أفنت عمرها فى تربية أبنائها بعد وفاة الأب، لكن ذلك لم يقف حائلا أمام ابن عاق تناسى فى لحظات أعمى فيها الشيطان بصيرته كل ما فعلته الأم وما وهبته له ولأشقائه من عطاء، فإذا به يرد العطاء ليس جحودا ونكرانا فقط بل جريمة بشعة ذهبت ضحيتها أمه. الجريمة البشعة التى أصبحت مثارا لأحاديث أهالى مدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، بطلها «تامر أحمد» شاب فى الثلاثين من عمره، والتفاصيل كئيبة وموجعة فذات صباح، توجه تامر الى حيث تقيم والدته فى منزلها، لتستقبله بالأحضان والقبلات، بعدها تركته الأم وذهبت إلى المطبخ لتعد له كوبا من الشاى، ليتسلل هو بخطوات خلفها وينهال عليها من الخلف بضربة «فأس» كانت كافية لتلقى الأم مصرعها، والأبشع هو ما حدث بعد ذلك ، حيث سحب جثة أمه إلى سطوح المنزل وقام بإلقائها على سطح المنزل المجاور بعدها ترك مكان الحادث، وعاد إلى حيث يقيم فى شقته التى لا تبعد كثيرا عن منزل والدته وكأنه لم يفعل شيئا. الجريمة تكشفت تفاصيلها عقب عودة الابن الأصغر «أنس» 23 عاما، من عمله ، حيث كان يقيم مع والدته لأنه لم يتزوج بعد، فبمجرد فتحه للباب الخارجى ودخوله للمنزل ، نادى على أمه فلم ترد، فجأة تعثرت خطواته فى بركة دماء بأحد أركان المنزل ، فتتبع آثارها التى قادته الى سطح المنزل، ليجد أمه ملقاة على الأرض وغارقة فى دمائها، حاول إنقاذها وحملها إلى مستشفي «الحوامدية» لكن الأمر كان قد انتهى وصعدت روح الأم إلى بارئها. تقدم الابن والمستشفى ببلاغ إلى مأمور قسم البدرشين ، وعلى الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم بقيادة العميد «رشدى همام» مفتش مباحث جنوبالجيزة، ومعاونيه النقيب «أحمد عطية» ، والنقيب «ماجد فوزى» ، الذين توجهوا لمعاينة جثة الأم وتدعى «نادية ع» 53 عاما، حيث تبين أنها مقيمة بقرية «ميت رهينة»، وتعمل موظفة بالإدارة الزراعية، واتضح أنها مصابة بعدة طعنات نافذة بالرأس والرقبة. بالانتقال إلى مكان الواقعة وبعمل البحث والتحريات اللازمة وسماع أقوال شهود العيان، تم تحديد هوية الجانى وهو الابن « تامر .ا» 30 عاما ، موظف، وتم القبض عليه ، وبمواجهته أنكر فى البداية لكنه اعترف فى النهاية بالواقعة ، وأقر أنه قام بقتلها خوفا على سمعة العائلة كماقال: مضيفا أنه اكتشف زواج أمه عرفيا من زميل لها فى العمل بعد وفاة والده منذ سنوات، وأنه ضغط عليها لكى تنهى ارتباطها بهذا الرجل، وأضاف أنها بالفعل انفصلت عن زميلها وحصلت على الطلاق منه إلا أنه اكتشف بعد ذلك استمرار علاقتها به، مما دفعه للتخلص من أمه ليحافظ على سمعة العائلة. الغريب أن المتهم خلال التحقيقات أقر أنه كان يحب أمه كثيرا هو وأشقاؤه، لأنها تحملت عبء تربيتهم بعد وفاة والدهم تاركا لها مسئولية سبعة أبناء، تولت هى تربيتهم وتزويجهم فيما عدا الأصغر، وأضاف أنه نادم على فعلته التى سهل له الشيطان ارتكابها، خوفا من العار الذى لحق بهم نتيجة علاقتها بزميلها. حرر المحضر اللازم بالواقعة رقم 10508 جنح البدرشين لسنة 2015 ، وتم عرض المتهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيق والتى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق.