«النور».. الخطر المقبل بعد إسقاط «الإخوان» «الوطن».. خرج من «رحم الدعوة السلفية» لمساندة العنف «الوطن» و«الحضارة» و«مصر القوية».. طابور خامس ضد «30 يونيو» يبدو أن ثورة 25 يناير كانت منفذًا لخروج كل الجماعات السلفية والجهادية والإخوانية، وحتى المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين الذين يحملون أفكارهم، وإن اختلفت الشخصيات، فقد أعلن عدد كبير من قيادات الجماعات السلفية والإخوانية عن انشقاقهم وتأسيس أحزاب تبدو فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب، فكانت أغلب توجهاتها تتمثل فى أنها أحزاب مدنية صاحبة مرجعية إسلامية، إلا أنها كانت داعما وظهيرًا قويًا لجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة حكمها. حزب النور يحاول حزب النور الظهور بمظهر المتماسك فى فترة حرجة من تاريخه، بعد أن عدل سياساته التى اتخذها مسبقا، حين أعلن عن تأييده المطلق للرئيس المعزول محمد مرسى، وكان حصنًا منيعًا لجماعة الإخوان خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إلى أن أعلن عن تأييده لخارطة الطريق والإجراءات الاستثنائية التى تم اتخاذها فى 3 يوليو، وكان داعمًا للرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الانتخابات الرئاسية التى فاز خلالها بمنصب رئيس الجمهورية. نشأ حزب النور فى بيئة أدت إلى تغلغله فى المجتمع المصرى وحصوله على نتائج كبيرة وغير متوقعة فى الانتخابات البرلمانية التى أعقبت ثورة 25 يناير، فيما لم تعد البيئة تحتمل وجوده خلال الفترة الحالية مع ظهور أصوات تنادى بضرورة حل الأحزاب الدينية، أو بمعنى أدق «الأحزاب ذات المرجعية الدينية»، فى الوقت الذى بدأ الحزب رحلته لخوض ماراثون الانتخابات البرلمانية المقبلة، بعد أن أعلن عن تشكيل قوائمه الخاصة، وأنه لن يكون عضوًا فى تحالف انتخابى أوسياسى قائم. ويرجع السبب فى تشكيل الحزب قوائمه الانتخابية بعيدًا عن أى كيان سياسى، إلى رفض كل القوائم والقوى والأحزاب السياسية لوجوده، فقد أعلن العديد من الأحزاب أنها لن تقبل المشاركة فى أى قائمة تضم حزب النور، ما أدى إلى بدء «النور» تحركاته على كل المستويات، وأعلن عن تشكيل قوائمه الانتخابية الأربعة، بعيدًا عن أى كيان سياسى، فكان أول حزب يتقدم بقوائمه بعد أن أعلنت اللجنة العليا تلقيها أسماء المرشحين، فى الوقت الذى تعطلت فيه القوائم الأخرى كثيرًا بسبب ترتيب المرشحين وحالات الشد والجذب بين أعضاء القوائم من الأحزاب السياسية. نشبت داخل حزب النور أزمة طاحنة حين قرر بعض أعضاء الحزب فصل النور عن الدعوة السلفية، وخرج منهم ما يعرف باسم «جبهة إصلاح حزب النور»، وذلك عقب تأسيس الحزب مباشرة فى عام 2012، ما أدى إلى إعلان عماد عبدالغفور، رئيس الحزب، وقتها عن انتخابات داخلية مبكرة، بالرغم من وجود قرار سابق بتأجيلها، إلى أن وصلت الأزمة ذروتها حين ظهرت داخل الحزب هيئتان عليتان، يترأس إحداها أشرف ثابت، وكيل مجلس الشعب السابق، والأخرى يترأسها عماد عبدالغفور، حيث قررت الهيئة الأولى إعفاء عبدالغفور من منصبه، فيما قررت الهيئة الأخرى فصل عدد من القيادات، وهم أشرف ثابت، ويونس مخيون، وجلال مرة، واستبعاد نادر بكار من منصب المتحدث الرسمى، بالإضافة لإلغاء الانتخابات الداخلية للحزب. فيما استطاع مجلس أمناء الدعوة السلفية فيما بعد الاتفاق على عقد مصالحة بين الطرفين، إلا أن الخلافات تجددت، واستقال عماد عبدالغفور من رئاسة الحزب، ليعلن عن إنشاء حزب الوطن، فيما تولى بعدها يونس مخيون رئاسة «النور» بالتزكية. وتعد أشهر فضيحة لحزب النور هى «فضيحة على ونيس»، الداعية السلفى، والقيادى السابق بحزب الوفد، حيث تم ضبطه على طريق «مصر – إسكندرية الزراعى»، برفقته إحدى فتيات الليل فى وضع مخل، على حسب ما ذكر محضر الواقعة، إلا أن حزب النور أكد أنها واقعة كيدية تم تلفيقها لعضو حزب النور من قبل ضباط المباحث. حزب الوطن لم يكن لحزب الوطن نشاط