سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفسير الأحلام " بيزنس " وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني.. العلماء يؤكدون: المنابر باتت وجهة المدعين للمعرفة.. بدار: دعوة شاذة.. وحربي: أحداث الرؤيا حقيقية والحلم عكسها
انتشرت على الفضائيات ومواقع الإنترنت إعلانات عن متخصصين في تفسير الأحلام والتي تستحوذ على اهتمام قطاع عريض من الجمهور ولاسيما السيدات الآتي تحبذن معرفة ما وراء ما يرونه في منامهن، وهو ما يفتح الباب أمام التساؤلات حول حقيقة تفسير الأحلام، وهو ما طرحته " البوابة نيوز " على رجال الدين. "ليس كل ما يقال يصدق " هكذا قال الدكتور حسن وتد، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بالأزهر الشريف، مشيرا إلى أن أى علم لابد أن يكون له أسس وقواعد عامة، مؤكدًا أن ما يحدث داخل الفضائيات من قيام البعض بادعاء التفسير للأحلام لا يوجد ما يؤكد صحته أو يجعلنا نصدقه وهو ما يجعل تلك المنابر الإعلامية تفتقر للمصداقية قائلا: "ما أراه ليس من قبيل العلم". ويرى وتد أن ما يدور حاليا من محاولات لكشف ما وراء الأحلام عبارة عن دجل ومحاولات من مثل تلك القنوات للتكسب على حساب الجمهور المشاهد، لافتا إلى أنه يضاف إلى خانة الفضائيات ما يشاع عبر بعض مواقع الإنترنت التي تضع تفسيرات مختلفة للأحلام مثل النابلسي وغيرها، في حين أن الرؤيا في المنام تحدث بالفعل وهي جزء من 46 جزءا من النبوة فالأنبياء عليهم السلام يخبرون بما سيكون والرؤيا تدل على ما يكون. من جانبه استنكر الشيح محمد ذكي بدار، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية، من يظهر في الفضائيات من ادعاءات بتفسير الأحلام، متسائلا: هل رأيت علما يدرس أو جهة تمنح إجازة لتفسير الأحلام؟، مضيفًا: وهو ما يضعنا أمام أكاذيب عديدة تمارسها تلك المنابر والبرامج، مشيرا إلى أنه حينما يري شخص ما في المنام أن كلب عضه أو وقع له شيء فذلك أضغاث أحلام لا علاقة لها بالرؤيا وهو ما نجد من يحاول تفسيره افتراءات على الحقيقة. وأكد بدار أن من يظهر على تلك الفضائيات ليس لديه ما يؤكد كلامه كما أنه ليس مأذون له بالتفسير، مضيفًا فكل ما يظهر بالفضائيات يمت بصلة لتفسير الأحلام وقراءة الطالع وغيرها من الفتاوي الغير صحيحة عبارة عن درب من دروب الدعوة الشاذة التي تظهر على تلك المنابر. ولفت بدار إلى أن الرؤيا الصادقة لا يراها إلا إنسان مؤمن موصول بالله تعالي وليس كل فرد أو شخص مؤهل أن يكون مفسر للرؤى، لأن الرؤى لا يفسرها الا عبد رباني مؤمن موصول بالله تعالي كما فسرها نبي الله يوسف فيراها المؤمن، مشيرا إلى أنه إذا رأى خيرا في الرؤيا يجب أن يحمد الله تعالي ولا يحدث بها الا أحب الناس لقلبه. وفى سياق متصل أوضح الدكتور محمود حربي، أستاذ كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ما يراه الإنسان في منامه ينقسم إلى قسمين الأول وهو الرؤيا وتكون من الله تعالي ويوجد العديد من العلامات التي تدل عليها ومنها أنها تبشر بخير سواء سيقع في المستقبل ويراها الإنسان كأنه يرى شيئًا من اليقظة كما أنه من أوصاف الرؤيا يوجد بها أمر بمعروف ونهي عن منكر، متابعا أن تلك النوع من الرؤيا بإجماع الكثير من العلماء يكون لها وقت محدد بفترة ما بعد الفجر قبيل الصبح. ولفت حربي إلى أنه ليس أي شخص لديه القدرة على تفسير الحلم أو الرؤيا ولا يمكن التنبؤ بها وإنما أشخاص معينين اختصهم الله بتأويلها، حيث أن تأويل الرؤيا علم وليس دجل أو شعوذة أو تنجيم وقد أكد ذلك الله تعالي في كتابه الكريم حيث قال تعالي في سرد قصة سيدنا يوسف "قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ". ولفت حربى إلى أن الرؤيا الصادقة التي يهبها الله تعالي إلى عباده وتتحقق بالفعل مؤكدا أن الأنبياء رضوان الله عليهم اختصهم الله تعالى بالاطلاع على الغيب عبر الرؤيا لمعرفة الأمور الغيبية مثل نبي الله يوسف عليه السلام. وأضاف: أن القسم الثاني داخل المنام هو الحلم وهو من الشيطان ويكون عادة به أحداث مخلطة تسوء وتضايق شعور الفرد وقد أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالاستعاذة بالله تعالى والتفل ثلاث مرات ويستعذ بالله وهي باذن الله من الشيطان الرجيم.