تركت 89 مليون جنيه ودائع و3 ملايين حسابات جارية فى خزينة «بيت الأمة» أهدرها «السيد» «السيسى» حاول الحفاظ على أعرق الأحزاب بتدخل استثنائى.. والأحزاب السياسية مجرد «نوادٍ قاهرية» الوفديون الأصليون مكانهم فى «تيار الإصلاح».. والكيان الموجود الآن لم يعد «الوفد» ظل الدكتور محمود أباظة، رئيس حزب الوفد السابق، بعيدًا عن الأضواء كثيرًا حتى خلال الأزمة التى حلت بحزب الوفد خلال الفترة الماضية، سواء كانت أزمات مالية يعانى منها الحزب أو أزمات سياسية بسبب تخبط البدوى فى قراراته حسب ما يقول أباظة، فقد ظل الدكتور محمود أباظة، الفقيه القانونى، ورئيس حزب الوفد السابق، طرفًا فى المعادلة الصعبة، وكلامه حبيس الأدراج وتصريحاته بعيدة عن أقلام الصحفيين، فى الوقت الذى كان فيه الناصح الأمين لتيار إصلاح الوفد، والذى أعلن عن حمايته لهم ودعمه لأعضاء التيار فى مواجهة البدوى الذى وصفه ب«المتخبط» الذى ضيع تاريخ حزب الوفد. «البوابة» أجرت حوارًا مع رئيس حزب الوفد السابق، والذى أكد أن ما يقوده السيد البدوى الآن ليس هو الوفد الذى تركه، مضيفًا أن الوفديين الحقيقيين لم يعودوا موجودين داخل أسوار بولس حنا، وإلى نص الحوار. ■ بداية.. ما رأيك فى أداء حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوي؟ هناك تخبط فى موقف حزب الوفد، بالإضافة إلى أن من مهام رئيس حزب الوفد هو أن يجمع شمل الوفديين، وإذا لم ينجح فى هذه المهمة فقد فشل رئيس الوفد فى مهامه كلها، وأعتقد أن البدوى فشل فى لم شمل الوفديين، وهو شيء مؤسف بعد أن وصلنا إلى وجود وفد بدون وفديين، وعلى الجانب الآخر وفديون بدون وفد، وهو وضع سيئ، كما أن الإدارة المالية سيئة وصلت بالحزب إلى أزمة مالية طاحنة، أما عن الأرقام النهائية فيعلمها فقط المحاسب المالى للجريدة والحزب، مع العلم أن صحيفة الوفد كانت الصحيفة الوحيدة الملتزمة بدفع مبلغ التأمينات لصحفييها قبل كل الصحف القومية والخاصة، وبالتالى فالسيد البدوى ضيع حزب الوفد. ■ كم كانت تبلغ ميزانية الحزب وقت انتهاء فترة ولايتك وتسلم البدوى رئاسة الحزب؟ تركت 89 مليون جنيه ودائع و3 ملايين جنيه فى الحساب الجارى، وتلك الودائع تم فكها الآن وهناك أزمة مالية. ■ هل مازال الوفد محتفظًا برجاله أم أن الوافدين أكثر من الوفديين؟ معظم الأعضاء الحاليين ليسوا وفديين، وكنت أتابع جلسات الجمعية العمومية ولم أر وفديين ممن كنت أعرفهم وكلهم من أعضاء شركة سيجما وشركات البدوى، ونتيجة الإدارة السيئة خرج الوفديون الحقيقيون من الوفد. ■ لماذا يصر البدوى على إخفاء الرقم الحقيقى للوديعة البنكية لحزب الوفد؟ من المفترض أن تكون الهيئة العليا على علم بذلك، وإذا لم تكن على علم فهى مقصرة ومن المفترض أن تعرض الميزانية على الجمعية العمومية ويتم إقرارها، والبدوى لم يعقد جمعية عمومية منذ 3 سنوات والجمعية التى انتخبته تم حذف 800 اسم من أعضائها، وأضاف البدوى 1200 اسم جديد من الأعضاء الموالين له وهو ما يخدم مصلحة السيد البدوى، لأنه من يغير ويعين، ولكن القصة كلها أن البدوى فشل فى لم شمل الوفديين. ■ هل كانت سياسات البدوى مخالفة للوائح الحزب؟ قطعًا حينما يكون هناك تغيير الجمعية العمومية فهو شيء غير طبيعى، ونتيجة هذه الإدارة خرج من الوفد عدد كبير جدا من الوفديين القدامى الذين خاضوا معارك الوفد منذ 30 عامًا وعلى رأسهم فؤاد بدراوى، ومحمود السقا ومحمود على وصلاح سليمان وعصام شيحة، وغيرهم. ■ ما رأيك فى الاتهامات التى وجهت لبعض أعضاء الوفد السابقين بإدارة جمعيات تحصل على تمويلات خارجية؟ هذا كلام غير صحيح، فكل الجمعيات الحقوقية خاضعة لإشراف وزارة التضامن الاجتماعى ووزارة الشئون الاجتماعية والأجهزة الأمنية، وإذا كانت هناك جمعيات حصلت على تمويل فهو تقصير من تلك الجهات ولم أسمع عن أن جمعية «محمود على» تلقت تمويلات من الخارج، ولم نسمع ذلك إلا من الوفديين من نعمان جمعة أولا ومن السيد البدوى ثانيًا، بالإضافة إلى أن هذا الجيل الذى هوجم هو جيل الوسط الذى له صداقات بكل المحافظات، ولذلك حين اختلف البدوى معهم، أمر بحل لجان المحافظات وعمل لجان جديدة. ■ كيف تقيم انتخابات الهيئة العليا الأخيرة؟ بصرف النظر عن انتخابات الهيئة العليا وغيرها، فانتخابات رئاسة الحزب التى تمت فى 2014، والخاصة بالتجديد النصفى لرئيس الحزب، كانت اللجنة المشرفة التى أشرفت على تلك الانتخابات كان فيها الدكتور إبراهيم درويش، الفقيه القانونى، والدكتور حسين عبد الرازق، وذكر التقرير النهائى أن عدد الأصوات داخل الصناديق أكثر من عدد من يحق لهم التصويت، مما يهدر العملية الانتخابية برمتها، والتقرير موجود وتم نشره، ولذلك هناك حالات تزوير تحدث فى الانتخابات الداخلية للحزب. ■ هل ترى أن تيار إصلاح الوفد قادر على إزاحة السيد البدوي؟ الحقيقة أن الوفد لم يعد موجودًا فى بولس حنا، بل فى تيار الإصلاح، لأن بولس حنا عبارة عن مبنى فقط، والجمعية العمومية غالبية أعضائها من غير الوفديين، وحتى الوفديين الباقين فى الوفد سواء فى الهيئة العليا أو غيره فهم موجودون على أن يرحل البدوى ويحل أحدهم محله، وسيرحل البدوى بطريقة أو بأخرى سواء عن طريق إصلاح الوفد أم لا، مع العلم أن تيار الإصلاح يحتوى على الوفديين الحقيقيين وعلى رجال خاضوا معارك الحزب لسنوات طويلة. ■ كيف ترى ما يفعله البدوى من إدخال رجال الأعمال السابقين بالحزب الوطنى، وتصعيدهم؟ يصعد إللى هو عايزه.. هذا لم يعد الوفد بالنسبة لى وما يرأسه السيد البدوى لم يعد الوفد، وأنا لا أخوض معركة تيار الإصلاح فهم شباب ولديهم خبرة جيدة، وأنا أدعمهم وأنصحهم لكن لا أخوض المعركة الخاصة بهم لأنهم الوفديون الحقيقيون. ■ كيف ترى تدخل الرئيس السيسى فى حل أزمة الوفد بالرغم من فشل تلك المبادرة؟ تدخل الرئيس السيسى فى حل أزمة الوفد تدخل استثنائى ورئيس الجمهورية حاول أن يحافظ على حزب هو أعرق الأحزاب الموجودة الآن، وفعل ما يستطيع على الأقل حاول وغيره لم يحاول ولكن لم يستطع حل الأزمة بسبب وجود مصالح كثيرة تحول دول أن يقبل السيد البدوى بمبادرة الرئيس، أهمها أن يبعد عن الحزب كل من يعارضه، إنما فى النهاية الوفد كأى حزب من الأحزاب وسيلة أو أداة لتحقيق مصالحة وطنية، وهنا يظهر قيمة الوفد لأن ثوابت الوفد التى قام عليها منذ نشأته من 1919، هى ثوابت الحركة الوطنية المصرية. ■ كيف تقيم موقف الأحزاب من قانون الانتخابات البرلمانية؟ كل ما يعنينى أن الأحزاب هى وسيلة لتحقيق المصلحة الوطنية وما يحدث الآن هو ضعف من الأحزاب الموجودة على الساحة، ولا تستطيع أن تشعر الرأى العام أنها قادرة على تحمل مسئوليتها خلال المرحلة الحالية، بالإضافة إلى أن الضجيج الذى حدث حول قانون الانتخابات البرلمانية فى غير محله، وكان على الأحزاب أن تحدد موقفها من برنامج الرئيس إما توافق عليه أو تعارضه، وإذا كانت مؤيدة تأتلف فى تحالف يسمى التحالف المؤيد للرئيس، وفيما يخص الأحزاب المعارضة عليها أن تدخل فى تحالف معارض للرئيس، لأن الدستور الحالى لن يأخذ بالنظام البرلمانى، الذى يفصل بين رئيس الجمهورية وعمله السياسى كملكة إنجلترا، أو رئيس جمهورية إيطاليا، ولم يأخذ بالنظام الرئاسى الذى يعطى السلطة التنفيذية المطلقة للرئيس كالرئيس الأمريكى، وإنما أخذ بالنظام المختلط كالنظام الفرنسى، وفيه يكون الرئيس رئيسًا للدولة ورئيسًا للسلطة التنفيذية، وبالتالى الرئيس لن يستطيع تنفيذ برنامجه إلا فى وجود حكومة توافقه وأغلبية برلمانية تؤيد تنفيذ ذلك البرنامج، وبذلك فمن الطبيعى أن يدعو الرئيس لأغلبية تسانده من أجل تنفيذ وعوده الانتخابية، ومن هنا يأتى دور البرلمان، ولذلك كان على الرئيس بدلًا من أن يدعو الأحزاب لمناقشة قانون الانتخابات الذى لم يجد أحد قراءته أن يدعوهم لتنفيذ برنامجه السياسى، ويخلق تحالفا مؤيدا له، وبذلك تكون هناك بوصلة يستطيع الشعب أن يختار بين الاتجاهات التى يريد السير فيها. ■ كيف ترى الانتخابات البرلمانية القادمة؟ إذا لم يكن هناك تحالف مؤيد لرئيس الجمهورية تعمل على إعداده الحكومة ويكون هناك تحالف معارض يمثل أحزاب المعارضة فستكون الانتخابات كما كانت فى السابق بغير بوصة، وإذا كانت بغير بوصلة، فستكون النتيجة متروكة للصدفة، وإذا تركت النتيجة للصدفة فالصدفة تحمل فى طياتها الفوضى، وبالتالى تفشل التجربة الديمقراطية الجديدة، ونفشل فى إقامة البناء السياسى الجديد، فالساحة السياسية مليئة بالأنقاض والبناء الجديد لابد أن يقوم على رئيس جمهورية منتخب وتوازن بين السلطة التنفيذية والتشريعية، وحكومة مرضى عن عملها، خصوصًا أننا فى مرحلة إنقاذ وطنى، ولابد للطبقة السياسية أن يكون لديها الوعى الكافى لذلك. ■ ما رأيك فى تواجد حزب النور على الساحة السياسية؟ ليس لدى أى مانع فى تواجده وأنا ضد حظر الأحزاب، ولكن إذا سار طبقًا للقانون والدستور فلا مانع من بقائه أما إن اتخذ من المساجد وغيرها مراكز للخطبة فلابد أن أسمح لغيره بذلك وهو شيء غير مقبول وبالتالى إذا خرج عن مساره الصحيح فعلى الدولة أن تطبق الدستور. ■ هل عرض عليك أعضاء تيار الإصلاح قيادة التيار فى مواجهة السيد البدوي؟ فى البداية.. أعضاء تيار الإصلاح هم أبنائى وأنا عملت فى المجال السياسى لمدة 40 عامًا، ولم تعد صحتى تحتمل الحروب السياسية، وجاء الوقت كى يخوض هؤلاء الشباب معركتهم، وهم يدركون جيدًا أنهم يقومون بالدور الرئيسى وأنا أدعمهم وأحميهم عند اللزوم. ■ هل ستحضر افتتاح مقر تيار الإصلاح الجديد؟ نعم.. سأحضره وهم المفروض أن يتواجدوا فى المقر يوميًا ويجمعوا شباب المحافظات وأن تكون لهم فرقة إعلامية تساعدهم فى موقفهم من السيد البدوى، وكل ما سيحتاجونه منى سيجدونه. ■ ما رأيك فيما يثار حول شراء الأحزاب ورجال الأعمال مرشحين للانتخابات البرلمانية؟ كل ذلك وارد أن يحدث بالإضافة إلى ذلك أن الإسلاميين وتحديدًا الإخوان المسلمين سيعملون على إدخال عناصر تابعة لهم من الشخصيات غير المعروفة، وصراحة فإنى أتوقع أن يكون 20٪ من البرلمان القادم للإسلاميين، وسواء تدخل رجال الأعمال أو الإخوان أو غيرهم فإن كان هناك تحالف كبير تابع للرئيس فسيعوق حركتهم، لكن إن تركنا العملية للفوضى فسنتوقع كل شيء. ■ بصفتك رجل قانون.. ما رأيك فى قانون الانتخابات وحالة الجدل الدائر حوله؟ أنا مع الانتخاب الفردى وأعتقد أن الفردى هو الوسيلة الوحيدة التى ستفرض على الأحزاب أن تخرج من قوقعتها، وأنا أعتبرهم جميعًا نوادى قاهرية، والانتخاب الفردى يجبر الأحزاب على الخروج من القاهرة والعمل لدى المحافظات والقرى المختلفة، ولكى يكون هناك دستور توافقى ليس من الصحيح أن أضع نسبة لكل الفئات فى قائمة واحدة للمرأة والأقباط والمعاقين، ولكن لحسن الحظ فإن عمرو موسى حين كان رئيس لجنة الخمسين جعلها لدورة برلمانية واحدة لضمان حق هؤلاء الفئات المهمشة، ومن فرض هذا القانون المعقد كان حريصًا على صحيح الدستور وهى مسألة وقت لدورة برلمانية واحدة وبعدها نعود للنظام الفردى. ■ ما تقييمك لأداء الرئيس والأجهزة الأمنية فى مسألة مكافحة الإرهاب؟ ظاهرة الإرهاب فيها جزء قديم وآخر جديد والقديم هو كل الحركات السياسية ذات المرجعة الإسلامية التى مالت للعنف فى وقت من الأوقات والسبب أنه عندما تقتل من أجل الدين فهو شيء مريح لكل إرهابى، وعندما تأتى العقيدة الدينية وتبرر القتل وسبى النساء فى سبيل الله فهو شيء سهل، وأما الجزء الجديد فالمنطقة كلها أصبح بها اتجاه غالب وهو هدم الدول العربية وهدم الجيوش وحلول الميليشيات المسلحة محل القوات النظامية، وتسيطر الميليشيات على الأقاليم وتنشئ إمارات وبذلك حصلت على الطابع الدينى، والمشكلة فى مصر ليست مشكلة القانون ولكننا فى حرب تنظيمات مسلحة تعمل فى إطار مخطط إقليمى يهدف إلى تفكيك دول هذه المنطقة، وبالتالى نحن فى موقف أفضل من دول كثيرة سقطت حكوماتها وجيوشها وقوانينها، وأتمنى من القضاء أن يسرع فى البت فى قضايا الإرهاب ونحن لا نحتاج لنصوص جديدة فى الوقت الذى يعتبر قانون العقوبات رادعًا لكل تلك الجرائم. أما عن التعاطى الأمنى فإنه ليس هناك دولة حصلت على قبضة أمنية بنسبة 100٪ ولكن هناك أساليب تكنولوجية كثيرة تمكن الأجهزة الأمنية من ضبط العناصر الإرهابية قبل تنفيذ أى مخطط إجرامى وعلينا أن نطور الجهاز الأمنى من حيث جمع المعلومات واختراق تلك التنظيمات. ■ متى كانت آخر مرة دخلت فيها حزب الوفد؟ حضرت اجتماعًا واحدًا لجبهة الإنقاذ عقب أحداث الاتحادية وتحديدًا فى 2012. ■ هل تتوقع نهاية السيد البدوى قريبًا؟ كل ما أعرفه هو أن التنظيم الذى يرأسه البدوى لم يعد هو الوفد.