سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"موجة الحر" زادت من عصبية المصريين وكشفت فساد المسئولين.. أطباء نفسيون: الأدوية النفسية تزيد من درجة الحرارة.. ووفاة "مرضى الخانكة" سببها الإهمال والتهاون بأرواح الناس
تثير حالات الوفيات والإصابات التي وقعت للمرضى والمساجين خلال موجة الحر الأخيرة حالة من التساؤل والاستنكار ولاسيما مع معرفة القائمين على إدارة تلك الأماكن بتأثيرات درجة الحرارة المرتفعة على صحة الرواد، وذلك في الوقت الذي وصلت خلاله حالات الوفيات إلى نحو 61 حالة وعشرات المصابين وفق ما ذكره بيان وزارة الصحة، وهو ما يعد قضية إنسانية خطيرة تستدعي تسليط الضوء عليها، غير أن ما يجب أن نتوقف عنده هو العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وحالة العصبية الزائدة التي انتابت البعض. أكدت الدكتورة رحاب العوضي، استشارية علم النفس، أنه للأسف أن موجة الحرارة الحالية اختبار أثبت غياب الإنسانية والرحمة في التعامل بين الكثيرين ولعل ما يؤكد ذلك حالات الوفيات التي وقعت كثيرًا على مدى المرحلة الأخيرة والتي يعزي بعضها إلى وجود إهمال وغياب الوعي وحسّ التراحم بين المواطنين كالوفيات في عدد من المستشفيات كمستشفى الخانكة وقسم الشرطة، حيث لم تكن تلك الأماكن مؤهلة لاستقبالهم. وأشارت إلى أنه أضعف الإيمان أنه كان من الممكن إحضار مياه أو مراوح للسجناء داخل السجون أو تهيئة الجو ليكون مناسبًا للمرضى أو حتى المواطنين من كبار السن الذين لا يملكون المراوح أو المياه داخل منازلهم عبر فتح المساجد أو الأماكن العامة التي بها مراوح أو أجهزة تكييف لهم حتى انتهاء تلك الفترة العصيبة، موضحة أن الكثير ماتوا بسبب عدم الوعي بذلك السلوك الإنساني. وأضافت العوضي، أن درجة حرارة الجو المرتفعة تؤدي إلى التأثير السلبي على الحالة النفسية للإنسان، حيث يكون أكثر عرضة للعصبية والضغط النفسي الذي قد يؤثر بشكل عام على حالته الصحية بصورة متفاوتة بين شخص وآخر ولاسيما بالنسبة لكبار السن والحوامل والأطفال. ولفتت العوضي، إلى أنه في الوقت الذي تؤكد الأنباء أن موجات الحرارة الحالية غير مسبوقة منذ 30 عامًا وأنباء أخرى منذ 11 عامًا فإن درجة الحرارة الحالية تؤثر على صحة الفرد النفسية التي قد تنعكس على الحالة الصحية العامة بصورة خطيرة مثل مرضى الضغط، فمريض الضغط يتأثر عمومًا بأي عصبية زائدة ما يجعل التعرض لدرجات الحرارة الحالية أمر خطير، مؤكدة أن الأمر لا يقتصر على مريض الضغط حيث يوجد أمراض أخرى تتأثر بالحرارة. ومن جانبه، نصح الدكتور أحمد هارون، استشاري العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية، أنه في ظل تلك الأجواء التي نعيش فيها لا بد أن يكون هناك تكيف مع البيئة بحيث لا يتعرض الفرد للحرارة إلا على أضيق نطاق وللضرورة فقط حتى لا يتأثر الفرد بالقلق والتوتر والضيق ويشعر بالمزاج المتكدر في حالة القيام بجهد زائد. وأكد أنه بطبيعة الحال فما يحدث في محافظة مثل أسوان التي يكون فيها نطاق العمل من الفجر إلى ظهر اليوم ثم يتوقف كل شيء إلى وقت الغروب لا يمكن أن يحدث داخل محافظة القاهرة التي يرتبط خلالها وقت الظهيرة بالعمل، الأمر الذي يؤثر سلبًا على حالة المزاج لافتًا إلى خطورة الأمر على المرضى النفسيين بشكل خاص لأن ارتفاع نسبة القلق لديهم يؤدي إلى حالة من الكآبة التي تتطور إلى الأفكار الوسواسية ثم يتطور الأمر بعد ذلك إلى العزلة والاضطراب الذي يتطور فيما بعد للمرض العقلي. من جانبه استنكر الدكتور أحمد عبد الله، الخبير النفسي، عدم وجود وعي بأهمية الأشجار والنباتات في امتصاص درجات الحرارة العالية التي نشعر بها، مؤكدًا أن الأدوية النفسية ترفع درجة حرارة الجسم كما أن مستشفى مثل الخانكة لم يكن مؤهلًا للتعامل مع المرضى مما أدى لحدوث وفيات. وأضاف عبد الله، أن المؤثرات البيولوجية لارتفاع درجة الحرارة على الإنسان تتمثل في زيادة ميله للنزعة العدوانية ولكنها في الوقت نفسه تعد فرصة للتفكير والابتكار وإيجاد طرق لمحاولة علاج المرض مثل تصنيع المكيف من المروحة أو ابتكار مراوح ووسائل تبريد جديدة، مشيرًا إلى ضروة وجود الاستيعاب الاجتماعي بين المصريين للأزمة سواء داخل المستشفيات بتطويرها ومراعاة حالة المواطنين.