بدأت فكرة حفر قناة تربط بين البحرين الأبيض والأحمر منذ الفراعنة مرورا بقناة امير المؤمنين عمر بن الخطاب وفشل نابليون بونابرت في حفر القناة المائية بوضعها الحالي حتى الشروع في حفرها عام 1859 على يد الخديو سعيد وفرديناند ديلسيبس والانتهاء من حفرها بعد عشرة أعوام وافتتاحها على يد الخديو إسماعيل عام 1869 لتصبح قناة السويس أهم شريان مائي يربط شرق العالم بغربه. على الرغم من الثراء الدرامي لقصة حفر قناة السويس والتفكير في وجود برزخ مائي منذ الفراعنة ليربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر ومرورا بكل المحاولات الشبيهة حتى إتمام عملية الحفر وما تم بها من سخرة وبلاء وصل إلى حد الميلودراما المبكية، وكذلك على الرغم من أهمية القناة "بفرعيها القديم والحديث" كحدث تاريخي وعالمي يخص العالم اجمع إلا إن نصيبه من استلهام المبدعين من الكتاب والمخرجين كان ضئيل للغاية بصورة لا تتناسب مع أهمية وحجم القناة التاريخي، وما يحيط بها من احداث ومواقف تصلح لنسج خيوط درامية إنسانية وتاريخية متميزة، حيث لم يذكر تاريخ الدراما المصرية، المنوط بها تسليط الضوء على هذا المنفذ المصري العالمي المهم، إلا عملان أحدهما مسلسل يحكي مرحلة حفر القناة وهو مسلسل "بوابة الحلواني" وثانيهما فيلم "ناصر 56" الذي يدور حول فترة تاميم القناة إبان حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. حيث جاء مسلسل بوابة الحلواني في إطار تاريخي اجتماعي من خلال ثلاثة أجزاء عرض من خلالها المؤلف محفوظ عبد الرحمن، مؤلف المسلسل، فترة حكم الخديو إسماعيل وما سبقها من فترة حفر القناة قبل أن يتم افتتاحها باحتفالية عالمية مهيبة على يد الخديو إسماعيل، كانت سببًا في ديون مصر، كذلك يسلط الضوء من خلال العمل على النواحي الفنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتلك الحقبة التاريخية المهمة من خلال عائلة الحلواني التي تعيش في مدينة الفرما التي تحولت إلى مدينة بور سعيد بعد حفر قناة السويس، وقد أخرج العمل المخرج إبراهيم الصحن وكان من بطولة محمد وفيق، أحمد راتب، على الحجار، شيرين وجدي، سمية الألفي. أما فيلم "ناصر 56" الذي قدمه أيضا المؤلف محفوظ عبد الرحمن مع المخرج محمد فاضل عام 1996 فقد كان يروي فترة من أهم فترات حكم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهي فترة تأميم القناة وما ترتب عليه من عدوان ثلاثي على مدينة بورسعيد الباسلة، حيث يروي الفيلم تفاصيل السياسة الداخلية لفترة ما قبل اتخاذ قرار التأميم بين الرئيس جمال عبد الناصر ووزرائه ومعاونيه خاصة بعد سحب البنك الدولي تمويل مشروع السد العالي بشكل مفاجئ مما ترتب عليه قرار التأميم عام 1956 لتنتهي أحداث الفيلم بالخطاب الشهير للزعيم جمال عبد الناصر داخل الأزهر الشريف حول المقاومة والكفاح من أجل التصدي للأعداء وللعدوان الثلاثي على مصر. وقد تم تصوير الفيلم بالألوان الأبيض والأسود في محاولة من صناعه لإدخال المشاهد إلى عالم وأجواء تلك الحقبة التاريخية وكان من بطولة الفنان الراحل أحمد زكي، فردوس عبد الحميد، هاني رمزي، أحمد ماهر، شعبان حسين. وفي السياق ذاته يجرى خلال هذه الفترة تسجيل مسلسل إذاعي عن تاريخ قناة السويس وما مرت به من مراحل حتى الانتهاء من حفر المجري الثاني في 2015، يقوم بطولة المسلسل الفنان أحمد عبد العزيز، ندي بسيوني، محيي إسماعيل، ناصر سيف، تأليف محمد السيد عيد، إخراج رضا سليمان. وعلى الرغم من القيمة الفنية لهذه الأعمال التي تناولت الحديث عن قناة السويس إلا أنها تعتبر قليلة للغاية بشكل يصل إلى حد الظلم لهذا الحدث التاريخي الإنساني العالمي.