أسعار الجمبري والكابوريا اليوم السبت 4-5-2024 في محافظة قنا    عمرو أديب عن الفسيخ: "مخلوق مش موجود غير في مصر.. تاكله وتموت سعيد"    مصدر ل تايمز أوف إسرائيل: صبر واشنطن مع حماس بدأ ينفد    8 مستندات لتحديد تاريخ مخالفة البناء.. اعرفها لتقديم طلب التصالح    أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024.. عز 24155 جنيها للطن    توريد أكثر من 16 ألف طن قمح بالإسكندرية    أخبار مصر: خبر سار للاقتصاد المصري، فرمان بنهاية شيكابالا في الزمالك، شيرين تثير الجدل بالكويت، أمريكا تطالب قطر بطرد حماس    أسعار الذهب في بداية تعاملات السبت 4 مايو    حسين هريدي: أمريكا لا تؤيد فكرة وقف إطلاق نار دائم في غزة    دبلوماسي روسي ينتقد الاتهامات الأمريكية بتورط موسكو في الهجمات الإلكترونية على أوروبا    بلينكن يقول إن هجوما إسرائيليا على رفح سيتسبب بأضرار "تتجاوز ما هو مقبول    جيش الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من بلدة سبسطية شمال غربي نابلس بالضفة الغربية    الزمالك يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة سموحة    موعد مباراة الأهلي والجونة والقنوات الناقلة في الدوري المصري    بداية من اليوم.. ممنوع دخول المقيمين إلى مكة المكرمة إلا في هذه الحالة    تصل ل600 جنيه.. سعر اللوحات المعدنية في قانون المرور الجديد (تفاصيل)    حالة الطقس المتوقعة غدًا الأحد 5 مايو 2024 | إنفوجراف    مونودراما فريدة يختتم لياليه على مسرح الطليعة في هذا الموعد    نشرة المرأة والصحة : نصائح لتلوين البيض في شم النسيم بأمان.. هدى الإتربي تثير الجدل بسعر إطلالتها في شوارع بيروت    اكتشاف جثة لطفل في مسكن مستأجر بشبرا الخيمة: تفاصيل القضية المروعة    إصابة 15 شخصًا في حادث سيارة ربع نقل بالمنيا    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام وولفرهامبتون    30 دقيقة تأخير في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية» السبت 4 مايو 2024    حدث ليلا.. خسارة إسرائيل وهدنة مرتقبة بغزة والعالم يندفع نحو «حرب عالمية ثالثة»    المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    وفاة الإذاعي الكبير أحمد أبو السعود.. شارك في حرب أكتوبر    إغماء ريم أحمد فى عزاء والدتها بمسجد الحامدية الشاذلية    دراسة جديدة تحذر من تربية القطط.. تؤثر على الصحة العقلية    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    رسالة من مشرعين ديمقراطيين لبايدن: أدلة على انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    مصرع شاب في حادث اليم بطريق الربع دائري بالفيوم    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"دلجا" إمارة.. تتحدى القانون!!
نشر في البوابة يوم 11 - 09 - 2013


سوق سلاح ومخدرات...وتطرف وإرهاب
ممتلكات وأموال المسيحيين غنائم حرب
الشيخ عاصم عبد الماجد زار القرية عشر مرات
القرية المورد الرئيسي لاعتصام رابعة
معارك بالسلاح بين أفراد الأسرة للاختلاف حول مرسي
السيسي خائن .. والطيب وتواضروس ضد الدولة الإسلامية
الناس تسير بالبنادق الآلية في الشوارع وتركب الحمير بالآلي
“,”قرية دلجا“,” .. أو “,”جمهورية دلجا“,” حاليًا يغيب عنها كل مظاهر القانون، بعد أن سيطر أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، على كل مداخلها ومخارجها، حتى على نقطة الشرطة، والكمين الموجود في مدخل البلد على الطريق الصحراوي، يستولون على ما يريدون الاستيلاء عليه ويسمحون للسيارات أن تمر دونما تفتيش بحسب مزاجهم، فهذا هو القانون بحسبهم.
