نشاط الاستحواذ على شركات التأمين بالمنطقة في أدنى مستوياته

أظهر تقرير دولي أن نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ بقطاع التأمين في منطقة الشرق الأوسط وصل إلى أدى مستوى خلال أربع سنوات، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن الظروف تبدو مناسبة لإبرام صفقات في القطاع في جميع أنحاء المنطقة، إلا أن عددها واصل الانخفاض في الأشهر ال 12 الماضية .
وأوضح التقرير الذي أصدرته شركة “,”كلايد آند كو“,” العالمية ومقرها لندن أن عدد الصفقات في قطاع التأمين بالشرق الأوسط انخفض خلال الفترة من يوليو 2012 وحتى نهاية يونيو 2013 إلى 9 صفقات فقط مقارنة ب 13 صفقة في العام السابق، بينما استمر نشاط الاندماج والاستحواذ في اتجاهه التراجعي ليصل إلى أدنى مستوى له في أربع سنوات .
وقال التقرير إن “,” هذا يتماشى مع حجم الصفقات في القطاع على الصعيد العالمي، والذي انخفض بنسبة الثلث على أساس سنوي “,”.
وشهدت الولايات المتحدة انخفاضا بنسبة 40% وأوروبا 30% ، وكانت آسيا هي استثناء، حيث شهد تنفيذ صفقة واحدة فقط أقل مما كانت عليه في الفترة السابقة لمدة 12 شهرا .
يذكر أن نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ بقطاع التأمين في الشرق الأوسط كان مزيجا من الصفقات المحلية في سلطنة عمان وسوريا وإسرائيل والصفقات العابرة للحدود في أماكن أخرى في المنطقة التى تسيطر عليها في الغالب شركات التأمين اليابانية، وبخلاف السنوات الأخيرة، شهدت الأردن تنفيذ صفقة واحدة فقط .
ويرى التقرير أن “,” الأوضاع في الشرق الاوسط تبدو مهيأة لعدد وافر من نشاط الصفقات، وأن مستقبل التأمين في المنطقة إيجابي للغاية، لأن أغلب سكانها من الشباب، ولا تزال مستويات الثروة في الارتفاع بمعدلات مذهلة ،كما أن إدراك أهمية التأمين لا تزال منخفضة “,”.
ويضيف أن العديد من أسواق الشرق الأوسط تعاني من كثرة مقدمي خدمات التأمين، والافتقار إلى الموظفين المهرة وذوي الخبرة في المجال .
وتشير شركة “,”كلايد آند كو“,” العالمية إلى أن حكومات دول الشرق الأوسط ضخت استثمارات كبيرة بقيمة حوالي 1.9 تريليون دولار في المشاريع الحكومية ، وأنها تتطلع لتطوير التأمين الصحي الإلزامي، ويعود ذلك جزئيا إلى التأثير الطبيعي للنمو الاقتصادي الحالي في المنطقة وتعافي الأوضاع المالية الحكومية، إضافة إلى عوامل أخرى مثل استضافة قطر كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 ، والتي تتطلب استعدادا كبيرا ، كما تستثمر الحكومات بكثافة في مشاريع الرعاية الاجتماعية والبنية التحتية الضرورية بسبب الرغبة في معالجة القضايا الكامنة وراء اندلاع الربيع العربي .
ويقول التقرير الصادر الاثنين الماضي إن الخطوات التي تتخذها الجهات الرقابية في جميع أنحاء المنطقة لتقديم مجموعة من التشريعات الجديدة، ربما تكسر العقبات التي تواجه نشاط الاندماج والاستحواذ وتشجع المزيد من الصفقات، في حين أن هذه التطورات قد تستغرق بعض الوقت ليكون لها تأثير، بينما تبحث الشركات الدولية عن فرص في الشرق الأوسط وأن تحصل على موطئ قدم لها عبر ترتيبات مع شركات التأمين المحلية .
ويضيف التق ر ير الدولى الذى اصدرته شركة “,”كلايد آند كو“,” العالمية“,” أنه بفضل أفاق النمو القوية في الشرق الأوسط ، فمن المرجح أن تشهد زيادة في نشاط الاندماج والاستحواذ في المدى القصير إلى المتوسط، مشيرا إلى استمرار تطوير منظومة التأمين الصحي الإلزامي في أنحاء المنطقة، وهذه العوامل تدعم ما نعتبره صورة إيجابية لمستقبل صناعة التأمين على المديين المتوسط والطويل، بفضل تزايد مستويات الثروة ، والوعي بالحاجة إلى التأمين “,”.
ويذكر التقرير الذي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه أنه في دول الخليج في عام 2012، بلغ إجمالي الأقساط المكتتبة في تأمينات الحياة وغير الحياة 16.3 مليار دولار ، ونما بمعدل سنوي مركب بنسبة 11.8% منذ عام 2008، ومن المتوقع حدوث نمو بين عامي 2012-2017 بحوالي 18.1% سنويا ، وهو ما يفوق مستوى نمو الاقتصادات المتقدمة التقليدية .
ويشير إلى أنه على مدى العقد الماضي، زاد عدد شركات التأمين بشكل كبير ولكن، على الرغم من ارتفاع مستويات المنافسة وانخفاض الربحية، فإن توطيد الصناعة لم يكتسب الزخم المطلوب حتى الآن، وفي جميع أنحاء المنطقة، هناك دول كثيرة يوجد بها كثير من شركات التأمين بفضل كبر حجم من السوق، فعلى سبيل المثال، لدى الإمارات 67 شركة تأمين ويبلغ إجمالي الأقساط المكتتبة لديها 7.2 مليار دولار ولدى السعودية 35 شركة تأمين ويبلغ إجمالي الأقساط المكتتبة لديها 5.5 مليار دولار .
يذكر أن كلايد آند كو هي شركة محاماة عالمية تركز عملها على القطاعات المهمة الأساسية المتمثلة في الطيران، والطاقة، والبنية التحتية، والتأمين، والبحرية، والتجارة، ويعمل بها أكثر 1400 محامي في 33 مكتبا والمكاتب المرتبطة بها في القارات الست، وتقدم النصائح والتوصيات للشركات والمؤسسات المالية والأفراد، والحكومات، ولديها تواجد في الشرق الأوسط وجميع أنحاء آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا .
الأناضول