كبير يذكر، مع العلم أن الحزب أسسه الدكتور عماد عبدالغفور، الرئيس السابق لحزب النور، ومستشار الرئيس الأسبق محمد مرسى، حيث أعلن عبدالغفور فى وقت سابق عن انسحابه من حزب النور عقب المشادات التى حدثت بين أعضاء الهيئة العليا وانقسام الأعضاء على رئيس الحزب، وأعلن عن تأسيس حزب الوطن. ويعد حزب الوطن حزبًا ذا مرجعية إسلامية سلفية، وكانت مواقفه مؤيدة وداعمة لجماعة الإخوان، خاصة بعد أن تم إسقاط الرئيس الأسبق محمد مرسى، حيث أعلن «الوطن» عن رفضه لما أسماه «الانقلاب العسكرى»، كما أعلن مقاطعة استفتاء الدستور الذى أعدته لجنة الخمسين برئاسة عمروموسى. حزب الوسط حزب الوسط، كانت هناك عدة محاولات لتأسيسه فى فترة التسعينيات على يد مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المنشقين عن الجماعة، إلى أن أعلن تأسيسه فى 19 فبراير 2011، بعد الإطاحة بحكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وترأسه المهندس أبو العلا ماضى، الذى كان قياديًا بارزًا فى جماعة الإخوان المسلمين. خاض حزب الوسط نضالًا سياسيًا من أجل أن توافق لجنة شئون الأحزاب على إنشائه، بداية من إرهاصات تدشينه، مرورًا بمحاولات قادة الإخوان المسلمين المنشقين خلال أعوام 1996، و1998، و2004، حتى 2011، إلى أن قدم الدكتور محمد سليم العوا، بصفته المحامى الأصلى لوكيل المؤسسين طعنًا على قرار لجنة الأحزاب برفض إشهار الحزب، لتعلن اللجنة فيما بعد عن تدشين حزب الوسط رسميًا. ولعل أبرز الأسباب التى صعبت خروج حزب الوسط للنور، يتمثل فى أن أبرز قياداته كانوا أعضاء بارزين داخل جماعة الإخوان، وكان على رأسهم «أبو العلا ماضى، عصام سلطان، ومحمد محسوب، الذى كان وزيرًا للشئون النيابية فى عهد الإخوان، وإيمان قنديل، وعصام شبل، ومحمد يوسف، ووجيه عمران، وبلال سيد بلال». أدين المهندس أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، فى القضية المعروفة إعلاميا ب «بين السرايات»، إلى أن حكمت الدائرة العاشرة بمحكمة جنايات الجيزة، بإخلاء سبيله، فى قضية اتهامه بالتحريض على العنف، وقتل المتظاهرين بمحيط جامعة القاهرة وميدان النهضة ومنطقة بين السرايات، التى راح ضحيتها 23 شخصًا، وإصابة العشرات، خلال أحداث العنف التى دارت بين الأهالى وعناصر جماعة الإخوان وقوات الأمن، قبل خطاب ما يسمى ب«الشرعية»، للرئيس المعزول محمد مرسى. فيما يعتبر البعض خروج المهندس أبوالعلا ماضى من السجن خلال تلك الفترة نذيرًا بوجود نية لدى النظام لمحاولة التواصل مع جماعة الإخوان لعقد مصالحة معها عن طريق شخص مقرب منها، مثل أبوالعلا ماضى، حيث أكد البعض أن ماضى يتمتع بثقة الجماعة الإرهابية، بصفته عضوًا سابقًا بها، وساند الإخوان خلال العديد من الاستحقاقات السابقة. حزب الحضارة تأسس حزب الحضارة عقب ثورة 25 يناير، حيث وافقت لجنة شئون الأحزاب على تأسيسه قبل أن يعلن الحزب اندماجه مع حزب الوسط فيما بعد، وتحديدًا فى مارس من عام 2013، لذلك لم يكن للحزب نشاط شخصي يذكر خلال فترة تواجده على الساحة سوى تدعيمه لكل قرارات الرئيس المعزول محمد مرسى. رشّح الحزب ممدوح قطب، عضو الهيئة العليا، للانتخابات الرئاسية عام 2012، إلا أن لجنة الانتخابات استبعدته بعد اعتراض أعضاء الهيئة العليا على ترشحه. يمثل حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، الذى أعلن تدشينه فيما بعد ثورة 25 يناير التى كانت منطلقًا لخروج أحزاب وقوى سياسية دينية للنور، حيث كان أبرز مؤسسيه كلًا من طارق الزمر أحد المتهمين فى اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وصفوت عبدالغنى المتهم الرئيسى فى قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق. ينشط حزب البناء والتنمية فى عدد من المحافظات، أهمها محافظات الصعيد، خاصة أسيوط والمنيا، وهما المحافظتان اللتان خرج منهما أغلب قيادات تنظيم الجماعة الإسلامية، فى الوقت الذى عمل فيه الحزب على اللعب على