“,” “,”
فقد أصبحت قرية “,” دلجا “,” جمهورية مستقلة خارجة عن سيطرة مصر. بعد أن طرد أهلها القيادات الأمنية في مشهد شديد الضراوة بعد أن أوسعوهم ضربا.
حدث هذا قبل عزل مرسي، حتى أن نائب مدير الأمن لم يسلم منهم، لكن بعد عزل مرسي، اختلف الأمر فلم يعد للسلطات مظهرًا من مظاهر السيطرة على القرية.
هذا هو المشهد هناك، كثيرة من الجريمة وحمل السلاح والتجارة به. سرقة ونهب للأرواح والممتلكات، سوء استخدام للدين وتحريض دائم على الأرواح والجيش وقياداته، ومحاولات لاستنساخ اعتصام رابعة بعد أن أصبح أهالي القرى المجاورة يحجون إلى المنصة الموجودة هناك.
الخوف وصل إلى حد أن أصبح كل أهل القرية تقريبا ساهرون حتى الصباح فوق أسطح المنازل بالأسلحة لحماية بيوتهم .. تفاصيل كثيرة حول هذه القرية التي تتحدى القانون في هذه السطور:
الموقع الجغرافي
تعتبر قرية “,”دلجا“,” هي أكبر قرى محافظة المنيا، وتقع في جنوب غرب مدينة المنيا، آخر حدود مركز “,”ديرمواس“,” غرباً، وقد جاء اسم دلجا، من “,”دلج“,” بمعنى “,”حصن، نظرا لأغلب الأسوار التي كانت تحيط بكل العائلات، وحُرِّف الإسم من “,”دلج“,” إلى “,”دلجا“,”.
“,” “,”
القرية مشهورة بالتجارة وتتميز بكثرة وكبر العائلات بها، حيث تنقسم إلى عشر شياخات. تضم الشياخة الواحدة عائلات كثيرة وكبيرة أيضاً، مثل: شياخة أبو المكارم، شياخة القاضي، شياخة الشريف، شياخة العوام، شياخة عزور، شياخة الغيتة، شياخة الفرا، شياخة الحرابوة، شياخة البطرخانة، شياخة أولاد عباس.
“,” “,”
وقد ورد اسم دلجا في ذكر “,”جومار“,” الفرنسي، عن قدوم قبيلة تسمى “,”الجهمة“,” إلى مصر من “,”برقة“,” في “,”ليبيا“,” ، فقال أنها أقامت على بحر يوسف بين “,”دلجا“,” و “,”ديروط أم نخلة“,”. وحسب كتاب الخطط التوفيقية للمقريزي، فقد كان لدلجا رواقاً بالأزهر الشريف في فترة حكم العثمانيين، حيث قال المقريزي (ولو أنصفت دلجة لكان لها رواقاً. لأن عدد طالبي العلم منها كان حوالي مائتين).
“,” “,”
حرق وسحل
البداية كانت بعد أن سيطر أنصار مرسي على كل المنشآت الحيوية والحكومية بها، فاحتلوا قسم الشرطة، وأجبروا الضباط على مغادرته بالقوة تحت تهديد السلاح، واعتدوا على كل المخالفين لهم، وضربوهم ضربا مبرحا، وقاموا بحرق قاعة الخدمات التابعة لكنيسة مار جرجس، وهو الأمر الذي ذهبت معه قوات الأمن إلى هناك لاحتواء الموقف المتأزم بين المواطنين، جراء الانجرار لمشاكل على خلفية دينية لجأ إليها أنصار مرسي، لتأزيم الموقف بعد عزله من الحكم .
