جدول امتحانات الفصل الدراسى الأول لطلاب النقل والشهادة الإعدادية بالجيزة .. اعرف التفاصيل    «التضامن» تشارك فى احتفالية ذوى الإعاقة    أراضى المانع القطرية بالسخنة «حق انتفاع»    عضو "شركات السياحة": لا سياحة حقيقية دون منظومة نقل متكاملة    بنك الإسكندرية يحصل على حزمة تمويل بقيمة 20 مليون دولار أمريكي    البورصة المصرية تلتقي بأطراف السوق لمناقشة مقترحات تطوير آليات التداول    وزير الخارجية يؤكد أهمية استعادة الشمولية بمبادرة حوض النيل الجنوبي والشرقي (صور)    الجنائية الدولية: عقوبات أمريكا على عضوي المحكمة اعتداء صارخ على استقلال هيئة قضائية    نازك أبو زيد: استهداف الكوادر الصحية والمستشفيات مستمر منذ اندلاع الحرب في السودان    حكمان مصريان بمعسكر إعداد الحكام المرشحين لكأس العالم 2026    تقرير: برشلونة لم يتوصل لاتفاق لضم حمزة عبد الكريم    وفد الأهلي يسافر ألمانيا لبحث التعاون مع نادي لايبزيج    الأهلي يرفض بيع عمر الساعي ويقرر تقييمه بعد الإعارة    محافظ الجيزة: إجازة رسمية للطلاب من الامتحانات الإثنين 19 يناير بمناسبة عيد الغطاس    الجيزة: غلق جزئي بمحور أحمد عرابي أعلى محور الفريق كمال عامر غدا الجمعة    مفتي الجمهورية: اللغة العربية معجزة إلهية خالدة ووعاء حضاري جامع    المخرج أحمد رشوان يناشد وزارة الثقافة المغربية التحقيق في أزمة تنظيمية بمهرجان وجدة السينمائي    الصحة والمالية بالشرقية ناقشا توحيد أسس الحافز التكميلي وتعظيم الموارد الصحة    5 لاعبين على رادار الزمالك فى الشتاء رغم إيقاف القيد.. تعرف عليهم    نازك أبو زيد: الدعم السريع اعتقلت أطباء وطلبت فدية مقابل الإفراج عن بعضهم    هل يرى المستخير رؤيا بعد صلاة الاستخارة؟ أمين الفتوى يجيب    إطلاق مبادرة «مصر معاكم» لرعاية أبناء شهداء ومصابي العمليات الحربية والإرهابية    الداخلية تضبط مطبعة غير مرخصة بالقاهرة    أسرة الراحلة نيفين مندور تقصر تلقى واجب العزاء على المقابر    جولة الإعادة بالسويس.. منافسة بين مستقلين وأحزاب وسط تنوع سلوك الناخبين وانتظام اللجان    الصحة اللبنانية: 4 جرحى فى الغارة على الطيبة قضاء مرجعيون    ترامب يوافق على 10 مليارات دولار أسلحة لتايوان.. والصين تحذر من نتائج عكسية    الأرصاد: تغيرات مفاجئة فى حالة الطقس غدا والصغرى تصل 10 درجات ببعض المناطق    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    وزير الأوقاف يكرم عامل مسجد بمكافأة مالية لحصوله على درجة الماجستير    صوتي أمانة.. "غازي" عنده 60 سنة ونازل ينتخب بكفر الشيخ: شاركت أنا وعيلتي كلها| صور    فوز مصر بجائزتي الطبيب العربي والعمل المميز في التمريض والقبالة من مجلس وزراء الصحة العرب    الترويج لممارسة الدعارة.. التحقيق مع سيدة في الشروق    ضبط شخصين يوزعان كروت دعائية وأموال على ناخبين بأجا في الدقهلية    هل تتازل مصر عن أرص السخنة لصالح قطر؟.. بيان توضيحي هام    البرهان يزور القاهرة لبحث تهدئة الأزمة السودانية وتعزيز العلاقات الثنائية    ڤاليو تنجح في إتمام الإصدار العشرين لسندات توريق بقيمة 1.1 مليار جنيه    الخارجية: عام استثنائي من النجاحات الانتخابية الدولية للدبلوماسية المصرية    الداخلية تضبط شخصين يوزعان أموالا بمحيط لجان أجا بالدقهلية    محافظ الجيزة يعتمد مواعيد امتحانات الفصل الدراسي الأول للصفوف الدراسية    ضبط شخص ظهر في فيديو داخل أحد السرادقات بالمعصرة وبحوزته جهاز لاب توب وسط حشود من المواطنين.    