قصر ثقافة عاصمة البحيرة مأوى للحشرات.. والمحافظ فكر في هدمه وإقامة أبراج سكنية مكانه تحولت القصور الثقافية بمحافظة البحيرة خلال العقود الأخيرة من مراكز للاستنارة بالمحافظة وما يجاورها، إلى أوكار ظلام، نتيجة الإهمال واختفاء ملامح التطوير، ما أدى إلى تراجع دورها. هذا الإهمال وتراجع الدور الثقافي يظهر بشدة في مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة، وهي التي خرج منها أدباء ومفكرون وشعراء تركوا إسهامات بارزة في تاريخ الحياة الفكرية والثقافية والعلمية أمثال الدكتور أحمد زويل والدكتور عبد الوهاب المسيري والشاعر على الجارم والكاتب توفيق الحكيم والإمام محمد عبده والشاعر فاروق جويدة والكاتب الروائي يوسف القعيد. قصر الثقافة والسينما بدمنهور تحول إلى وكر للحشرات والزواحف، نتيجة إهماله من قبل المسئولين، حتى كانت هناك محاولة من محافظ البحيرة الحالي الدكتور محمد سلطان بإزالة المبنى وإقامة أبراج سكنية بدلا منه، إلا أن الأدباء والمفكرين بالمحافظة تصدوا للمحافظ وأثنوه عن قراره، مطالبين إياه بترميم المبنى وإعادته لمكانته السابقة والبدء في ممارسة الأنشطة واللقاءات الثقافية مرة أخرى وإثراء الحياة الثقافية والفكرية في مدينة دمنهور من جديد. يقول الناقد الأدبي سيد إمام إن المسئولين بقصر ثقافة دمنهور مجرد موظفين، يحرصون فقط على تسجيل الحضور والانصراف واستلام رواتبهم آخر كل شهر، دون تصور رؤية فيما يؤدونه من عمل، أو امتلاك وعي وإدارة لتغيير البشر عن طريق الثقافة. وأضاف إمام ل"البوابة نيوز" أن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها مصر تكمن في الثقافة، لأن هناك تراكمات لسنوات طويلة من وجود ثقافة متردية متخلفة لا تصلح للعصر الذي نعيش فيه الآن من التقدم واستخدام وسائل التكنولوجيا. وتابع إمام أن قصر ثقافة منهور يروج للأفكار الداعشية بطريقة غير ظاهرة، لأنه يتبع أساليب قديمة ولا يجدد في الخطاب والرؤية، مشددا: "إذا أردنا تغيير حال الثقافة في مصر بصفة عامة فعليا بالحداثة والحركة العقلانية وغربلة الثقافة من كل ما شابها".