الاعتداء على الأمن
ذهب نائب مدير الأمن إلى القرية في محاولة منه لضبط الأمور وإقناع الناس بضرورة السلمية وعدم اللجوء للعنف والتخريب، إلا أن أنصار مرسي، والتابعين لهم انهالوا عليه بالضرب في مشهد لا ينسى، وقاموا بالاعتداء على رئيس المباحث محمود حسين، وهو ما تصاعدت معه الأمور، وأعد أنصار مرسي، العدة وجمعوا أعدادًا كبيرة منهم مزودين بالأسلحة، وقاموا باقتحام نقطة الشرطة هناك واحتلوها، وبدأت سلسلة من العمليات ضد الشرطة أجبرتها على مغادرة القرية.
“,” “,”
قرية مسلحة
هذه القرية ليست قرية عادية بها أناس من الصعايدة تجمعهم عادات وتقاليد قديمة كالثأر
يميلون للعنف بحكم تربيتهم، لكنها ذات طابع خاص فمن حيث العدد يقارب عدد سكانها المائتي ألف نسمة، معظمهم لديهم أسلحة.
“,” “,”
فضلا عن وجود عدد من مصانع الأسلحة بالقرية لتصنيع الخرطوش وبعض الأنواع الأخرى.
ناهيك عن وجود عدد كبير من المجرمين والمسجلين في السرقات والاعتداء على الناس والبلطجة وجرائم القتل، ووجود عصابات منظمة متخصصة في سرقة الكابلات.
“,” “,”
وغيرها من الجرائم، وهذا ما هو ثابت بمحاضر وتحقيقات وقضايا رسمية.
“,” “,”
غنائم الحرب
الغريب أن أنصار مرسي، استطاعوا أن يغيروا أفكار الناس إلى ما هو متطرف بالفعل، لدرجة أن هناك إحدى القصص يتم تداولها في القرية.
فعندما تم الاعتداء على منزل نادي مقار، ودكانه، قام أحد الأطفال بسرقة “,”لفة لانشون“,”، وخرج بها من المحل، فقابله رجل حاول أن يأخذها منه إلا أنه رفض فرد عليه رجل يسير بجوار الطفل قائلا:
- هذه غنيمته هو، إذهب وشوف لك غنيمة.
ومما يروى على لسان بعض أهل القرية أن رجلا ذهب إلى دكان “,”مقار“,” الذي تم نهبه وتخريبه والاستيلاء على محتوياته التي قاربت المليون، أو يزيد، وقام هذا الرجل بتحميل ثلاثة “,”شكاير“,” سماد على حماره، وفي طريقه إلى الخروج وجد ضابط الشرطة فقال له:
- إرفع الشيكا الرابعة دي .
فسأله الضابط:
- انت واخد 3 شكاير؟ حرام عليك.
فقال له الرجل:
- زيادة الخير خيرين.
ومن النوادر أيضا التي تدعوا للضحك، ويرددها أهل القرية، أن رجلا دخل إلى أحد المحلات المسلوبة في القرية، ووجد في الثلاجة “,”لحمة“,” فقال لمن معه:
-العيال هيتعشوا لحمة النهاردة.
وما كان منه إلا أن ربط الثلاجة بحبل وحملها على ظهره إلى البيت.
“,” “,”
حماية خاصة
وأمام هذا الجو من العدوان على ممتلكات الغير واستحلالها دون وجه حق وبما يخالف الإسلام لجأ صاحب الدكان إلى الدفاع عن نفسه هو وأولاده -كما روى لنا أحد سكان القرية - وصعد أعلى منزله بسلاح هو وأولاده وأطلق الرصاص على المهاجمين لمنازله التي تزيد عن البيت الواحد ومحلاته أيضا، وأصاب سبعة، فقام أنصار مرسي، بطرده من البلدة وأطلقوا الرصاص على زوجته، مما أصابها بقدمها حتى غادروا وتركوا بيوتهم، وهو ما لجأ معه المعتدون إلى احتلال منازله، وتم توزيع الغنائم، كل مصاب أخذ منزل منها واستقر به، مما جعل بقية سكان القرية من المسيحيين يلجأون إلى حماية أنفسهم بتأجير من يقوم على حمايتهم.
