أبرزت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، الأزمة السورية والرهانات والمواقف الإقليمية والدولية المتباينة تجاهها . ومن جانبها، شكّكت صحيفة الشرق القطرية في مصداقية وجدية النظام السوري، بشأن قبوله وضع ترسانته من الأسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية، واعتبرت الصحيفة هذا القبول مجرد مناورة لكسب الوقت، والتحايل على المجتمع الدولي لتفادي ضربة عسكرية . ودعت الصحيفة، المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن، إلى سرعة التحرك الجدي والفعال لوضع حد لانتهاكات واعتداءات قوات النظام السورية بحق شعبه . ورأت أن قبول النظام السوري بوضع مخزون أسلحته الكيميائية تحت إشراف دولي ليس مخرجا أو طوق نجاة لنظام فقد شرعيته بارتكابه جرائم حرب ضد شعبه، لاسيما والنزوح واللجوء إلى دول الجوار في تصاعد، مؤكدا أن أمام المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية بحماية السوريين . وأعربت الشرق، عن اعتقادها بأن الاقتراح الروسي يعد رسالة خاطئة للطغاة، مفادها أن القتل مباح بوسائل أخرى بخلاف السلاح الكيماوي، وطالبت باتخاذ كافة التدابير الكفيلة بردع النظام السوري بموجب الفصل السابع، أو بتحرك دولي فعال وليس ضربات “,”صغيرة إلى درجة لا تصدق“,”، تطيل عمر نظام الأسد . وقالت إن الحقيقة القائمة تفيد بأن هناك شعبا يقتل كل يوم، فالجرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن تمر دون عقاب، وأن الرسالة القوية بأن الرد سيكون قويا بتأييد 25 دولة لتحرك عسكري، مشيرة إلى أن النظام السوري مخطئ إذا ظن أنه في مأمن من العقاب، فقبول الرقابة الدولية حجة على النظام الذي امتلك سلاحا محرما، واستخدمه ضد شعبه وفي نفس الوقت إن القضية الأساسية هي التدخل لحماية الشعب السوري . وبدورها، اعتبرت صحيفة الراية القطرية، موافقة وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على المبادرة الروسية القاضية “,”بوضع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية، والتخلص منها لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري“,”، أول اعتراف رسمي من مسؤول سوري رفيع المستوى بامتلاك دمشق للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا . وأوضحت الصحيفة أن من المبكر القول إن الموافقة السورية على الاقتراح الروسي، والذي جاء في الربع ساعة الأخيرة، قد جنبت النظام السوري ضربة عسكرية أمريكية نهائيا، غير أن الصحيفة أعربت عن اعتقادها بأن الموافقة السورية السريعة ربما تكون قد أجلت على الأقل لأيام، إن لم يكن لأسابيع، الضربة العسكرية المحتملة، ومنحت فرصة أخرى للحل السياسي للأزمة السورية . وقالت الصحيفة: “,”إن موافقة النظام السوري على المبادرة الروسية يجب ألا تنسي المجتمع الدولي أن هناك جريمة شنيعة قد ارتكبها النظام في ريف دمشق ضد المدنيين، وأن على المسؤولين عنها أن يمثلوا أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب، ويجب ألا يفلتوا من العقاب بتاتا “,”. ولفتت إلى أن تضامن المجتمع الدولي ووحدة موقفه وتأكيده على ضرورة القيام برد حازم على الجريمة التي وقعت ضد المدنيين في ريف دمشق، يمنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلا، ويوصل رسالة واضحة إلى مرتكبي هذه الجرائم، أنهم لن يفلتوا من العقاب، وستجري محاسبتهم على أفعالهم . وطالبت الراية في الختام، المجتمع الدولي، بضرورة التيقن من صدق نوايا النظام السوري ورغبته الحقيقية في التخلص من الأسلحة الكيماوية وتدميرها، وأنه لا يسعى من خلال هذه الموافقة على المبادرة الروسية إلى المماطلة وكسب الوقت وحرف الأنظار عن الجريمة البشعة التي ارتكبها في ريف دمشق، وإلى ضرورة ممارسة ضغوط حقيقية عليه لوقف القتل والعنف والتدمير ضد الشعب السوري المستمر منذ 30 شهرا، بما يمهد لحل سياسي يستجيب لمطالب الشعب السوري بالحرية والتغيير . ونبهت صحيفة الخليج الإماراتية، إلى أن السفينة السورية تغرق، والنظام يمارس “,”دون كيشوتية“,” فجة، في وجه عالم اتخذ قراره بالحسم بكل ما يملك من قوة لوضع حد للمقتلة - الكارثة على الأرض السورية . ورأت أنه في كل مراحل الأزمة، بدا النظام عنيدا و مغرورا يرفض النصيحة والاحتكام إلى العقل والمنطق والتعامل مع سوريا كوطن يستحق الحياة، وبالتالي يستحق تقديم التنازل مهما كان صعبا، لكنه لم يفعل، وظل على عناده . وتساءلت الخليج في الختام، هل هناك من متسع بعد لإنقاذ سوريا، أو بصيص أمل لحل الأزمة؟