ساعات قليلة ويبدأ الصراع على كرسى نقيب الموسيقيين بين مصطفى كامل النقيب السابق وهانى شاكر الذي يخوض هذه التجربة للمرة الأولى، ومنذ إعلان الثنائى خوضهما هذا السباق والوسط الموسيقى في حالة من الانقسام، فهناك شريحة من الموسيقيين أغلبهم من العازفين يقفون خلف كامل ويدعمونه. أما شاكر فقد ظهرت الأصوات التي سيحصل عليها مبكرًا بعد أن أعلن عدد من كبار المطربين دعمهم له، وخاصة في المؤتمر الصحفى الذي حضره محمد منير ومدحت صالح وأركان فؤاد ونادية مصطفى بجانب بعض الموسيقيين منهم أمير عبدالمجيد وحسن فكرى ومحمد ضياء. ويبدو أن أمير الغناء العربى اختار هذه المنطقة التي لم يتطرق لها كامل من قبل بالرغم من صداقاته لمعظم نجوم الغناء بحكم عمله كشاعر غنائى، ويأتى اختيار هانى لهذه النوعية من الدعاية رغبة منه في الوصول إلى كرسى النقيب بطريقة مغلفة ب«الشياكة» التي اعتاد عليها كمطرب، بينما أغفل هانى الاهتمام بالاقتراب من الموسيقيين الذين يعيشون خارج القاهرة. فيما اعتمد كامل في دعايته الانتخابية على صغار العازفين الذين تربطهم علاقات وثيقة به، إضافة إلى خبرته الانتخابية التي جعلته يفوز بالمنصب بعد صراع كبير مع إيمان البحر درويش، كما بدأ مؤخرًا في تكثيف دعايته الانتخابية في أكثر من محافظة. للثنائى قوة ضاربة في صراعهما على كرسى النقيب، وكل منهما اختار المنطقة التي يرى أنها ستكون لها كلمة الحسم في هذه المعركة التي تحمل عنوان «الصوت الواحد يفرق». يذكر أن سيدة الغناء العربى أم كلثوم كانت أول من وضع لبنة نقابة للموسيقيين عام 1942، وضم مجلس إدارة النقابة وقتها فتحية أحمد وحياة محمد ورياض السنباطى وزكريا أحمد ومحمد القصبجى وصالح عبدالحى وفريد الأطرش وعزيز عثمان وإبراهيم حجاج ومحمد عبده صالح وأحمد الحفناوى، وفازت أم كلثوم بمنصب النقيب لسبع دورات متتالية من أصل 16 دورة انتخابية، ليأتى بعدها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ثم شغل المنصب الملحن عبدالحميد عبدالرحمن، ثم الموسيقار أحمد فؤاد حسن، وصلاح عرام، وحلمى أمين، وحسن أبوالسعود ومنير الوسيمى وإيمان البحر درويش وأخيرًا مصطفى كامل.