فانتشرت هذه المهنة بعشرة آلاف أو يزيد، كل عائلة تستدعي من يحميها مقابل أموال في غياب الحماية الأمنية للسكان والاعتداء المستمر على الأرواح والأنفس والثمرات ونهب الممتلكات للمسلمين وغير المسلمين.
حماية الكنائس
على النقيض من هذا، وبعد الاعتداء على دار الضيافة التابعة لكنيسة مارجرجس، شعر المواطن من أهل القرية بجرم هذا الفعل من قبل فئة ضالة لا تمثل الدين في شيء - كما قال لنا أحد أهل القري - وسارعوا إلى مغفرة من ربهم وشكلوا لجانا شعبية لحماية الكنائس يتناوبون على حمايتها فيما يشبه الورديات مدافعين عنها.
يقول أحد سكان القرية - رفض ذكر اسمه نظرا للظروف المتأزمة هناك :
-إن أنصار مرسي لا يمثلون الإسلام، ولا علاقة لهم به، خاصة بعد الاعتداء السافر على مخالفيهم ومعارضيهم، خاصة الأقباط، وهو ما قابله أهل القرية جميعا بالرفض، فما يقومون به لا يمت للإسلام بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، لأن شباب وشيوخ القرية يذهبون ويؤكدون على نبذ ما يقوم به هؤلاء من أنصار الرئيس المعزول ويدخلون معهم في مشادات.
“,” “,”
هجوم على أتوبيس
يقول لنا متابعًا:
-عند كمين القرية على الطريق الصحراوي، استوقف أنصار مرسي، أتوبيسا يقل رحلة لشباب مسيحي وبنات ودخلوا إلى الأتوبيس، ودخل معهم بلطجية ولصوص، واستولوا على كل متعلقات الطلبة والطالبات الموجودين بالأتوبيس، مما آثار حفيظة السائق الذي تساءل:
- هل هذا هو الإسلام ؟
وهو ما قال لنا معه:
- أمسكنا بهؤلاء ومن معهم من البلطجية والحرامية وأوسعناهم ضربًا، وأعدنا كل المسروقات إلى أصحابها، واعتذروا لهم، وقلنا لهم هؤلاء بلطجية لا يمثلون الإسلام في شيء، فالإسلام أعظم من هذا السلوك وهؤلاء مجرمون ومسجلون خطر ومر الأتوبيس.
“,” “,”
نقطة الشرطة
يروي لنا أحد سكان القرية:
- احتل أنصار مرسي، نقطة الشرطة بالسلاح، وراحوا يقبضون على الناس، وينفذون القانون حسب مزاجهم الخاص، فبدلا من أن كانت الشرطة هي التي تطبق القانون على المواطنين، أصبح الأهالي هم الذين يطبقون القانون منذ الجمعة الثانية من عزل مرسي فيسلمون السارق لأهله.
“,” “,”
الخلاف في الرأي
الخلاف في الرأي بات أمرًا محتومًا داخل هذه القرية، ولكن أكثر الناس لا يبدون اختلافاتهم مع مؤيدي مرسي، والذين يمثلون أكثر من 90٪ من سكان القرية، فالمعارضين لهم لا يتحدثون أبدًا، خشية السلاح الموجود مع أتباع مرسي بكميات وأنواع مختلفة، لكن أمام هذه الحال من الخوف تبدو خلافات داخل الأسرة الواحدة تصل في أحيان إلى حد استخدام السلاح في عرض الأفكار، ومن هذا واقعة مشهورة في القرية أن شقيقين تشاجرا بالسلاح، وأطلقا النار على بعضهما، لأن أحدهما مؤيد لمرسي، والآخر معارض له، هما “,”س. ح“,”، “,”وخ. ح“,”. وفي ظل هذا الصراع والاحتدام داخل القرية التي تغلي منذ رحيل مرسي، ولم تستقر حتى الآن، فإن القتيل ليس له ديه، لدرجة أن الناس تسير بالبنادق الآلية في الشوارع وتركب الحمير بالآلي.