عمرو طلعت يفتتح مقر مركز مراقبة الطيف الترددي التابع لتنظيم الاتصالات    جلوب سوكر - خروج صلاح من القائمة النهائية لجائزتي أفضل مهاجم ولاعب    تكربم 120 طالبا من حفظة القرآن بمدرسة الحاج حداد الثانوية المشتركة بسوهاج    المستشفيات التعليمية تناقش مستجدات طب وجراحة العيون في مؤتمر المعهد التذكاري للرمد    تخصيص قطع أراضي لإقامة مدارس ومباني تعليمية في 6 محافظات    الداخلية تضبط قضايا تهريب ومخالفات جمركية متنوعة خلال 24 ساعة    صحة المنيا: تقديم أكثر من 136 ألف خدمة صحية وإجراء 996 عملية جراحية خلال نوفمبر الماضي    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025    مركز التنمية الشبابية يستعد للبطولة التنشطية لمشروع كابيتانو مصر    وزير الثقافة يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع هيئة متاحف قطر ويشارك في احتفالات اليوم الوطني    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    د. حمدي السطوحي: «المتحف» يؤكد احترام الدولة لتراثها الديني والثقافي    في خطابه للأميركيين.. ترامب يشنّ هجوما قويا على بايدن    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل شابين خلال اقتحامه بلدتي عنبتا وكفر اللبد شرق طولكرم    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 18ديسمبر 2025 فى المنيا.....اعرف صلاتك    بطولة العالم للإسكواش PSA بمشاركة 128 لاعبًا من نخبة نجوم العالم    غياب الزعيم.. نجوم الفن في عزاء شقيقة عادل إمام| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلقة الثانية: جلال ندا يواصل حواره مع أول قاضٍ "عسكري" بعد الثورة
نشر في البوابة يوم 29 - 07 - 2015

عبد المنعم أمين: خططنا لعزل فاروق منذ البداية لكننا أجلنا التنفيذ لحين نجاح الثورة
قلت ل«جمال»: الشعب عبارة عن طفل صغير ولازم يتربى سنة أو اتنين بعيدًا عن تطاحن الأحزاب
قلت ل«السادات»: مفتاح الموقف فى يد أمريكا ولو عايز تاخد شعبية شوف عبدالناصر عمل إيه واعمل ضده
فى يوليو حدثت الثورة، وقبلها بنحو أربع سنوات، حدثت مسببات النكبة العربية، فى يوليو أيضا، لا فى مايو كما يعتقد الذين أرخوا لها ببداية الحرب ومفاوضات الهدنة، فيما الأحداث كلها تشير إلى أن يوليو الذى كان شهرا للنكبة والهزيمة فى 1948، تحول بعد تشكيل اللبنة الأولى للضباط الأحرار بعدها، ليكون شهر الثورة التى غيرت مجرى الأحداث فى مصر.. فى هذه السلسلة من الحلقات نتحدث عن الحرب وذكرياتها، من خلال أوراق الراحل البكباشى جلال ندا الذى استودعها أمانة لدى الكاتب، وفيها أيضا الكثير من الوقائع التى ذكرها على لسانه باعتباره شاهدا