يعتقد الكثير من الأشخاص أن تناول كميات كبيرة من المياه والسوائل وقت الإفطار يعوض ما فقده الجسم من سوائل نتيجة العرق وارتفاع الرطوبة وهو اعتقاد خاطئ نظرا لأنه يزيد من فرص الإصابة بالكبد الدهنى، ويسبب الاضطراب في الجهاز الهضمى، وعسر وسوء الهضم. يقول المقرئ الكبير منصور شامى الدمنهورى، أحد رؤساء «دولة التلاوة» القدامى، متحدثًا عن الشيخ مصطفى إسماعيل: «إن الله سبحانه وتعالى أعطاه حلاوة في الصوت، وإبداعًا في الأسلوب، وإنه لعطية السماء لدولة التلاوة، ولم يكن له نظير في الماضى، ولن يكون له مثيل في المستقبل». وقال عنه الكاتب الصحفى محمود السعدنى: «صوته مثل الذهب المسبوك». داخل «سرادق عزاء» أحد أعضاء «مجلس الشيوخ» آنذاك، كان يقف الشيخ الكبير محمد رفعت مستمعًا للشاب «مصطفى إسماعيل»، وفور أن انتهى من قراءاته توجه إليه وخاطبه قائلًا: «ستكون لك يوما ما مكانة كبيرة في دولة التلاوة، لكن عليك أن تعيد القراءة مرة ثانية في الجامع الأحمدى لتتمكن من التجويد وتتقن أحكام التلاوة»، ليكون «إسماعيل» بذلك نبوءة الشيخ رفعت». يتميز «الشيخ مصطفى» بقراءاته للقرآن ب 19 مقامًا متنوعًا، وتنقله بحنجرته «الفريدة» بين المقامات بسلاسة وعذوبة، لذا قلده 90 ٪ من القراء، وذلك لاتباع الشيخ طريقة «السهل الممتنع»، ما جعل الكاتب محمود السعدنى يشبهه ببيرم التونسى في الشعر، وسيد درويش في الموسيقى ومحمد التابعى في الكتابة الصحفية. يعشق «أم كلثوم» والمطرب «صالح عبد الحى»، ومن الحكايات الطريفة التي تروى عنه أن جماعة من المثقفين العراقيين كانوا «يسكرون» ويدخلون في حالة من الوجد بصوته. استمد «الشيخ مصطفى» تميزه من قدرته على «تركيب» النغمات والمقامات في تلاوته بشكل يفاجئ المستمع، فآية يقرأها بمقام «النهاوند» وأخرى مقام «الصبا» وثالثة بمقام «الحجاز»، حتى استطاع بصوته الجميل أن يمزج بين علمى «القراءات والمقامات»، بطريقة لم يسبقه فيها غيره ولن يصلها أحد بعده، استحق بفضلها لقب «ملك المقامات». ودائمًا ما كان يقرأ «الشيخ مصطفى» في حضرة الملك فاروق حتى لقب ب «مقرئ الملك»، ولهذا اللقب حكاية أخرى تقول إن الملك استمع لصوت «الشيخ مصطفى» مصادفة عبر أثير الراديو، فقرر على الفور تعيينه قارئًا للقصر الملكى. كما كان «الشيخ مصطفى إسماعيل» قريبًا بشكل لافت للنظر من الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وفاة «ملك المقامات» فريدة تفرد صوته وعظمة أدائه، يتناقلها محبوه ومريدوه ويحكونها كالأساطير فيما بينهم، الحكاية تقول: «في أواخر السبعينيات، وتحديدًا عام 1978، توجه الشيخ مصطفى إلى منزله بمحافظة الإسكندرية، وطلب من السائق الخاص به وضع المشمع على السيارة، وهو الطلب الذي تلقاه السائق باستغراب شديد، نظرًا لأن الشيخ كان يرفض ذلك في السابق، ويغضب غضبًا شديدًا منه كلما رآه يفعل ذلك». زاد استغراب السائق بالعبارة التي رد بها الشيخ على استغرابه: «أنا مش هاطلع بالعربية تانى». وتقول خادمة منزله –بحسب روايات محبيه-، إن آخر كلمة قالها قبل صعوده إلى الغرفة التي توفى بها: «أنا جالس الآن على كرسى العرش والعالم كله يصفق لى»، ليكتشفوا إصابته بانفجار في المخ ويتوفى 25 ديسمبر عام 1978.