أفاد مصدر طبي من داخل مستشفي الخانكة للأمراض العقلية والعصبية، بأن عدد النزلاء الذين لقوا مصرعهم داخل المستشفى، وصل إلى 13 نزيلا، إثر إصابتهم بحالات إعياء شديدة وإغماء نتيجة موجة الحر الشديدة داخل عنابر المستشفى، وارتفاع درجة حرارة الجو التي تشهدها البلاد حاليا. وأشار المصدر إلى أن سبب الوفاة يرجع إلى أن المرضى النفسيين تحصلوا على عقاقير نظرا لحالتهم الصحية، تسببت في ارتفاع درجة حرارة أجسادهم، وكانت سببا في انتيابهم حالات الاغماء والإعياء الشديدة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو والموجة الحارة التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي. وفي هذا الصدد، يوضح الدكتور جميل صبحي، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، أن هناك بعض العقاقير التي تستخدم في الطب النفسي تعمل على زيادة درجة حرارة الجسد ومنع إفراز العرق الذي يسمح بسحب الحرارة منه. ويتابع: "من أهم هذه العقاقير.. مضادات الذهان، وهي نوع من أنواع أدوية العلاج النفسي المهدئة للأعصاب، والتي تستخدم في الأساس للتحكم في مرض الذهان، ويشمل ذلك الأوهام والهلاوس واضطرابات التفكير، والمرضى المصابين بمرض الشيزوفرينيا "الفصام"". وأوضح أن المرضى النفسيين، إذا لم يتلقوا تلك العقاقير والأدوية؛ من الممكن أن يؤذوا أنفسهم والآخرين والمحيطين بهم، سواء زملائهم بالعنابر أو مع الممرضات. وأضاف صبحي- في تصريح خاص ل"الوفد": "نتيجة للموجة الحارة التي تشهدها البلاد الحالية، كان من المفترض أن تقنن جرعات العلاج، أو وقفه لفتره؛ تجنبا لانتياب المرضي حالات الإعياء والإغماء التي أدت بحياتهم إلى الوفاة". ويتابع قائلا :"عند انتياب المريض بارتفاع درجة حراره جسمه، يستوجب نقله إلى مستشفي الحميات على الفور ، أو عرضه على دكتور تخصص باطنة لتشخيص حالته وتلقي العلاج المناسب، وكذلك عمل كمادات من المياة الباردة لخفض حرارة الجسم، أو تركيب محاليل أو تلقيه لأدويه مخفضات الحرارة والسخونة". ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة، أن هناك عقاقير تستخدم في الطب النفسي تعمل على ارتفاع درجة حرارة الجسد، ألا وهي، بعض مضادات الإكتئاب، ومضادات الذهان، وكذلك اضطراب المزاج، لافتًا إلى أن هناك عقاقير مستحدثة تستخدم في علاج تلك الحالات تتسم بآثار جانبية أقل. وأوضح الحديدي، قائلا :"هذه العقاقير تؤثر على مركز التحكم المسئول عن تنظيم درجة الحرارة في الجسد، كما تمنعه من إفراز العرق المسئول عن سحب درجة الحرارة الزائدة منه". واستطرد: "نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجو، تبدأ درجة الحرارة تحتبس داخل الجسد، ولا يستطيع الجسد تبريد نفسه أو إفراز مادة العرق التي تسحب الحرارة من الجسم، فترتفع درجة حرارة المريض التي قد تصل إلى 41 أو 42 مما يصيبه بحالة من الأعياء الشديد أو الأغماء وصولا للموت". ويستكمل حديثه، قائلا :"تزامنا مع الموجة الحارة التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي، يستوجب أخذ الطرق الاحترازية والوقائية أثناء تناول المرضي لتلك العقاقير، لتجنب إصابة المرضي بحالات الأعياء والأغماء وصولا بالوفاة، من أهمها الإكثار من تناول السوائل والماء والعصائر الطبيعية، الاستحمام على فترات بالماء البارد، تجنب تناولهم للمشروبات الساخنة والمنبهات كالشاي والقهوة حيثُ تؤدي إلى زيادة الأحساس بحرارة الجو، ارتداءهم للملابس القطنية الخفيفة ذات الألون الزاهية، تهوية الغرفة ليلا بفتح النوافذ وغلقها نهارا لعدم دخول آشعة الشمس، وتزويد الغرف والعنابر بالمراوح والمكيفات، منعهم من ممارسة الرياضة والألعاب العنيفة في الموجة الحارة، تجنب تعرضهم لآشعة الشمس المباشرة وخاصة في وقت الذروة التي تتراوح من 10 صباحا إلى 4 عصرا".