على مجريات الأحداث، أو على ألسنة قادة الثورة أنفسهم، كاشفا ما غم على كثير ممن أرخوا للحدث العظيم فى تاريخ مصر الحديث، ومع تتابع الحلقات سنتعرف على ندا شخصيا مصحوبا بذكرياته عن الحرب التى شارك فيها، وكيف أنقذ جمال عبدالناصر من الموت، بينما هو قعيد مصاب لا يجد منفذا لعلاجه، وكيف كانت قيادة البطل أحمد عبدالعزيز للفدائيين، وعن الهدنة التى خربت التاريخ المعاصر للعرب، وتسببت فى هزيمتهم بالشكل الذى يؤرخ له المؤرخون باعتبارها النكبة العربية، ودور الإخوان المسلمين فى هذه الهزيمة، وخطة القائد عبدالعزيز لاحتلال القدس، ونتيجة رفض القيادة لها، وبعدها نستمع لشهادته عن بدء تشكيل تنظيم الضباط الأحرار، وكيف تشكلت علاقة محمد حسنين هيكل بعبدالناصر، ثم الحوارات التى أجراها مع بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، وتحقيقنا لكثير مما ورد فيها، عبر شهادات أخرى لم ترد فى مذكراته، سعيا للبحث عن حقيقة ما حدث فى مصر منذ العام 1948 إلى قيام الثورة لنصل إلى ذهاب السادات إلى القدس، ورأى المعاصرين لعهده فى هذه المبادرة، كل هذا وأشياء أخرى ستمثل مفاجآت نتركها لوقتها.
يستمر جلال ندا فى طرح أسئلته على العقيد عبد المنعم أمين عضو مجلس قيادة الثورة بقوله:
■ ما الظروف التى دفعت جمال عبدالناصر كى يغير معاملته لأعضاء مجلس قيادة الثورة؟.. يعنى فى البداية ظهر هو بمظهر وبعدين بدأ يغير أسلوب المعاملة؟
- هو ما غيرش أسلوب المعاملة بس هو كان ناعم فى الأول قوي، وكان طبعا اللى عايز يخليهم احتفظ بيهم، لأن فى الأول مثلا ظهرت ضد أنور السادات أول ما هاجموا هؤلاء الناس، هاجموا أنور السادات علشان صلته بالمرحوم يوسف رشاد قبل الثورة مش عارف إيه وبتاع، وبعدين هاجموا جمال سالم، هى نفس الضباط فى كل حته، وبعدين جمال انتهز هذه الفرصة وحولهم علشان يخرج على كيفه، أنا عارف طبعا هو اللى خرجنى، ومع ذلك كانت علاقته بى باستمرار طيبة يقول لى أهلا وسهلا ولما آجى مصر كان لازم ييجى عندى وأروح عنده كأى أصدقاء يعنى لأن طريقة معاملته وأسلوبه فى التصفية أنه يبين أن الخطأ من الناس يخلى الشخص نفسه يعمل حاجة بحيث أنه يحرجه علشان يبقى فيه سبب علشان يخرجه.
مثلا مجلس الثورة كان اجتمع مرة بعد ما رجع صلاح سالم من العراق بعد مقابلة نورى السعيد، وطبعا نور طواه وأقنعه بضرورة الانضمام إلى حلف بغداد فجه صلاح سالم مليان حماس، ولازم يفرض الحلف ده على المجلس «طبعا أنا أعرف هذه القصة من جمال عبدالناصر».
فقال إنه حيكون فيه أزمة فى المجلس، فجمال عمل أنه عيان وقال لجمال سالم: يا جمال يا سالم ترأس المجلس بالنيابة عني، فعرض صلاح سالم الفكرة بحماس شديد واختلف طبعا المجلس كله فى جانب وصلاح سالم فى جانب آخر وقال لهم أنا مستقيل إذا ماكنتوش تقبلوا وجهة نظرى دية.
حصل احتكاك بينه وبين أخيه فراح مقدم استقالته وقبلها أخوه، قال لى جمال عبدالناصر إنه صبح ثانى يوم وكان طبعا عارف كل الحكاية من الليل، صبح الصبح صالح الأخين على بعضهم، فهذه هى طريقة جمال عبدالناصر وبعدين لما استنفد أغراضه من صلاح سالم رايح شايله.
