هل للبوح حدود؟ وإن كان، فهل بطلة تلك الواقعة تخطت حدود البوح؟، أم أنها صرخت بوجعها للقاضى فقط، لينقذها قبل أن تغلبها غريزتها وتقع فى بئر الخيانة. «نهال.ه» فتاة ال25 عامًا تقف فى محكمة الأسرة تروى للقاضى حكايتها من البداية عن عش الزوجية الذى تخيلته جنة فوجدته نارًا تحرق سنوات عمرها، تسترجع ذكرياتها فى الجامعة، قصة الحب التى جمعتها وزميلها الذى أصبح زوجها والتى دامت لأعوام، كانت تحلق فى السماء بفرحة حالمة بالمستقبل الذى ينتظرها حينما تجتمع مع حبيبها فى بيت الزوجية، عامين ونصف العام خطوبة أضيفت إلى سنوات الحب، فجعلت هناك رصيدا كافيا لمجابهة أى مشكلة يتعرضان لها، استعدادات.. أحلام تتحقق.. زواج وفرحة غامرة، لكن.. فى الأمر شيء، قلبها مقبوض تستشعر مشكلة قادمة أكبر من حبها لزوجها.. يوما ويومين وأسبوعا لا يقترب منها زوجها، أنوثتها متفجرة لكنها لا تحرك ساكنا لدى زواجها، زواج مع إيقاف التنفيذ، خواطر غريبة واتهامات تطول الجميع بأن الأمر ربما يكون بفعل فاعل، لكن الصبر هو الحل الوحيد، مدت يدها على رصيد الحب وأخذت تسحب منه لتدفع عنها ظنونها، اتهمها الجميع بالتقصير فى حق زوجها دون أن يدركوا أن العائق منه، لم تنبس بكلمة، كتمت أوجاعها وتحملت الكثير حتى انفجرت وواجهتها، طلبت منه أن يصارحها بالأمر، أن يقول لها الحقيقة، فكانت المشكلة التى لا حل لها، الخداع والكذب أكبر إثمًا من المرض العضوى الجنسى، الذى لم يخبرها به قبل الزواج، غضبت..لامته.. أخبرته أنه كان لزامًا عليه أن يخبرها ويعطيها حق الاختيار، لكنه أحب إرضاء نفسه على حساب شقائها، أرادت أن تنسحب من حياته بهدوء لكنه هددها تارة واستعطفها تارة. تواصل «نهال. ه» سرد حكايتها للقاضى وتقول: «كرهت جسدى من شدة تألمه وشعوره بأنوثته، فأنا أريد رجلا وليس مجرد شبح، رجل يعيش معى فى المنزل أنا أخشى الله ولا أريد أن أُغضبه وأتجه إلى طريق الرذيلة، الموضوع صعب للغاية، حياتى أصبحت جحيما وعذابا وقلقا وباتت مستحيلة، خاصة بعد أن ذهبنا إلى أكثر من طبيب، وجميعهم أكدوا أنه يعانى من مرض وراثى، يصعب علاجه، ويحتاج إلى وقت كبير ونسبة شفائه ضئيلة، لم أجد أمامى طريقا سوى اللجوء إلى المحكمة ورفع دعوي خلع، فأنا امرأة ولدى مشاعر وأحاسيس، زوجى لا يشعر بها، ورسميًا أنا زوجة على الورق لكنى ما زلت عذراء، ولدىّ من التقارير الطبية ما يثبت ذلك، فهو لا يربطه بعالم الرجال سوى الاسم فقط.