الأهالي في البلدة أصبحوا يخافون من مؤيدي مرسي، لأنهم يُكَفِّرون مخالفيهم ومعارضيهم، ويتهمونهم بالكفر والشيوعية، لدرجة أن المعارضين الآن أصبحوا يُخْفُون موقفهم، ويتهمون المخالفين لهم بالكفر، ويسوقون تحذيرات ووعيد إلى المعارضين لهم، وهو ما دعا الأهالي إلى التشديد على أولادهم ألا يتبعونهم، خاصة مع اعتلاء مؤيدين للإخوان المنابر والحديث المستمر عن مؤامرة على الإسلام، فيعتلي خطيب الجمعة المنبر ويدعو الناس إلى الاستشهاد في سبيل الله - حسب ما يردده - ويقول لهم:
-إن الإسلام في خطر.
وتشمل الخطبة أيضا تحريضًا واضحًا ضد البابا تواضروس وشيخ الأزهر، بدعوى أن عزل الرئيس السابق جاء لأنهما لا يريدان إسلامًا في مصر، وأن شيخ الأزهر والبابا لا يريدان رئيساً مسلمًا حافظًا للقرآن، ويرددون من فوق المنابر، أن وزير الدفاع خائن.
“,” “,”
الإشاعات
سلاح الإشاعة له دور كبير في “,”دلجا“,”، يستخدمه مؤيدو الرئيس، السابق وهم أغلبية، حيث يعملون على استغلال الفقراء والبسطاء في الفكر لتأييدهم، وهم في طريقهم إلى هذا يستغلون بساطة الناس هناك، فيصورون لهم أن: “,”الإسلام في خطر، وأن هناك حرب على الإسلام، وأن وزير الدفاع يريدها دولة علمانية“,”.
وهو ما يستمر معه إطلاق النار حتى الصباح لأن الأهالي -بحسب فطرتهم- يغارون على دينهم، وفي قلق وتخوف دائم على بناتهم وأولادهم وزوجاتهم. إذ يسوق لهم انصار مرسي، أن هناك استهداف للحجاب، فلا يريد وزير الدفاع لبناتهم حجابًا أو صلاة.
ويوزعون على الناس أفكارا تقول: “,”أن (البابا) يسعى لجعل مصر دولة مسيحية“,”. وهو ما وضح عندما جلس في بيان السيسي، لعزل الرئيس المنتخب للقضاء على الإسلام، وأن تواضروس، قال للسيسي:
-سوف أحشد لك الحشود لهدم دولة الإسلام التي يقيمها مرسي.
مع إشاعات كثيرة منها أن: “,”هناك اتفاقات مع إسرائيل لعزل مرسي، لأنه سيدمر القدس والمسجد أقصى“,”.
هكذا يروج أنصار مرسي، الشائعات هناك، للعب على العاطفة الدينية للبسطاء، ولحشدهم ودفعهم إلى المقاتلة، في الوقت الذي تتربع فيه هذه القرية على قمة الهرم، وتأتي في صدارة البلاد التي ترسل متظاهرين إلى القاهرة في ميدان رابعة لدعم الرئيس المعزول .
ومن أمثلة الإشاعات أيضًا- التي يروج لها أنصار مرسي- أن: “,”الجيش اعتقل الشيخ محمد حسان، أو أحد العلماء الطيبين، الذين يتمتعون بشعبية عند هؤلاء الناس“,”.
وبعد أن أشعل المتطرفون، النيران في استراحة كنيسة مارجرجس-والتي تقع بجوار جامع النصر- لجأوا إلى استخدام سلاح الشائعات أيضا.
حيث قالوا:
_ إن النصارى أشعلوا النيران في المسجد.
لدرجة أنهم خلعوا الباب الحديدي لمنزل “,”نادي مقار“,”.
ويستخدم أنصار مرسي سلاح الشائعات للسيطرة على عقول البسطاء، حيث يبرز هنا الشيخ م. ت. ج، ح، والذي يعمل مدرسا بإحدى الجامعات.