■ أشيع أن هيكل هو كاتب كتاب فلسفة الثورة، ما مدى علمكم عن صحة هذا؟
- ما أعرفش هو طبعا كان جمال عبدالناصر قال إن هو بيشتغل فى هذا الكتاب، ما أعرفش هل بمعاونة حد لأن فلسفة الثورة دى مش بتاعة الثورة، طبعا هؤلاء الناس كان تفكيرهم كله فى الأول أنهم أولا يعملوا الثورة، وبعدين إيه؟ ما يعرفوش.. فابتدوا يفكروا يعملوا إيه، إيه اللى يعملوه، كانت الفكرة فى الأول أننا لازم نعمل انتخابات وجمال عبدالناصر قال لأ، طيب إزاى نجرى انتخابات مرة أخرى والفساد اللى موجود اللى إحنا ثرنا ضده موجود، قال لأ، الأحزاب تطهر نفسها وتخرج منها الناس المشبوهين، وبعدين نعمل انتخابات، وطبعا كان فيه أعضاء كثير فى المجلس يعارضون هذا الاتجاه، الناس العمليين كلهم، كضباط معظمنا كنا عمليين، ما عدا اتنين، ثلاثة، خالد محيى الدين ويوسف صديق، ومين كمان مش متذكر بالضبط ، قلنا لأ يعنى مش حاتنفع الحكاية دية تاني، والشعب ده عبارة عن طفل صغير - كلامى ده كان لجمال- أن الشعب عبارة عن طفل صغير لسه ما اترباش، وكبر لدرجة أنه يعى فلازم إحنا ناخده بالتربية سنة أو سنتين أو ثلاثة، وبلاش التطاحن بتاع الأحزاب الموجود والفساد اللى بيوجده هذا التطاحن، نقعد سنتين نحكم كحكام عادلين، وإن إحنا نحاسب نفسنا على مبادئ موجودة، وبعد السنتين دول نكون عملنا حاجة نبقى نفكر إزاى يكون نظام الحكم يا إما أحزاب أو حزب أو حاجة زى كده.
وعلشان إحنا ما فكرناش فى خلو الفترة دية لغاية ما نبحث مسألة الأحزاب، بدأ الناس الباحثين أياميها اللى له شيء، نشوف طبعا محسن عبدالخالق يجيب كتب بتقول لازم كل ثورة تعمل لها حزب زى إسبانيا وغير إسبانيا وزى هتلر، وابتدوا يعملوا على هذا الأساس هيئة التحرير، واستبعدوا فكرة إعادة الانتخابات بالأحزاب القديمة.
■ هل كان جمال صادق النية فى عودة الأحزاب القديمة لو طهرت نفسها، أنا أعتقد أن الأحزاب كلها كانت موجودة، أنا كنت كتبت مقال سنة 1952 تحت عنوان قولوا لهم تواروا فقد أسأتم إلى سمعة البلاد، وكنت أعنى كل السياسيين الذين ولوا مناصب والثورة فعلا كانت تهدف إلى حكم ديمقراطي، أنا كنت باعتبر أن فيه الحزب الاشتراكى بتاع أحمد حسين، فليه ماعملوش كده؟
- والله دى الفكرة لكن يوم ما تجيب أحمد حسين وينجح، يبقى خلف جمال عبدالناصر، يبقى مجلس الثورة راح يحكم بحزب واحد، لكن اللى أنا أعرفه أنه ما كانش ممكن يقبل هذا، لا إخوان مسلمين ولا أحمد حسين ولا شيوعيين ولا أى شيء علشان خاطر ده كله مش رايح يخليه يستمر فى الوضع وإنه يحكم.
■ هل كان من المخطط قبل الثورة عزل فاروق؟
- أيوه، وهذا الكلام أنا قلته هنا، إذا كان الثورة علشان تغير الحكومة لأ، قالوا طبعا دية أساسية وموجودة، ولكن مش عايزين نقولها فى أول خطوة علشان خاطر ما نقبلش اللى عايز يعمل حاجة، إحنا ناخدها خطوة خطوة، قلت لهم إذا كان على هذا الأساس أنا وياكم، مع أنى ما كنتش، ما كنش فيه بينى حاجة وبين فاروق، فاروق لا ضرنى فى حاجة ولا... ولا... إلخ، لكن إذا كان الخراب موجود فى حتة أو الفساد موجود فى حتة، أول حاجة نعملها نشيل هذا الفساد، علشان نقدر ننظف تحته.