، مؤكدة أنها لحظة الحقيقة لاتخاذ القرارات المصيرية الشجاعة، وقد حان وقتها ولا مجال للتلكؤ أو التهرب، قرارات تكون بحجم ما تستحقه سوريا حتى لو اقتضى الأمر التخلي عن السلطة من أجل درء خطر داهم، قرارات مصيرية تنقذ سوريا وشعبها من خطر آت من خلف المحيطات، ومن خطر في داخلها يتمثل بالجماعات المتطرفة والتكفيرية، والجميع لا يريدون الخير لسوريا . وأبرزت صحيفة اليوم السعودية، دعوة المملكة إلى وقفة دولية حازمة لإيقاف الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه بحق السوريين، وأضافت أن هذا هو الموقف السعودي الأكثر اتفاقاً مع الحقيقة، بالنظر إلى أن النظام السوري ورعاته ليس لديهم أي حل، ولم يقدموا أية مبادرات أو أية حلول منطقية سوى أنهم يجتهدون في برنامج التطهير الطائفي العرقي الوحشي على أرض سوريا . وأشارت الصحيفة إلى أن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في رسالة شهيرة إلى السوريين، كان هو أول من بادر، مبكراً، إلى نصح نظام الأسد بأن يتصرف، وأن يبادر إلى حوار مع السوريين وتلبية مطالبهم المشروعة قبل أن تغرق سوريا في مستنقع الدم والظلام . كما نوهت صحيفة البلاد السعودية، بموقف المملكة من الأزمة السورية، والذي كان واضحاً حيث نبهت مراراً وتكراراً إلى خطورتها، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وهو ما لم يحدث حتى الآن . وأشارت إلى أن تأثير خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيوجهه اليوم، الثلاثاء، لشعبه بشأن التطورات المتصاعدة للأزمة السورية على العالم سيكون كبيراً، خاصة وأنه سعى في الأيام الماضية إلى حث الكونجرس على الموافقة على ما ينوي القيام به من ضربة عسكرية محدودة تحجم النظام السوري ولا تطيح به . في حين بينت صحيفة الرياض السعودية، أن سوريا لا تزال هي الهاجس والحالة الخطرة، مبرزة المخاوف لدى دول الجوار السوري من الدوافع التي قد تحيل الأسد إلى وحش يسعى للانتحار في اللحظة الحرجة، وحتى يخلط الأوراق، فقد يوجه صواريخه لإسرائيل وتركيا والأردن ولبنان، وهنا سيصبح الأمر محرجاً ليس لأمريكا فقط . وأشارت إلى أن الشعب الأمريكي الحائر بين الضربة وتداعياتها، والحذر من عودة شبح ما جرى في أفغانستان والعراق، يرفض أن يكون شرطي العالم في وقت يتقاعس فيه الحلفاء الأوروبيون عن مساندته أو الاتفاق على إطار واحد . وقالت الصحيفة: “,”إن ما بعد 11 سبتمبر كان العداء مع شعوب ومنظمات وقوى سرية أخرى ضربت في العمق الأمريكي، يجعل حكاية الحروب موقوفة بقانون حفظ الشارع الأمريكي، إلاّ إذا وجدت المبررات الضرورية لخوضها “,”. ولفتت صحيفة الوطن السعودية، إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل الآن على إغلاق كل المنافذ السياسية التي تحاول روسيا من خلالها صد توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد . وأوضحت أن بوتين، كان قبل عقد قمة العشرين، قد صرح بأن معاقبة نظام الأسد لا يمكن قبولها إلا عن طريق إجماع دولي عليها، وليس بواسطة الأمريكيين وحدهم، وأن يتم ذلك عبر القنوات الشرعية التي تتيح للمجتمع الدولي استخدام القوة، في إشارة منه إلى الأممالمتحدة . وشددت صحيفة المدينة السعودية، على أن الرئيس الأمريكي استطاع بموقفه المتردد تجاه سوريا، أن يصدر الحيرة والارتباك إلى المشهد الأمريكي كله، حيث ينقسم الكونجرس بمجلسيه حول تفويض الرئيس الامريكي بتوجيه ضربة عسكرية محدودة إلى سوريا، متأثرا بدوره باتجاه أغلبية الرأي العام الأمريكي إلى مناهضة الضربة، خصوصا عقب تصويت البرلمان البريطاني (مجلسي العموم واللوردات) على رفض توجيه ضربة لسوريا . وأوضحت أن 19% فقط من الأمريكيين يؤيدون توجيه ضربة لسوريا، فيما تنقسم الأغلبية المتبقية على نفسها بين من يرفضون الضربة، ومن يبدون حيرة تجاهها . ورأت الصحيفة أن أمريكا المترددة ليست خطرًا على نفسها فحسب، لكنها بما ينجم عن ترددها من عشوائية، تصيب النظام الدولي كله بالارتباك . بدورها، قالت صحيفة الشرق السعودية، إن الذهن الروسي تفتق عن مبادرة تقضي بوضع الأسلحة الكيميائية التي بحوزة النظام السوري تحت رقابةٍ دولية، عسى أن يحُول ذلك دون تنفيذ الضربة المحتملة، وذلك قبل ساعات من بدء تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي على طلب أوباما توجيه ضربة عسكرية “,”محدودة“,” لنظام بشار الأسد . وأوضحت أن مطلب جموع الشعب السوري واضح، وهو سوريا جديدة دون هذه العائلة التي حكمتها 4 عقود فدمَّرتها، وليس منطقياً أن يتحوَّل هذا المطلب إلى نزع السلاح الكيماوي الموجود لدى نظام دمشق، هذا مطلب فرعي وليس رئيساً . وأشارت الصحيفة إلى أن شعوب العالم تنتظر من المجتمع الدولي الرد على تجاوز الأسد الخطوط الحمراء، ولن يكون التراجع عن هذا الرد إلاَّ طعناً في قدرة المجتمع الدولي على حفظ الأمن والسلم العالميين، وفي ذلك خطر شديد . أ ش أ