الأسلحة
“,”دلجا“,” من أكثر القرى في مصر التي يوجد بها أسلحة.
بل إنها تتفوق على أوكار كثيرة على مستوى الجمهورية، لأن هذه القرية بها عدد كبير من ورش تصنيع السلاح المحلي. السلاح الموجود في قرية “,”دلجا“,” معظمه تم تهريبه من ليبيا إبان الأحداث التي مرت بها، لدرجة أن هناك من قام بتهريب سيارات بكاملها مليئة بالأسلحة بأنواعها المختلفة، من ليبيا إلى مصر، بفضل علاقات تجار في القرية تربطهم صلات ومصاهرات مع بعض القبائل الليبية، مما سَهّل دخول الأسلحة عبر الصحراء بحكم موقع البلدة القريب من الطريق الصحراوي الغربي.
هذا فضلا عن انتشار ورش ومصانع محلية لتصنيع السلاح بالقرية، منها ما جاء بالمحضر رقم “,”700“,” إداري مركز دير مواس لسنة 2013، الذي تكشف تفاصيله امتلاك “,”عبد الجواد ع. ع.“,” (45 سنة – فلاح) مقيم بقرية “,”دلجا- دير مواس“,” ورشة لتصنيع السلاح .
سوق للسلاح
وينتشر السلاح في البلدة كما أشرنا، وكأنك في سوق الخضار، تجد الفرشة في بعض الأحيان، وتتوافر جميع الأنواع بأسعار مختلفة. فالبندقية الإسرائيلي يتراوح سعرها ما بين 18:20 ألف جنيه، على حسب العرض والطلب، البندقية الشيشاني 10 آلاف جنيه، الهندي 4 آلاف ، البندقية الآلية بسعر يتراوح من 30: 40 ألف جنيه. أما الأسلحة المصنعة في الورش تصنيعًا محليًا، ومنها الفرد الخرطوش 12،16 فان سعره يصل إلى ألف جنيه، أو ألف ونصف، الفرد الروسي 700 جنيه.
وهناك أيضا قنابل يدوية تصنيع محلي تصل الواحدة 150 جنيه جنيها، وبلغ سعر الطلقة الإسرائيلي 7 جنيهات والخرطوش 15، والروسي 10 جنيهات.
سفك الدماء
زار “,”دلجا“,” عاصم عبد الماجد، صاحب دعوة سفك الدماء وسحق المعارضين، عشر مرات تقريبا.
وبها عدد كبير من معتقلي الجماعات الإسلامية، وأغلبية البلدة تتبع الإخوان، باستثناء أربع عائلات. لدرجة أن القرية أرسلت عشر “,”ميكروباصات“,” إلى رابعة العدوية، في أيام الاعتصام. وأصبحت هناك دعاوى تنتشر بأنهم: “,”عندما يعود أولادهم من الجيش، سوف يمنعونهم من العودة الى الوحدات
الأقباط والكنائس
يوجد بقرية “,”دلجا“,” خمس كنائس، ومبنى للخدمات، هي كنيسة السيدة العذراء، والأنبا إبرام، الأرثوذكسية، ومار جرجس، الكاثوليكية، ونهضة القداسة، «الإصلاح»، الإنجيلية، والكنيسة الإنجيلية المشيخية، وكنيسة الإخوة البلاميس، ومبنى الخدمات، التابع لكنيسة مار جرجس.
وتعيش هذه الكنائس في البلدة آمنة مطمئنة.
منذ أن نشأ الجيل الحالي وهو يراها تحظى بحب واحترام المسلمين، ويحيطونها بالحماية الكاملة، خاصة مع محاولات البلطجية اقتحامها على خلفية أحداث سابقة، إلا أن تفجير الأوضاع بها بدأ بعد بيان عزل مرسي، مباشرة في الثالث من يوليو الماضي.