■ كنت رئيس أول محكمة عسكرية بعد الثورة فمن الذى أصدر قرار تشكيلها وما هو القانون الذى طبقته، وهل عارض أحد الأعضاء فى الحكم؟
- اللى أصدر قرار التشكيل طبعا نجيب بصفته قائد مجلس الثورة.
■ لكن مين اللى فكر فى المحاكمة عسكريا؟
- كان لازم نعمل كده، واتعرض هذا الكلام فى المجلس، وناقشناه وقلنا لازم محكمة سريعة ولازم جزاءات رادعة حقيقية، وحسب استحقاقها مش أى حاجة، قالوا طيب نعين مين قلت لهم أنا مستعد، لأنى كنت أكثر واحد فيهم خبرة، وفعلا أنا أعتقد أنى أنا مسكت هذا الموضوع كما يجب أن يكون.
■ باعتبار أن كان لك خبرة سابقة وتوليت قبل كده محاكم عسكرية؟
- والله يجوز لكن أنا تطوعت لأنى وجدت أنى أوسع أفق واتصالى بالناس أكثر وأقدر أتفهم كل حاجة، ولذلك مشيت بمنتهى الهدوء وجه رئيس الوزراء على ماهر، طبعا قابلته بكل احترام كرئيس وزارة، والناس اللى هناك اللى سألتهم أو حاكمتهم أو الشهود عاملتهم كما يجب أن يعاملوا كبنى آدمين، حتى المجرمين منحتهم كل الفرصة للدفاع عن أنفسهم، وأنت عارف أن المحاكم العسكرية لا تشترط وجود محامي.
■ لكنكم كلفتم موسى صبرى بالدفاع؟
- موسى صبرى هو اللى تطوع، إحنا قلنا ما عندناش وقت نجيب محامى فجه موسى صبري، وقال لى أنا مش مقيد صحيح، لكن عندك مانع أنى أحضر؟، أنا قلت له أنا ما عنديش مانع أبدا بالعكس أنا بأشعره أكثر بأنه رجل مدافع عنه.
وخميس دافع عن نفسه أحسن من مليون موسى صبري، وخطب بلغة مدهشة ومنطق وكل شيء، ولكن للأسف القانون اللى استعملناه وطبعا أخذ منا مداولات كثيرة، بيقول بأن أى قائد مظاهرة يحصل فيها قتل أو تكون نتيجتها قتل أى شخص، فإن رئيس المظاهرة يحكم عليه بالاعدام أو.. أو.. أو.. وخميس كان فعلا قائد مظاهرة، وكانوا شايلينه على أكتافهم وماشيين بيه فى الشارع، وطبعا المخابرات دخلت وقالت ده شيوعى، وكلامه يدل على أنه شيوعى ومتمرس تماما على الخطابة، وعلى الإقناع وثابت عليه بأنه هو اللى كان بيقود هذه الثورة، أما الشخص الآخر وهو البقرى ده للأسف كان متهم بأنه كان من ضمن المتظاهرين وما كانش راح يحكم عليه بالإعدام.
