قبل 42 عاما وتحديدا في 1973 بدأت مجموعة من شباب الفنانين عرض مسرحية بعنوان «مدرسة المشاغبين»، ويوما بعد يوم أحدثت هذه المسرحية دويا شديدا في الأوساط الفنية، وبمرور الوقت أصبح جميع المشاركين فيها نجوما يشار إليهم بالبنان، حيث شق عادل إمام طريقه نحو النجومية، وأيضا اخترق سعيد صالح كل الحواجز وقدم نفسه كوميديان من الدرجة الأولى، وفعلها يونس شلبي حتى ولو كانت درجة النجومية أقل من الثنائي «عادل وسعيد»، وقدم شلبي العديد من الأعمال السينمائية كبطل رئيسي حتى ولو سجلت هذه الأعمال ضمن ما سمي وقتها «أفلام المقاولات». وبقي الفنان هادي الجيار الوحيد من مجموعة المشاغبين حبيسا للأدوار الثانية، ولم يستطع التقدم نحو سلم البطولة المطلقة، واختفى سينمائيا واكتفى بالدراما التليفزيونية من خلال العديد من الأدوار المتميزة. وفى نهاية التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا عام 1998، ظهرت للنور مجموعة من الشباب الواعد ولكن هذه المرة على شاشة السينما، وقدموا فيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية» ليصنع للسينما المصرية عهدا جديدا، وجسد البطولة محمد هنيدي ومنى زكي وأحمد السقا وطارق لطفي وهاني رمزي وغادة عادل، وبمرور الوقت حجز هؤلاء الفنانون لأنفسهم مكانا في عالم النجومية، وحمل معظمهم مسئولية البطولة المطلقة سواء في السينما أو الدراما التليفزيونية. وظن المتابعون للحركة الفنية أن لطفي سيظل هكذا رائعا في تجسيد أي شخصية يقدمها، يؤدي أداء رصينا لا غبار عليه، وظنوا أيضا أن عنق الزجاجة سينتصر عليه ويجعل منه «جيارا» جديدا، ليأتي مسلسل «بعد البداية» الذي يعرض حاليا ليحمل له بشارة «البداية»، ويضع لطفي من خلاله جسده كاملًا وليس قدما على سلم النجومية، ويقدم رسالة للجميع أن الموهبة الحقيقية لا تموت. طارق لطفي الذي ظل 17 عاما ما بين صعيدي في الجامعة الأمريكية حتى «بعد البداية» أمسك أخيرا بتلابيب الفرصة وقدم شخصية الصحفي الذي يواجه فسادا شديدا سواء في المؤسسة التي يعمل بها أو في مؤسسات أخرى، كما لو كان بالفعل يعمل صحفيا منذ سنوات، واتسم أداؤه كالعادة بالهدوء والرصانة، واستثمر الفرصة كاملة فحجز لمسلسله مكانا مهما ضمن الأعمال الناجحة منذ عرض الحلقة الأولى.