حيث قام عدد من أهالي القرية باقتحام مبنى الخدمات بكنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك، ووصول تجمعات من الشباب إلى كنيسة نهضة القداسة، واقتحامها، وتهشيم واجهتها.
وهو ما تكرر في اليوم الثاني - الرابع من يوليو- وحدوث اشتباكات أدت إلى مقتل مسلم وإصابة 6 آخرين، وهدأت الأوضاع عند هذا الحد بعد محاولات التدخل من جانب الجيش والشرطة، والتي فشلت في احتواء الموقف بعد إجبار الشرطة- من جانب المواطنين- على مغادرة القرية وسيطرة أنصار مرسي، على الوضع هناك.
فض الاعتصام
عادت الأوضاع لكي تنفجر مرة أخرى، يوم الرابع عشر من أغسطس، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، فقد استجمع أنصار مرسي، كل قوتهم من عدة وعتاد وحشود، وزحفوا على المنشآت المسيحية بالقرية، وقاموا باقتحام كنيستي دير العذراء، و الأنبا إبرام- الذي يتبع الطائفة الأرثوذوكسية_ وسرقة محتويات الكنيسة الأثرية، والدير، ونهب الآثار الموجودة به-والتي تعود إلى القرن الثالث عشر- بل امتد الأمر إلى درجة القيام بأعمال حفر تحت الدير للتنقيب عن الآثار، والاستيلاء عليها. لأن المنقبون يعلمون تاريخ الدير، وقيمته الأثرية، لدرجة أنك تتعجب عندما ترى طفلا -لا يكاد يتجاوز الثامنة عشرة من عمره- وهو يحمل قطعة أثرية، وقد لاذ بالفرار عند أبواب الدير، فرحًا بما استولى عليه من غنيمة - كما قال شهود العيان حول ما كان يتردد على ألسنة شباب وقتها:
- هذه غنيمة لنا، أموالهم ونساؤهم لنا، غنائم القوم الكافرين. وبدأت عمليات السرقة والنهب، وتدمير التاريخ باسم الدين، تعمل على يد البلطجية، وأصحاب السوابق، والمسجلين خطر. والذين استغلوا الأحداث لكي يحققوا مصالحهم الشخصية.
المحرضون
المحرضون على القتل والإرهاب، هناك في هذه القرية المظلوم أهلها، ليسوا ممن لم يلتحقوا بالتعليم، بل كان لهم حظ وافر من التعليم العالي، منهم من يحمل دكتوراه، وآخر يعمل بالأزهر الشريف، والموظف بمجلس مدينة دير مواس، شيخ من مشايخ القرية، وأحد مؤسسي حزب الحرية والعزلة بالقرية، م .ع .ن.
فضلً عن أنهم هم الذين عزلوا القرية عن جاراتها وأضحت تؤرق المركز والمحافظة، وتبعث برسالة خاطئة عن مصر إلى الخارج.
دخول القرية
ولما حاولت قوات الجيش والشرطة يوم الجمعة- الثالث والعشرين من أغسطس - أن تدخل القرية - الظالم أهلها- تجمع هؤلاء الخارجون عن القانون وحشدوا كل قواهم وأسلحتهم التي جاءت يهم من حدب وصوب، ودخلت إلى القرية عبر الصحراوي قادمة من ليبيا-وقت الفوضى- ودشنوا نقاطا حصينة لا تقدر الشرطة على دخولها، خاصة مع هذا الكم الكبير من الأسلحة التي تجاوزت الآلية منها، وترى القنابل في يد الشباب. بل إنها تُعرض عليك أحيانا فقط بمائتي وخمسين جنيها، وقد تصل إلى خمسمائة، حسب العرض والطلب.