ولكن مراته هى اللى أعدمته وتسببت فى إعدامه، أحضرها موسى صبرى كشاهد للدفاع، فلما سألتها إيه الحكاية يا فلانة، أجابت والله أنا جه عندى فى البيت وبعدين قال لى خليك هنا ما تجيش أحسن ورانا شغلانة حنعملها، يعنى فيه مظاهرات وبتاع فمتجيش أحسن أنا مشترك فيها، وبعدين لما غاب، رحت أشوفه لقيته واقف وسط الناس اللى بيحرقوا ويقول لهم ياللا يا أولاد احرقوا ادخلوا، كسروا، ومش عارفة إيه، قلت له تعالى يا أخويا يا بقرى أنت مالكش دعوة بالحاجات دية فقال لي، بس أنتي يا ولية مالكيش دعوة وكان كأى واحد من اللى حياخدوا عشر سنين أو حاجة زى كده، فثبتت عليه التهمة بأنه كان بيحرضهم ويقول لهم ياللا يا أولاد احرقوا ومش عارف إيه، يعنى وقعناها فى الكلام، يعنى كان بيعمل إيه، فكانت تقول كان بيشوف شوية خشب مرميين على الأرض فكان يقول لهم يا اللا يا أولاد لموا الخشب ده، يا اللا احرقوا، يا اللا اعملوا إيه.
طبعا إن لم تتخذ حاجة زى كده حاسمة وسريعة، فالبلد رايحة تخرج من أيدينا، طبعا بعض الأعضاء قالوا الحكم صعب كتير، وبعدين فى الآخر اتفقنا جميعا على الإعدام، ولكن بالرغم من هذا ورغم اقتناعى بهذا الحكم بعد فحص وتدقيق أؤكد لك أنه لم يكن من السهولة عليّ، قعدت كذا ليلة سهران وأكلم نفسي، يا ترى أنا عملت صح واللا لأ؟ وبعدين أرسلته للتصديق وفى التنفيذ عندما كنا بنقرأ الحكم أنا كنت واقف بارتعش يعنى موقف رهيب، لما تيجى لواحد تقول له روح أنت محكوم عليك بالإعدام، مش موقف سهل أبدا.
■ طيب نجيب كان صحيح بيتآمر ضد جمال يعنى بيشتغل لحسابه الخاص، أو خرج عن الخط زى جمال ما قال واللا زى ما شنعوا عليه، واللا برضه دية زى الحاجات اللى اتعرض لها رشاد وأنت علشان يخلي الجو لجمال؟
- والله نجيب ابتدى يتأثر بكلام وطبعا زى أى واحد ما كان بيقعد مع ناس طبعا فيه ناس كانت بتقول لازم تعملوا كذا، ولازم تعملوا كذا، ولازم تعملوا كذا، فكان بييجى يقول هذا الكلام، مش معناها أنه خرج على الخط، بيناقش حاجات اقتنع بيها مثلا وأقنعه البعض بأنه لازم نعمل الشيء الفلاني، ولازم ما نعملش الشيء الفلاني، طبعا بييجى يعرض أو بيحاول يقنع بيها المجلس، لكن بقى جمال عبدالناصر كان حاطت نجيب كبرافان من الأول لغاية ما يستوفى الغرض بتاعه وبعدين يشيله، وعيب نجيب أنه كان راجل بسيط ميزته إنه محبوب، كل ما يروح فى حتة الناس تهيصله وابتدى ياخد شعبية كبيرة، لدرجة أن جمال عبدالناصر قال الله وبعدين ؟ هالمه إزاى بقى إن لم أستعن بالناس ضده؟
■ لو ما كانش جمال وكمال جولك وكلموك بخصوص الثورة يوم21، هل كانت مجموعتك مخططة للقيام بثورة لوحدكم؟
- لأ، ما كانش عندنا فكرة قبل ما يفاتحنى جمال، كان عملنا مجرد توجيهات وتجميعات وكتابة منشورات بس، لم نركز على عمل حاجة، واللى جمال عبدالناصر عمله أنه ابتدأ بتفرغ لكل هذا لأنه لو كان عمل زينا يعنى حاجات وطنية وبتاع، يجوز ما كانتش قامت سنة 1952م. كانت قامت بعدها بشوية.
- بتجاربك التى حصلت عليها وبسنك الحالى لو رجعنا بهذه التجارب وبهذه السن إلى يوم 22 يولين 1952م هل كنت قمت بالثورة على ضوء ما تم.
