ذكر تقرير صادر عن اتحاد الصناعات الهندي، أنه من المتوقع أن يتضاعف حجم التجارة بين الهند وبنجلاديش ليصل إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2018، وذلك بشرط إزالة العوائق الإدارية والمتعلقة بالبنية التحتية. ونوه التقرير إلى النتائج الإيجابية التي حققتها زيارة سوشما سوراج وزيرة الشئون الخارجية الهندية لداكا مؤخرا ومباحثاتها مع نظيرها البنجلاديشي أبو الحسن محمود على حول تدعيم العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وأوضح التقرير أنه يمكن موازنة العجز التجاري الكبير في ميزان التبادل ببن البلدين، والذي يميل لصالح الهند، بزيادة استثمارات الشركات الهندية في بنجلاديش، والتي بلغت عام 2013 نحو 5ر2 مليار دولار، مشيرا إلى مزايا التبادل التجاري بينهما نظرا للقرب الجغرافي والتقارب الثقافي. ومن بين المجالات الواعدة للاستثمار في بنجلاديش تصنيع المعدات الكهربائية والآلات والمواد الغذائية والسيارات والمنسوجات والكيماويات العضوية والأدوية، ومستلزمات المستشفيات والقطاع الصحي والسياحة. ومن ناحية أخرى أسهمت زيارة رئيس الوزراء الهندي مؤخرا لبنجلاديش في التوصل لاتفاق يتم بمقتضاه تبادل البلدين مجموعة من الجيوب الصغيرة من الأراضي على طول حدودهما، التي تبلغ أربعة آلاف كيلومتر، مما أنهي نزاعا استمر لعدة عقود وترك نحو 50 ألف شخص لمدة نحو 70 عاما بلا دولة ترعاهم وتقدم لهم الخدمات، ومثل الاتفاق حلا لواحدة من أكثر النزاعات الحدودية تعقيدا في العالم، حيث كانت هذه الجيوب محاطة تماما بأراضي الدولة الأخرى، وكان سكانها يعيشون بدون مدارس أو مستشفيات أو كهرباء. ويبلغ عدد هذه الجيوب 111 جيبا تابعة للهند و51 تابعة لبنجلاديش، وتم تبادلها ورفع الإعلام الوطنية عليها مع تخيير سكانها إما البقاء وتغيير الجنسية أو الانتقال للإقامة في الدولة الأخرى، غير أن معظم السكان اختاروا البقاء في أماكنهم، وذلك تحسبا لعدم وجود أماكن لإقامتهم أو فرص للعمل في الدولة التي سينتقلون للعيش فيها. وظهرت هذه الجيوب بسبب ترتيبات سياسية حول الأراضي بين الأمراء التي كانوا يمتلكونها في القرن الثامن عشر، واستمرت أوضاعها على الرغم من انفصال باكستان عن شبه القارة الهندية عام 1974، ثم انفصال بنجلاديش التي كانت تسمى باكستانالشرقية عن باكستان بعد حرب 1971 مع الهند. ويرى المراقبون أن هذا الاتفاق يمثل أهمية خاصة للهند، في ظل اهتمام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بقيام بلاده بدور قيادي في منطقة جنوب آسيا، ودعم العلاقات مع بنجلاديش في وقت تستمر فيه النزاعات النزاعات الحدودية بين الهند وكل من الصينوباكستان. وقال وكيل وزارة الخارجية الهندية سوبرامانيام جايشانكار إن اتفاق تبادل الجيوب سيساعد على مكافحة تهريب البشر والمخدرات والأموال والجريمة، ومع ذلك لا تزال هناك خلافات بين البلدين حول اقتسام مياه نهر تيستا الذي يمر بالبلدين.