدريب على اللغة الصينية. وقال "يعد تعلم اللغة الصينية ميزة، حيث أن عددا كبيرا من الشركات الصينية اتخذت مقرا لها في البلاد، وكذلك فرص العمل؛ ولهذا، فمن المفروض أن يكون تعلم اللغة الصينية ميزة تزيد من فرص الشخص للعمل في أي مكان في جميع أنحاء العالم". وأضاف أنه تغيرت المتطلبات في قطاع العمل بينما فرص التوظيف الرسمي أصبحت نادرة بشكل متزايد وتتطلب زيادة مهارات القدرات الفردية. وأوضح أن العولمة أسفرت عن طرق اقتصادية جديدة، ويمكن للشعب الكيني استكشاف فرص العمل خارج الحدود المحلية ولذلك هم في حاجة إلى زيادة فرص استيعابهم. وقال إنه على الرغم من ذلك، فإن على الدولتين أن يصلا إلى فهم واضح للاستثمارات التي تحققت في مجال تعزيز محو الأمية في كينيا الواقعة في شرق أفريقيا حتى يمكن تحقيق الاستفادة المشتركة من خلال التبادل الثقافي.