اهتمت افتتاحيات الصحف الصادرة الخميس 5 سبتمبر في المملكة العربية السعودية ودولة قطر بالضربة الأمريكية المرتقبة ضد النظام السوري . ففي السعودية، لفتت صحيفة "الشرق" إلي تسارع الخطى دوليا باتجاه اتخاذ قرارات للرد على استخدام الأسد السلاح الكيماوي، فقادة أمريكا أصبحوا عازمين على معاقبة الأسد، فيما تعلو أصوات زعماء أوروبا والعالم بالتأكيد على أنه لا يجب أن يفلت من العقاب على جريمته باستخدام الكيماوي، بينما أعلنت عدة دول استعدادها للمشاركة في الضربة المحتملة ضد نظام دمشق. وقالت إنه وعلى الرغم من ذلك مازال الأسد ونظامه يصران على مواجهة العالم،منكرين استخدام الأسلحة الكيماوية وأن المعارضة هي المسؤولة عن استخدامها مؤكدة أن الكثير من المسؤولين السوريين سيحاولون مغادرة هذا القارب الغارق للنجاة بأنفسهم . ومن جانبها، قالت صحيفة "المدينة" إن المسألة لم تعد هل سيوافق الكونجرس على الضربة الأمريكية العقابية لنظام الأسد، بعد جلسة الاستماع التي شهدها مجلس الشيوخ، وصدور موافقته المبدئية على الضربة، وإنما هل ستكون تلك الضربة محدودة، وفق ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عقب حدوث تلك الجريمة؟ وأضافت أنه إذا كانت أمريكا قد اختارت بالفعل توجيه ضربات عسكرية محدودة تهدف إلى تغيير إستراتيجية النظام السوري على الأرض لكن دون شل قدراته بالضرورة، فإن ذلك سيعني استمرار الوضع على ما هو عليه أي استمرار حمامات الدم بمعدل 100 قتيل يوميا، واستمرار مسلسل التهجير والتدمير، لذا فليس من المستغرب أن تزداد الأصوات التي تطالب بأن تكون تلك الضربة موجعة للأسد بحيث تجعلهم يفكرون أكثر من مرة قبل القيام بانتهاكات جديدة في حق الشعب السوري. ومن جهتها، رأت صحيفة "الوطن" أنه لا يمكن لروسيا أن تستمر في موقفها المساند لنظام بشار حتى النهاية مهما كانت حجم المصالح الروسية مع نظام الأسد، فهناك حدود من غير المنطقي أن تتجاوزها موسكو لتقف ضد المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، في موقف سياسي فج ولا إنساني، فالمراد من كل هذا الوقوف وهذه المساندة للنظام السوري هو عودة روسيا بقوة كقطب عالمي مؤثر، يسعى إلى موطئ قدم في الشرق الأوسط ، وهي قاعدة صرح بها بوتين قبل عدة سنوات، وهذا ما يجعلنا نتفهم تغير اللهجة الروسية تجاه أزمة سورية، وتبخر التصريحات الحازمة ضد أي تدخل عسكري يستهدف بشارا ونظامه. أما صحيفة "اليوم" فقالت إن رئيس روسيا فلاديمير بوتين قدم وعظا إلى الكونجرس الأمريكي بأنه لا يحق للمشرعين الأمريكيين إقرار خطة لمحاسبة الأسد على جريمة قصف مواطنيه بأسلحة كيماوية، ولكن بوتين لم يعظ نفسه ولم يسأل من أعطاه الحق لتزويد قتلة نظام الأسد بكل وسائل الإجرام والتدمير والاستماتة في الدفاع عن أعمال القتل والتدمير. واعتبرت أن بوتين عندما صرح بأنه سوف يوافق على ضربة لنظام الأسد لو اقتنع بأن النظام استخدم أسلحة كيماوية، أنها مراوغة حقيقية، إذ إن يدي بوتين نفسه ملطختان بدماء عشرات الآلاف من السوريين الذين قضوا بأسلحة روسية وحمى القتلة بالفيتو الأممي، وشجع المجرمين على الاستمرار بسفك الدماء في سوريا وتنفيذ برنامجهم التطهيري الطائفي العنصري كيفما شاءوا. وبدورها، أوضحت صحيفة "عكاظ" أن تزاحم ملفات التوتر السياسي الذي يسود العالم جراء الأزمة السورية والتصعيد الذي تشهده من جانب النظام بالإضافة إلى ملفات اقتصادية تزخم بقضايا النمو وانتشار البطالة والديون وخطط إصلاح كساد الاقتصاد العالمي.. يحملها قادة دول مجموعة العشرين لمناقشتها على طاولة قمة سان بطرسبرغ اليوم وغدا.. فهل تغلق موسكو ملف التوتر في العلاقات مع واشنطن وتقدم الدولتان، المصالح الكونية على مصالحهما التوسعية.. هذا ما يترقبه المشاركون وخبراء السياسة والمال والاقتصاد. وفي دولة قطر، أكدت صحيفتا "الوطن" و "الشرق" ان نهاية النظام السوري بدأت تلوح في الأفق بعد ان صعدت العديد من القوى الدولية وفي مقدمتها أمريكا وفرنسا ضغوطها على نظام الأسد وبدؤوا بالفعل في الحشد عسكريا لتوجيه ضربة عقابية للنظام.. مشددة على ان حماية المدنيين في سوريا لن تتم إلا بتحرك فاعل من المجتمع الدولي يجبر النظام القمعي في سوريا على التوقف عن جرائمه . وقالت صحيفة "الوطن" إن النظام السوري قد تجاوز كل الخطوط الحمراء حيث أكدت تقارير متطابقة لدى عدة عواصم غربية ومصادر المعارضة السورية أن النظام قد استخدم أسلحة كيميائية عدة مرات في هجمات ضد الشعب السوري في مجازر غير مسبوقة". ولفتت الصحيفة إلى ان كافة محاولات الحوار مع النظام قد أخفقت بسبب تعنته وقد آن الأوان أن يجد قادة هذه النظام الديكتاتوري نهايتهم التي يستحقونها بعد أن سفكوا الدماء ومضوا بغرور ضد إرادة الشعب السوري . ومن جانبها ، لفتت صحيفة "الشرق" إلى ان المؤشرات داخل الكونجرس الأمريكي بدأت ترجح كفة التصويت بنعم لصالح مشروع قرار توصل إليه زعماء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بتفويض الرئيس الأمريكي باراك اوباما باستخدام القوة العسكرية ضد قوات بشار الأسد في سوريا على استخدامها لأسلحة كيماوية ضد مدنيين . وقالت إن الأسد ضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية والإنسانية ولم يتورع عن قتل شعبه بكل أنواع الأسلحة بما فيها السلاح الكيماوي المحظور دوليا وكذلك القنابل العنقودية التي قالت منظمات غير حكومة معنية برصد الأسلحة بأنه جرى استخدامها بشكل مكثف في سوريا العام الماضي وادي كل ذلك إلى سقوط أكثر من مائة إلف قتيل جراء المجازر التي ظل يرتكبها باستخدامه لهذه الأسلحة على مدى أكثر من عامين دون ان يحرك المجتمع الدولي ساكنا حتى أصبحت مصداقيته على المحك".