■ اللى تم لغاية النهارده؟
- أيوه
- لأ طبعا ما كنتش، أنا شايف أن الأضرار المعنوية والأخلاقية التى حصلت فى البلد كان يهون بالنسبة لأى شيء فى سبيل أنها كانت تستمر، بل بالعكس أخلاقيا البلد كانت أحسن مليون مرة، وطنية البلد كانت أحسن مليون مرة من النهارده، من النهارده مش من 70 أو 71 لأ من النهارده ولا يمكن كنت أساعد فى حاجة أن تحصل فيها كارثة بالشكل ده.
■ ما هو من وجهة نظركم الفارق بين ثورة 23 يوليو وحركة التصحيح فى 15 مايو 1971م؟
- 23 يوليو كانت ثورة أو المفروض أنها تكون ثورة ذات مبادئ خاصة لرفع الظلم اللى كان موجود، ومحو الوصفة اللى كان بيحملها الملك السابق بتصرفاته الخاصة والسمعة الوحشة اللى كانت فى البلد، فكانت ثورة ضد النظم الموجودة سواء كانت البرلمانية، اللى كانت بزعامة الوفد أو الملك والحاشية بتاعته، والتصرف اللى كان ماشى فى البلد بحيث إن هو كان بيدهور البلد إلى حالة سيئة، وطبعا كان موجود شعور فى الناس أياميها، كان كل واحد وطنى لأنه كان فيه حرية فى الكلام كان فيه حرية فى الاجتماعات وكان فيه حرية فى النقد، وكانت الوطنية موجودة، فاجتمع الناس الوطنيين مع بعضهم على أنهم يعملوا عمل، مثل هذا كله كان مفروض أنها تمشى بعد كده بمبادئ صحيحة زى ما قالوا فى البنود بتاعتها، أو المبادئ الستة أو أكثر من المبادئ الستة اللى مذكورة واللى موجودة فى قلوبنا وفى عقولنا.
ازاى البلد تتحكم أو تمشى على مبادئ وعلى أخلاق وعلى جيش وعلى وطنية وعلي.... وعلي..... إلخ.
طبعا تغير الحال واستمر الحكم الدكتاتورى المطلق لجمال بعدالناصر، بالانحرافات اللى تمت فيه، وللأسف خلى الناس عبارة عن آلات صماء لا تتكلم ولا تنطق ما عندهاش شعور، ولا وطنية ولا حب لمقاومة الشيء الوحش، بل بالعكس كان التشجيع كله يقول لك الحاجة الوحشة هى اللى ماشية فى البلد، الحرامى هو اللى بيتعين وزير، الحرامى هو اللى يعمل كذا، النصاب، المنافق، اللي، اللي، هم اللى ماسكين مراكز فى البلد، فلما استلم أنور السادات هذا الوضع كما كان وكانت البلد طبعا محكومة بكذا وزير اللى موجودين كان رئيس الاتحاد الاشتراكى عبدالمحسن أبوالنور ووزير الداخلية شعراوى جمعة وطبعا الجيش كان ماسكه فوزي، فوزى راجل عسكرى وبيعمل كل جهده فى الجيش علشان يصلحه عن زمان، ودول طبعا بعد الفراغ اللى سابه جمال عبدالناصر ما كانش مالى عينهم أنور السادات، ويجوز هم سابوه فى الأول، وطبعا حبوا يفرضوا على أنور حاجات ما كانش لسه فى مركز أنه يقدر يمسكها، يقدر يقاوم هذا الاتجاه، لدرجة أنهم ابتدوا يلوموه ويحقروه، وابتدى يشعر أنهم عايزين يشلّوه خالص، ورغم أنه كان لديهم الإمكانيات أنهم يشيلوا أنور مش فى نصف ساعة بل فى نصف دقيقة فكروا لحسن حظ البلد بأنهم مش حيستعملوا هذه الطريقة أو ما استعملوهاش ليه ما أعرفش، لأنهم مش ثوار وما عندهمش الروح أنهم يعملوا حاجة، ويظهر أن التعليمات ما كانتش جت من موسكو أنهم يعملوا كده، فاستقالوا، على اعتبار أنهم بمجرد ما يستقيلوا حتتشل حركتها ، يقوم أنور يجيبهم ثانى فيفرضوا عليه شروطهم.
