كان للراحل العظيم الشيخ الشعراوى رأى في مقتل الرئيس السادات ورد الفعل على ذلك، فقد قال إن السادات مات شهيدا والذين فرحوا في قتله أغبياء. يشرح الشيخ وجهة نظره هذه بقوله: «لأن السادات بإقراره كانت له أحداث قبل الثورة دخل فيها في شىء نسميه (جرائم سياسية) فما الذي يمنع أن يكون الله قد قدر في حسناته، وأراد أن يذهب بها سيئاته، فقتل ليأخذ أصل الشهادة فتمحو سيئات ما تقدم، فالسادات مات على غير فراشه، مات بإطلاق الرصاص عليه، وكان للحادث ردود فعل واسعة، فالذين أحبوه قالوا عنه الكثير، والذين لم يحبوه قالوا عنه الكثير أيضا، لكن الشماتة في الموت بهذه الطريقة التي سمعنا عنها من بعض البلاد العربية لا يمكن أن تكون من أخلاق المسلمين». لكن ورغم هذا الرأى الراقى والواضح، إلا أن في أرشيف الشيخ الشعراوى ما يشير إلى أن هناك فتوى أطلقها الشيخ ورأى الرئيس السادات نفسه أنها يمكن أن تكون سببا في قتله، أو أنها على الأقل تعلم الناس كيف يمكن أن يتخلصوا ممن يحكمونهم. أمر الفتوى بتفاصيلها، وما جرى بعد ذلك يحكيه الشيخ الشعراوى بنفسه، يقول: «قبل حادث اغتيال الرئيس السادات بأسبوع كنت أقدم حديثا تليفزيونيا أشرح فيه الآية التي تقول (تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير)، وأذكر أننى قلت يومها إنه لا أحد يملك أن يحكم من وراء ربنا ودون إرادة منه، إن كان عادلا وخيرا، فهو جزاء على طاعة عباده، وإن كان مستبدا وغير عادل فهو تأديب لعباده، وقلت إن إتيان الملك خير ونزع الملك خير، فالله ذيّل الكلام بقوله (بيده الخير)، ومعنى أن إتيان الحكم خير للحاكم أي مكّنه من عمل شىء خير للناس، لأنه جعل الرئاسة والحكم لصالح الأمة، ونزع الحكم خير أيضا، خير للحاكم، لأنه أوقع سيف البغى من يده كحاكم، وخير للناس، لأنه تخفيف عن الناس من المتاعب والشر الذي يلقونه على يد هذا الحاكم». ويضيف الشيخ الشعراوى إلى تفسيره للآية الكريمة: «وقلت أيضا إن الحكم يبقى بالهيبة من الحاكم هيبة حراسه منه، فإذا أراد الله أن ينزع الحكم من حاكم فإنه ينزع المهابة من قلب حراسه فيوجهون إليه الرصاص بدلا من أن يوجهوه إلى عدوه». بعد إذاعة هذه الحلقة من البرنامج اتصل المهندس عثمان أحمد عثمان وكان صديقا للرجلين (الرئيس والشيخ) وقال له: «يا مولانا الرئيس شاف الحلقة. وتابع ما قلته في تفسير الآية وضحك كثيرا، وقال إن الشيخ الشعراوى بيعلم الناس إزاى يقتلوا رؤساءهم، فرد الشيخ الشعراوى على عثمان بقوله: أنا باشرح الآية الكريمة فقط، وليست لى علاقة بما فهمه الرئيس منها، وبعد أسبوع واحد وقع حادث اغتيال الرئيس السادات في أرض العرض العسكري في أثناء احتفاله بانتصار أكتوبر في عام 1981».