تبدو الحياة اليومية في حي “,”سميرا ميس“,”، الواقع بين مدينتي رام اللهوالقدس، كما المعتاد، عمارات سكنية تشيد، وسكان جدد يوميا يحطون رحالهم، لكن خطر فقدان الهويات المقدسية يتهددهم بفعل السكن خارج المدينة المقدسة . السكان يشتركون في معاناة واحدة دفعتهم للسكن بعيدا عن القدسالشرقيةالمحتلة، بفعل الممارسات الإسرائيلية التي حرمتهم من تشييد منازل أو بفعل ارتفاع أسعار الشقق السكنية وغلاء المعيشة . ويعيش نحو 120 ألف فلسطيني مقدسي في أحياء ومخميات خارج مدينة القدسالمحتلة فصلهم عنها الجدار الإسرائيلي الفاصل بين الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، والذي يطلق عليه الفلسطينيون “,”جدار الفصل العنصري“,” هي: “,”سميرا ميس“,”، و“,”كفر عقب“,” و“,”مخيم قلنديا“,” و“,”مخيم شعفاط“,”، بحسب تقديرات فلسطينية . ويقول توفيق الطوري، أحد سكان منطقة “,”سميرة ميس“,”، لوكالة الأناضول، إنه اضطر للسكن خارج القدس هربا من ارتفاع إيجار السكن وارتفاع تكاليف الحياة اليومية في القدس، مشيرا إلى أن بلدية القدس الإسرائيلية تجبر المقدسيين على سداد مبالغ مالية كبيرة للحصول على تراخيص للبناء، وفي حال البناء بدون ترخيص تفرض غرامات مالية مرتفعة للغاية قبل الهدم . ويعمل “,”الطوري“,” في متجر لبيع الأجهزة الكهربائية، ويعبر عن مخاوفه من إقدام السلطات الإسرائيلية على سحب هويته المقدسية بعد تهديدات صدرت من الداخلية الإسرائيلية في هذا الشأن . ويضطر “,”الطوري“,” للوقوف نحو ساعة ونصف الساعة على حاجز “,”قلنديا“,”، الفاصل بين القدس وضواحيها، للخضوع للتفتيش والتدقيق في البطاقات الشخصية في حال زيارة عائلته التي تسكن بالبلدة القديمة في القدس . ويقول أحمد حامد، أحد سكان “,”سميرة ميس“,” التي تتبع بلدة القدس: “,”نعيش في الضواحي ولا تقدم بلدية القدس أي خدمات للسكان بالرغم من أن كل السكان يدفعون الضرائب المستحة كاملة، فتنتشر النفايات بين البنايات، والشوارع مكسرة، وبناء عشوائي بدون ترخيص “,”. وتسمح بلدية القدس لبناء أربعة طوابق سكنية فقط إلا أن السكان يشيدون نحو 12 طابقا بدون ترخيص في الأحياء الخارجية للمدينة لازدياد الطلب على السكن والهروب من ارتفاع أسعارها داخل القدس . وأرجع “,”حامد“,” ذلك إلى أن إسرائيل تسعى إلى تشجيع السكان للخروج من المدينة نحو الضواحي وإفراغها من سكانها المقدسيين . ويصل إيجار المنزل في المدينة المقدسة نحو 800 دولار شهريا، بينما لا يتكلف السكن في ضواحيها الواقعة خارج الجدار سوى 300 دولار فقط بالإضافة إلى تدني أسعار المواد الاستهلاكية اليومية مقارنة بالقدس . وحسب زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والمدنية، فان نحو 120 ألف فلسطيني مقدسي يسكنون خارج الجدار الإسرائيلي لدوافع اقتصادية جراء ارتفاع أسعار السكن في المدينة، مشيرا إلى أن الممارسات الإسرائيلية من فرض رسوم مرتفعة على البناء وعدم السماح لهم بالبناء وهدم المنازل دفع المقدسيين للهجرة خارج أسوارها . وعبر “,”الحموري“,” عن مخاوفه من سحب إسرائيل الهويات المقدسية منهم بدعوى عدم سكنهم في المدينة في خطوة لجعل القدس مدينة ذات أغلبية يهودية وتفريغها من السكان المقدسيين وتنفيذ مخططات دينية تستهدف السكان والمكان . وتنتشر في ضواحي القدس عمارات سكنية كبيرة، بينما تبدو الشوارع غير ممهدة وتنعدم الخدمات العامة فيها . ولا يفصل الضواحي عن المدينة المقدسة سوى جدار أسمنتي وحاجز عسكري، قد يكونا في يوما ما سببا في سحب آلاف الهويات المقدسية . ولا تقدم السلطة الفلسطينية للضواحي أي خدمات كونها تقع في المنطقة المصنفة “,”ج“,” حسب اتفاق أوسلو الموقع بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل . والمناطق المصنفة “,”ج“,”هي المناطق المتلاصقة غير المتقطعة في الضفة الغربية، وتقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة أمنيا وإداريا، وهي تشكل نحو 61% من مساحة الضفة الغربية . ويعاني السكان من ضيق في الحياة العامة نتيجة الاكتظاظ والبناء غير المنظم والتعديات على الشوارع وانتشار النفايات . ويعيش في مدينة القدس، بحسب وزارة الداخلية الإسرائيلية في تقرير أصدرته أواخر العام 2012، نحو مليون نسمة منهم 64% يهود و36% عرب، ويطالب الفلسطينيون خلال المفاوضات الفلسطينية إسرائيلية بالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم . الأناضول