هذا هو الوضع فى تصوري، التمثيلية اللى كانوا عاملينها لكن هو انتهز الفرصة وانت عارف هنا فى مصر هؤلاء الناس كانت قوتهم فى المركز اللى هم فيه، يوم شعراوى جمعة ما خرج واتعرف فى وزارة الداخلية أنه خرج، وهو كان مكروه وعدد قليل اللى كان بيحبه، والثانى والثالث والرابع بمجرد أنهم خرجوا ما بقاش لهم قوة أبدا فى البلد، وأنور انتهزها فرصة أن موظفين استقالوا هم من نفسهم وشالوا أيدهم من على السلطة المباشرة فاستولى عليها وانتهز الفرصة وطردهم وقبض عليهم.
■ هل تتوقع حربا ثانية بيننا وبين إسرائيل؟
- هذا يتوقف على أمريكا، لما اتعين أنور السادات أنا كنت باروح له وهو ابتدى الخط، وأنا ذهبت إليه وقلت له بلاش تهاجم أمريكا، أمريكا هى الوحيدة اللى فى أيدها مفتاح هذا الموقف، لا الروس ولا الإنجليز ولا أى مخلوق أبدا يقدر يحل هذا الموقف غير أمريكا، فليس من العقل أننا نهاجمها بالشكل ده، ونسيبها ضدنا زيادة ونخليها تنضم لعدونا أو تساعد عدونا أكثر، كل ما نهاجمها أكثر كل ما تعطى عدونا أكثر، فقال لى طيب ما نهاجمهاش لكن هم مش عايزينى قلت له لأ، ما افتكرش الأمريكان مش عاوزينك لكن طبعا لما تهاجمهم وتمشى على سياسة جمال عبدالناصر طبعا مش عايزينك قال لى لأ عايزين زكريا.
وقلت له عايز تاخد شعبية تبقى أحسن وترتفع إلى السماء، شوف جمال عبدالناصر عمل إيه، واعمل ضده، وهذا الكلام كان بمناسبة أنى أنا سمعت أنه كان جاله شعراوى جمعة وقال له اقبض على الناس دول فأنور قال له ليه، فقال شعراوى دول كانوا موجودين فى نادى الجزيرة وقاعدين يشتموا فيك، فأنور قال له يا سيدى خليهم يشتموا.
فأنا سألته عن هذا الكلام فأنور قال لى أيوه حصل هذا الكلام أنا قلت له خليهم يشتموا، ما يشتموا فأنا قلت له والله برافو عليك، ده الطريق الصحيح اللى لازم تمشى فيه للنهاية.
عموما اتقابلت أنا كذا مرة جالى هنا فى البيت وبعدين جت إشارة من نيكسون أنه يحبذ هذا الاتصال، «شوفوا أنور السادات» عايز إيه وأنا بلغته هذا الكلام.
قال لى طيب سيبها بقى لرياض كان رياض أياميها وزير خارجية خلى الروتين يمشى مظبوط، ليه بقي، كان فيه ضغط عليه، فى مارس 1971م كان شعراوى جمعة فى موسكو، وكان السفير مراد غالب قريبي، فجه لمراد قال له يا مراد قريبك كنا حنقبض عليه يا حبيبي، قال له إزاى فقال له تصور أن مش بس هو بيروح يقابل بيرجز، لا كمان يجيله فى البيت ويقعد يكلمه فى السياسة ومش عارف إيه وبتاع، قال له مراد ما افتكرش أن عبدالمنعم يعمل هذا الكلام من عنده، لازم يكون خد بيه إذن من الريس، قال له آه ما هو ده اللى كتفنا لكن مش حنسيبه.
فيظهر أن لما خدوا خبر بقى وابتدوا يضغطوا عليه، أنور قال لى لأ سيب بقى المسائل أنا أمشيها مع محمود رياض ومع فانس وفعلا تمت بعديها المقابلات مع فانس كثور ومع محمود رياض، مشيت الحكاية والحمد لله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.