تتمتع الاحتجاجات التي لازالت تثار في تركيا من حين لآخر، بأبعاد عديدة هي ليست وليدة موقف او قرار، فأولها البعد الأقتصادي والاجتماعي فخلال الأعوام السابقة من رئاسة اردوغان للوزراء نجح في تحقيق طفرة اقتصادية ضخمة حتى أنه وصل بتركيا الى مستوى بعض الدول الأوروبية ، ولكن وبتطبيق المذهب الرأسمالي الاقتصادي الحر، يصعد الاقتصاد ليصل الى ذروته ليخلف وراءه بعض المشاكل مثل ارتفاع معدلات التضخم والركود النسبي بالاضافة لارتفاع معدلات البطالة مع ارتفاع الأسعار، ليبدأ المنحنى في الهبوط ، وهذا ما شهدته تركيا خلال العام 2013، وفقا لما صرح به السفير رخا احمد حسن “,”للبوابة نيوز“,”. “,” “,” أما عن البعد الثاني فيتبلور حول الثقافة، ويقول السفير رخا، أنه في تركيا توجد مواجهة بين حالتي العلمنة والأسلمة، فالأسلمة هناك تسعى الى التغول لتنسحب على كافة اطياف المجتمع المتنوعة، موضحا، ان الأسلام في تركيا سني يميل الى التزمت، فهو يقف على درجة بين الفكرين السنيين في كل من مصر والسعودية، ويلاقي هذا الفكر في تركيا شعبية في الريف التركي والقرى البعيدة عن المدن الكبرى هناك، وتشجع حكومة اردوغان هذا التوجه والانتشار وتستحسنه ما ادى الى حالة نفور وتخوف من العلمانيين المتمسكين بعلمانيتهم، وما حدث في مصر من اثار حكم الاخوان المسلمين زاد من مخاوف الأتراك، خاصة وأن حكومة اردوغان كانت داعمة بقوة لنظام الاخوان في مصر . “,” “,” ويقول السفير رخا، أن كل هذه الخلفيات كانت دافعا لاحتجاجات تقسيم، والتي بدأت 28 مايو الماضي ، موضحا ان ميدان تقسيم يرمز لتركيا الحديثة التي أسسها كمال اتاتورك، فلما قررت حكومة اردوغان بهدم حديقة جيزي والتي بنيت على انقاض ثكنة عسكرية عثمانية، لإعادة بنائها كمركز تجاري وسياحي على الطراز العثماني انفجرت الاحتجاجات . “,” “,” وأمام اصرار اردوغان على قرار حكومته مستخدما عنف الشرطة لتفريق المتظاهرين تصاعدت مطالب المتظاهرين لتصل لحد المطالبة ب“,”رحيل أاردوغان عن الحكم“,”، فكانت خلفية الاحداث في مصر ماثلة امام اعين الاتراك فبعض المتظاهرين قال، “,”لم يعد الموضوع يتعلق بحديقة جيزي، بل يتعلق بسياسات أردوغان التسلطية فهو يعتقد بأنه قادر على فعل أي شيء دون معارضة “,”، وقال اخرون “,”أردوغان يريد أن يفرض علينا حكما إسلاميا ونحن لا نريد ذلك“,”،و كلما ارتفع صخب المظاهرات في تقسيم كان المتظاهرون يشيرون الى صورة كبيرة للزعيم التركي الراحل مصطفى أتاتورك في الميدان . “,” “,” من ناحية اخرى، اكد السفير “,”رخا “,”أن اردوغان سيستمر في رئاسته للوزراء حتى الانتخابات القادمة، مشيرا الى أنه كان قد صرح بأنه سيرشح نفسه لانتخابات الرئاسة، واوضح الآن وبعد هذه الممارسات اصبحت هناك علامة استفهام كبيرة على نجاح اردوغان في انتخابات الرئاسة او حزبه في الانتخابات البرلمانية القادمة، مشيرا الى ان لحزب العدالة والتنمية شعبية في الارياف خاصة، ولاردوغان شعبية في انقرة وهذا يشكل سندا للحزب واردوغان لذلك يظل المستقبل بالنسبة لاردوغان غامضا . وكشفت نتائج استطلاع رأي أجرته مؤسسة سونار للأبحاث بعد الاحتجاجات في ميدان تقسيم عن تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية بنسبة 6% عن العام 2012، بينما ارتفعت شعبية أحزاب المعارضة . “,” “,”