القواعد الشعبية للبسطاء، حيث أسس أكثر من مقر تابع له فى غالبية الأمانات بالمحافظات والمراكز المختلفة، وانضم لعضويته كل من أطلق الرئيس المعزول محمد مرسى سراحهم من السجون خلال فترة حكمه، والذين كانوا متورطين فى أعمال إرهابية فى فترة التسعينيات. حزب مصر القوية أسسه عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح الرئاسى السابق فى انتخابات 2012 أمام محمد مرسى، بعد أن وافقت لجنة شئون الأحزاب السياسية بتاريخ 12 نوفمبر من عام 2012، على تأسيس حزب مصر القوية، بعد أن قدم أبو الفتوح إخطارًا للجنة شئون الأحزاب بصفته وكيل مؤسسى الحزب. كانت لحزب مصر القوية مواقف متناقضة، حيث رفض الحزب الإعلان الدستورى الذى أعلنه الرئيس المعزول محمد مرسى، إلا أنه دعم مواد الإطاحة بالمستشار عبدالمجيد محمود النائب العام السابق، وإعادة محاكمة رموز نظام مبارك، بالإضافة إلى أنه شارك فى مظاهرات 30 يونيو التى طالبت بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، إلا أن الحزب كانت له مطالب أخرى تتمثل فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو إجراء استفتاء على استمرار الرئيس فى موقعه، حيث حاول أبوالفتوح إقناع الرئاسة وجماعة الإخوان بالاستجابة للمطالب الشعبية، وطالب وزير الدفاع فى ذات الوقت بتجنب التدخل فى الحياة السياسية، طبقًا لبيان أصدره الحزب. فيما لم يرحب الحزب بإعلان وزير الدفاع عزل رئيس الجمهورية فى 3 يوليو، إلا أنه حاول إقناع القوى السياسية من خلال الحضور فى اجتماع مع الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور بالعودة إلى مطالب الجماهير المتظاهرة فى 30 يونيو، بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو إجراء استفتاء على خارطة الطريق التى أعلنها وزير الدفاع، ولكن تم رفض الطلب، حيث اتهمه البعض بأنه يسعى مرة أخرى للعودة لمعترك الانتخابات الرئاسية وطرح نفسه أمام الشعب من جديد. وكان آخر موقف له يتمثل فى إعلانه رفض التواصل مع مؤسسة الرئاسة المؤقتة، ومع المستشار عدلى منصور، الرئيس المؤقت عقب 3 يوليو. يصف البعض أبوالفتوح بأنه «رجل جماعة الإخوان الغامض»، وذلك بسبب إعلانه الانشقاق عن الجماعة، وبالرغم من ذلك يدافع عن الجماعة وأفكارها حتى الآن، حيث لم يستشعر «أبوالفتوح» الحرج عندما استدعى الدول الخارجية وإدارات الدول الغربية ضد مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى. حزب النهضة بدأ الإعلان عن تأسيس حزب النهضة عقب ثورة 25 يناير، على يد الدكتور محمد حبيب، وكيل المؤسسين، والذى انشق عن جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن كان نائبًا أول لمرشد الجماعة الإرهابية، حيث اجتمع مع عدد كبير من الأعضاء المنشقين عن الجماعة ليؤسس حزب النهضة، معلنًا عن طى صفحة الإخوان المسلمين. حزب الفضيلة يعد حزب الفضيلة أحد الأحزاب ذات المرجعية الدينية، الذى لم يلق قبولًا كبيرًا فى الوسط السياسى، فلم يكن حزب الفضيلة أحد الأحزاب الداعمة لأى شيء، بالإضافة إلى أنه الحزب الوحيد الذى حدثت فيه موجة انشقاقات منذ لحظة إنشائه، خاصة بعد تولى لواء الشرطة المتقاعد عادل عبدالمقصود رئاسته، وانسحابه من الحزب، عقب إنشائه بفترة وجيزة، بسبب ما اعتبره مؤامرة لتغيير مبادئ الحزب، حتى أعلن عن تأسيس حزب الأصالة بمساعدة كل من الشيخ محمد حسان ومحمد عبدالمقصود، ومحمد عبدالسلام. حزب الأصالة يمثل حزب الأصالة حالة غريبة فى الوسط السياسى المصرى، حيث يعتبر الأصالة حزبًا سياسيًا إسلاميًا يقوده اللواء عادل عبدالمقصود عفيفى فى يوليو 2011، بعد أن أعلن عن انشقاقه عن حزب الفضيلة هو وبعض أعضاء المكتب التنفيذى عن حزب الفضيلة. وبعد فترة وجيزة أعلن ممدوح إسماعيل، وكيل مؤسسى ورئيس حزب النهضة فى سبتمبر 2011، دمج حزبه مع حزب الأصالة، حيث أعلن الحزبان فى أكتوبر 2011 عن تكوين تحالف «الكتلة الإسلامية» مع حزبى النور والبناء والتنمية.