طالب سياسيون من الأحزاب الاشتراكية النرويجية صباح اليوم الاثنين حزب العمل الذي يشكل الإئتلاف الحكومي الحالي بالاستعداد لتولي المسئولية بعد انهيار التحالف اليميني الذي ينتظر أن يشكل الحكومة المقبلة في أعقاب الانتخابات التشريعية التي بدأت في حوالي التاسعة من صباح اليوم . وتأتي هذه المطالبة في الوقت الذي دعت فيه زعيمة حزب المحافظين إرنا سولبرج من مواليد عام 1961 والتي ينتظر أن ترأس الحكومة الإئتلافية المقبلة رئيس الحكومة الحالي ينس ستولتنبرج إلى تقديم استقالته في أعقاب الإعلان عن نتيجة هذه الانتخابات العامة لتهيئة المناخ لتولى حكومة ائتلافية تتكون من الأحزاب اليمينية في أسرع وقت ممكن . وتأتي دعوة سولبرج في ضوء التوقعات الكبيرة بحصول الأحزاب التي يطلق عليها في النرويج اسم الأحزاب البورجوازية - والتي تضم حزب المحافظين والحزب اليميني التقدمي والحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي - على غالبية الأصوات حيث تشير أغلب استطلاعات الرأي على حصولهم على نسبة تصل إلى 54 في المائة (مما يؤهلها لاحتلال 95 مقعدا من مجموع 169 مقعدا في البرلمان) مقابل 39 في المائة للأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي الحالي وهي حزب العمل وحزب الوسط والحزب الاشتراكي اليساري وأعربت رئيسة وزراء النرويج السابقة جرو هارلم برونتلاند والتي تولت دورتين رئاسيتين منفصلتين لحكومة بلادها في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي عن تشككها الكامل في إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية في غياب مشاركة أحزاب اشتراكية أو حصول الأحزاب غير الاشتراكية على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية الحالية . وأشارت برونتلاند في تصريح لجريدة آفتنبوستن اليوم إلى أن تجارب النرويج السابقة عكست عدم قدرة حكومة برجوازية من الاستمرار في السلطة دون وجود انقسامات تدفعها في نهاية المطاف إلى الاستقالة مثلما تم ذلك في عامي 1986 و1990، مطالبة ستولتنبرج بالاستعداد لترأس حكومة اشتراكية أقلية في حالة اختلاف الأحزاب البرجوازية، منوهة بالتباين الشديد بين الرؤية السياسية لمستقبل النرويج بين حزب المحافظين من جانب والحزب التقدمي (اليميني) من جانب آخر وذلك بخلاف المواقف الثابتة للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي . وأيدها في هذا الرأي وزير التجارة والصناعة الحالي تروند جيسك، موضحا أن ائتلافات الأحزاب البرجوازية انهارت في السابق في الثمانينات والتسعينات وأعرب عن اقتناعه بصعوبة تعاون الحزبين المسيحي الديمقراطي والليبرالي مع حكومة ائتلافية يشارك فيها الحزب التقدمي (اليميني) أ ش أ