المتعهد: «الرقاصة عهدة» ويجب إعادتها لأهلها «صاغ سليم» متعهد أفراح: ال«دي جيه» ضرب السوق دنيا الغوازى عالم خاص جدا، ملىء بالأسرار والحكايات والقصص، منها الإنسانية ومنها المخجلة، منهن من تعتبر نفسها مكافحة من أجل لقمة العيش، ومنهن الساقطة التى احترفت بيع جسدها مقابل المال الذى هى ليست فى حاجة إليه أصلا.. قررنا اقتحام هذا العالم وكشف أسرار تنشر لأول مرة. تبدأ دنيا الغوازى فى الشرقية وتنتهى على أرض «السناجرة»، وهى قرية تتبع مركز أبوحماد، وبها مساكن تعرف باسم مساكن طابا، وتعد من المناطق العشوائية المليئة بشتات البشر من أماكن مختلفة من خارج مدينة أبوحماد، وأحيانا تكون مأوى للهاربين والمطاردين، وتتخذ منها الساقطات أحيانا مأوى لهن، وأغلبهن يعشن بأسماء مستعارة، فهذه هربت من أهلها وهى طفلة، ووقعت فى يد إحدى ريّسات الرقص، وتولت أمرها، وأخرى هربت من زوجها مع حبيبها، وتركت وراءها حياتها وعالمها الحقيقى لترحل إلى عالم الليل. أمين، واحد من أشهر متعهدى الغوازى بالشرقية، فتح لنا خبيئة أسرار هذا العالم، وقال: غالبا يكون الزوج أو الأخ هو من يتولى المقاولة والاتفاق على الليلة، مع متعهد الأفراح، أو متعهد توريد الراقصات، مشيرا إلى وجود متخصصين فى جلب الراقصات، من كل مكان فى مصر. وكشف أمين عن وجود منافسة شرسة بين هؤلاء المتعهدين، إلا أنه أصبح يعمل كشافا وهو ذلك الذى يبحث عن الراقصات الجدد فى الأفراح التى يتردد عليها، موضحا أنه لا يترك فرحا يعلم بوجود راقصات فيه إلا ويحضره لاستكشاف الراقصات الجدد اللاتى يصلحن للعمل معه، وهو يستمد صيته وشهرته من إحكام قبضته على سوق الراقصات، لذا فهو يحرص على التعرف عليهن، والحصول على أرقام هواتفهن، ويبرم بنفسه الاتفاقات مع زوج أو شقيق الراقصة، ويكون مسئولا عنها، منذ أن يأخذها من منزلها، وحتى يعيدها مرة أخرى بعد انتهاء الفرح، وذلك بحسب روايته. وأضاف أمين: الطريف أن الأب والأم، العاملين فى مهنة الرقص، يشعران بسعادة بالغة عند إنجاب البنات، لأن هذا يعنى بابا جديدا لجلب المال، وهو ما يعنى أن الصبيان عندهم ليسوا مطلوبين، ويصبح «يوم أسود» حينما تنجب الزوجة ولدا، خاصة أنه سيمارس البلطجة على أمه وأخواته الفتيات عندما يشتد عوده، أو سيعترض على عملهن فى الرقص على أقل تقدير، وأغلب الراقصات إما من كفر الإشارة، أو مركز الزقازيق، ويتركز وجودهن فى السناجرة بمركز أبوحماد، ومساكن طابا لدرجة أنها أصبحت معروفة ببلد الغوازي. ويوضح أمين أنه من الأفضل أن يحيى الفرح راقصتان، لأن هذا يخلق تنافسا بينهما على الزبون، وتكون المحصلة النهائية نقطة أكبر ويعم الخير على الفرقة، مشيرا إلى أن المعجبين يتبعون الراقصة فى كل مكان تذهب إليه، وحينما تنزل من على المسرح، فكأنها لم تكن موجودة فى المنطقة من قبل. ومن بين طرائف حياة الراقصات ما يرويه أمين ، عن أن الراقصة تكون بمثابة عهدة، وعند تسليمها للشخص الذى اتفق معى لابد أن أسألها أمامه، حد كلمك، حد ضايقك، أخذتى باقى فلوسك، حيث يكون مدفوعا النصف مقدما للشخص المسئول عن الراقصة، موضحا أن أغلبهن لا يملكن إثبات شخصية، وهناك ساقطة القيد والتى نطلق عليها «سريحة» ويكون سعرها أقل، كاشفا عن أن «ريس الفرقة»، يحضر سيارة وممنوع على أى شخص أن يركبها من خارج الفرقة، وفى طريق العودة من الفرح يتم الحديث عن كواليس ما جرى فى تلك الليلة، ويتم تقسيم النقطة، وهذه أسرار لا يجوز الاطلاع عليها. وأوضح أن هناك مصطلحات لا يفهمها غير أولاد الكار، يتم استخدامها أحيانا، وقال: «حينما يكون من بين أفراد الفرقة من لا يركز فى عمله، نطلق عليه «مهى النهارده»، وفلوس الفرقة تسمى «سوبيج أنانات» والراقصة اللي ملهاش فى الصنعة» يعنى اتزنقنا فاضطرينا نستعين بها تقضى الليلة، وخصوصا فى الافراح الوقيع بنسميها «حتة» أما الهزازة فهى الراقصة المحترفة». وأضاف: «عند الاتفاق مع أحد المسئولين عن بنات السناجرة، يسألنى عايز حتة ولا هزازة، ودى بتكون راقصة محلية، وأنا اللى أحدد سعرها، أما الراقصة اللى بتكون رقصت فى بارات بير السلم فى شارع الهرم، فهى الأعلى سعرا، لكن غالبا بتكون مضروبة ملهاش سعر هناك». وتابع: «ولاء كشافة كانت أعلى الراقصات أجرًا، واللى يفرق راقصة محترفة عن غيرها أن المحترفة تستطيع التعامل مع الوقت، وتعلم كيف تضيع وقتها على المسرح فهى غالبا ترقص 8 ساعات أى ما يعادل 33 رقصة على المسرح، وتستريح فى أثناء السلامات»، وكشف عن أن السناجرة بها ريسة كانت راقصة وكبرت وتحت يديها الآن 15 راقصة يعملن لحسابها مقابل جزء من الإيراد.