كل هذا الكم من الإرهاب حاصر به المجرمون الشرطة والجيش، والتي لم تستطع دخول القرية، وبعد تحليق طائرات إمداد أيضا، وأجبروا الشرطة على الرجوع من حيث أتت، وعادوا ليستكملوا مهمتهم في حصار المواطنين بهذا الإرهاب والاتاوات، والخطف والقتل، وسرقة المنازل، وطرد أهلها منها بالقوة، والبلطجية بعد أن يستولون عليها يكتبون أسماءهم عليها بالخارج، فتقرأ أنت وتنساب غريزتك لممارسة الضحك، وسط قرية محشورة بهم من الذين أخرجوا من ديارهم، والذين قتلوا، ومن هم محكومون بسطوة البشر.
فكل هذه أنواع من العقاب الجماعي يمارسها المسيطرون على القرية الآن على الأهالي، ويطبقون هم القانون كيفما يشاؤون في غيبة من السلطة والقانون!
شاهد عيان
قال لنا وليد ذكريا،- أحد شباب القرية:
- الذين قاموا بأعمال العنف والشغب والسرقة، هم البلطجية والمسجلون خطر، ولا ينتمون للإسلام في شيء، وليست لهم علاقة بالجمعية الشرعية، أو شباب الإسلام -كما يروج البعض لهذا_ أو كما تناولته بعض الصحف سابقا، وإنما المشايخ هم الذين بادروا إلى الصلح مع الأنبا أبرام، والأنبا منير، حقنا للدماء. ومنهم الدكتور حسن كحيل، والشيخ أسامة عبد المجيد.
مشاهد من القرية
أزف إلى القارئ بعض المشاهد المجمعة من القرية، عله يقف على حقيقة ما يجري هناك.
الشرطة غائبة، والجيش لم يستطع دخول القرية، سلب ونهب -خاصة بيوت المسيحيين، الذين استولوا على بيوتهم وقتلوا منهم من قتلوا مثل إسكندر توس، الذي قتلوه ومثلوا بجثته وربطوه وجروه بالموتوسيكل، وألقوه في الزبالة- مطاردة أي قبطي يود أن يعيش في القرية، وإما أن يدفع إتاوة لحمايته، أو يخرج من البلدة، إذا أعجبت زوجة قبطي أحد هؤلاء البلطجية فإنه يعتبرها غنيمة له، ويأخذها بالسلاح، سرقة ونهب البيوت وحرقها وتحويل محتوياتها هي والمحلات وإلى بيوت البلطجية الذين يتخذون من سقوط مرسي غطاءًا سياسيًا لأفعالهم المنافية للقيم والأديان. ولا تعجب نفرا مات أهل القرية، لكنهم لا يستطيعون الكلام، مواجهات مستمرة مع شرطة التي تحاول الدخول إلى القرية، وجمع كميات كبيرة من السلاح وصلت إلى حد الأسلحة الثقيلة، والمدافع المهربة من ليبيا، إطلاق النيران -مثل زخات المطر لا تنتهي- حتى مطلع الفجر، لا يقدر أي مواطن غريب أن يدخل القرية!
“,” “,”
انتهى المشهد بالقرية إلى الحال التي هي عليها الآن بعد أن حضرت تسع عربات شرطة لتأمين كنيسة الأنبا إبرام، ولم تستطع الدخول، بعد أن أجبرها المسلحون على التراجع، وقام الأهالي من المعتدلين بعمل لجان شعبية لحمايتها بالسلاح بعد المشاكل التي انتشرت على الملأ بين سكان البلدة التي يلقبونها فيما بينهم بانها “,”بلد عجوز“,”، أي أنها قديمة في كل شيء، حيث وجود السلاح والمخدرات، وكل المصائب فيها تعرف بأنها بها ملايين الجنيهات أيضا، وعدد كبير من المليونيرات من تجارة السلاح والمخدرات، وبعد أن عجز الجيش والشرطة عن دخول القرية وسط تأمين من طائرات هليكوبتر، وهو ما جعل حالة ترقب وانتظار لليوم الذي تدخل فيه السلطات القرية، وتطبق عليها صحيح القانون، بعد أن ذاع صيت “,”دلجا“,” في العالم، وفي أروقة المحافل الدولية كالبرلمان الأوروبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.