أكدت جامعة الدول العربية أن المسجد الأقصى هو وقف عربي إسلامي لا تملك دولة الاحتلال " إسرائيل" أن تتلاعب في شبر منه، مشددة على أن المسجد الأقصى والقدسالمحتلة يمثلان خط أحمر لا ينبغي تجاوزه بأي حال من الأحوال، وفق جميع القوانين والشرائع ومقررات الشرعية الدولية، وأن تجاوزه سيعرض المنطقة برمتها لكارثة لا تحمد عقباها. وافاد بيان صادر عن الجامعة العربية اليوم بمناسبة الذكرى السادسة والأربعون لحرق المسجد الأقصى، أن الانتهامات التي ترتكب ضد الأقصى تتم تحت نظر وسمع سلطات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك صارخ لقدسية هذا المسجد المبارك أقدس المقدسات الدينية الإسلامية باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فضلًا عن كونه يمثل معلمًا تاريخيًا كبيرًا للعالم الإسلامي وللإنسانية أجمعها، وارتكاب جريمة نكراء لتاريخ وتراث الحضارة العربية والإسلامية. وأضاف البيان أن الجرائم لا تزال بحق المسجد الأقصى متلاحقة يومًا بعد يوم عبر الاقتحامات العنصرية المتكررة التي تقودها الجماعات الدينية والاستيطانية والأحزاب الإسرائيلية المتطرفة، إضافة إلى جيش الاحتلال الذي يقوم بشكل شبه يومي وبملابسه العسكرية باقتحامه المسجد الأقصى، فضلًا عن الحفريات التي تجري على قدم وساق في أسفل ومحيط المسجد الأقصى والتي باتت تهدد أساساته إذ أصبح عرضة للانهيار في أية لحظة، علاوة على الممارسات العنصرية الأخيرة المتمثلة بمحاولة رفع علم سلطات الاحتلال الإسرائيلية أعلاه وكذلك محاولات المستوطنين والمتطرفين إقامة شعائر توراتية فوق مسجد قبة الصخرة المشرفة. ونوه بوجود ممارسات وسياسات خطيرة تمارسها الدولة القائمة بالاحتلال حيث تزج بأعضاء في الكنيست ورجال دين ومجموعات من المستوطنين والمتعصبين للإسهام في محاولات تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وتخصيص أيام للمسلمين وأيام لغيرهم وهو أمر خطير للغاية ويهدد استقرار المنطقة ويشكل انتهاكًا للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة كون إسرائيل دولة احتلال. وجددت الجامعة العربية إدانتها لجميع الانتهاكات الإسرائيلية على المستوى الرسمي (متمثلًا بسلطات الاحتلال) وعلى المستوى غير الرسمي (متمثلًا بعتات المستوطنين المتطرفين وجمعياتهم) والتي تجري بشكل يومي بحق المسجد الأقصى المبارك وبحق المسلمين والمعتكفين فيه، حيث تمنع الصلاة لفئات عمرية من المصلين (45 إلى 50 سنة)، مما يتعارض مع حق العبادة. وأكدت على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسئولياته إزاء مدينة القدسالمحتلة وما يجري فيها، حيث أنه لا ينبغي نسيان القدس إزاء الأوضاع العربية الطارئة التي تسود المنطقة، فما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى هو أمر خطير يستوجب على المجتمع العربي ممثلًا بمنظماته وهيئاته الضغط على إسرائيل (الدولة القائمة بالاحتلال) من أجل الكف عن عدوانها وانتهاكاتها بحق هذه المدينة المقدسة ورموزها التاريخية والحضارية والدينية وبحق أهلها.