تتنوع احتفالات الموريتانيين بشهر رمضان الكريم في مختلف محافظاتموريتانيا الخمسة عشر ، وأبرزها عمليات الافطار الجماعي التي ينظمها بعض ميسوري الحال والاكراميات التي تقدمها الشركات للعمال ، والهدايا التي تشكل عادات متوارثة ، كما تعج البيوت الكبيرة بالحفلات التي تجمع الاقارب والاصدقاء. وفي نواكشوط العاصمة التي تضم ربع سكان موريتانيا البالغ تعدادهم نحو الاربعة ملايين نسمة تكثر مع بداية شهر رمضان عمليات نحر الجمال وذبح البقر والاغنام في تقليد يقيمه الموريتانيون احتفالا بالشهر الفضيل ويكثر الموريتانيون من الصدقات باعتبار انه شهر تتضاعف فيه الاعمال. ويقبل الموريتانيون على صيام رمضان ككل الشعوب الاسلامية ويزداد عدد رواد المساجد خلال هذا الشهر الفضيل كما يكثر الموريتانيون من مد يد العون للفقراء والمعوزين. ورصدت وكالة انباء الشرق الاوسط مع مطلع الشهر الكريم شوارع العاصمة نواكشوط في ساعات الصباح وهي خالية من المارة باستثناء باعة الصحف وبطاقات شحن الهواتف النقالة الذين لا يفرقون بين ساعات الليل والنهار. في نواكشوط وغيرها من المدن الداخلية تصدر السلطات مواقيت جديدة للعمل تراعي الشهر الكريم خصوصا في هذه السنة التي يصادف فيها شهر رمضان الطقس الحار بشكل لم يسبق له مثيل منذ ثلاثين عاما. ومع ساعات الظهيرة تعج المساجد بالموريتانيين خلال دروس تشرف عليها وزارة الشئون الدينية عبر ما يقارب الثمانية آلاف مسجد موزعة في مدن موريتانيا الخمسة والخمسين وتستمر هذه المحاضرات حتى قبيل الافطار كما تبدأ محطات الاذاعة وقنوات التلفزيون برامجها الرمضانية مباشرة بعد صلاة التراويح وتتضمن برامج يخلط فيها الديني بالطبي ومسابقات لصالح المواطنين تحث على العلم والمعرفة. وفي خضم ارتفاع الاسعار الذي تشهده بعض اسعار المواد الغذائية الضرورية ، سارعت الحكومة الموريتانية الى توفير المواد الغذائية عبر افتتاح دكاكين لتوفير المواد الغذائية المدعومة باسعار مخفضة تتحمل الحكومة الفارق في السعر. وأعطت وزيرة التجارة الموريتانية نهى بنت مكناس اشارة انطلاق عملية شهر رمضان التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للمواطنين الاكثر فقرا. ولا تتوقف جهود السلطات في موريتانيا عن دعم المواد الغذائية فللغذاء الروحي دوره في الشهر الكريم ، فقد أعطى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إشارة انطلاق فعاليات الإحياء الرمضاني والأنشطة الإسلامية المصاحبة من القصر الرئاسي في نواكشوط. وتشكل هذه الاحتفالية انطلاقة فعلية لبرامج مباشرة يحييها علماء الدين وكبار الاطباء الموريتانيين عبر ثلاث قنوات فضائية قومية وخمس تلفزيونات خاصة وثلاثة عشر محطة اذاعية قومية وخمس محطات خاصة يقدم خلال العلماء والاطباء الأجوية الطبية والدينية في هذا الشهر الكريم ضمن تقليد موريتاني متواصل منذ عشرات السنين. وفي نواكشوط ، تتوزع الوجبات الغذائية الرمضانية في موريتانيا ويقبل سكان نواكشوط على الاسواق الاساسية الخاصة بالحبوب خصوصا اسواق تفرغ زينة والميناء والسبخة والبصرة. ويقبل الموريتانيون على التمور والمياه كأول غذاء بعد الفطار فيما تتوزع الأذواق بين الحليب والمشروبات الأخرى قبل وجبة الطاجين التي كانت الى وقت قريب تقتصر على لحوم الجمال وبعض الخضروات قبل ان تأخذ الاسماك موقعها في الوجبة الرمضانية. وفيما ظل الموريتانيون يتفرجون خلال الاعوام الماضية على الاسماك التي تختزن بلادهم واحدا من اكبر الاحتياطات العربية منها عبر ساحلهم الممتد على سبعمائة كلم من الاطلسي إلا ان الموريتانيين يقبلون خلال رمضان هذا العام على الاسماك بشكل ملحوظ بعد ان وفرت السلطات الاسماك بشكل ملحوظ. كما ان الاقبال على اللحوم الحمراء يتواصل مما رفع سعر كلغ لحوم الجمال التي قفزت من خمس دولارات الى سبع دولارات مع حلول الشهر الكريم. ويوظف الموريتانيون لحوم الجمال المطهية في شراب يسمى محليا " الزريق" وخليط من ألبان الجمال والماء والسكر ، كما يستخدمون لحوم الجمال في تحضير طعام يطلق عليه (الحريرة) التي تشمل خضروات مختلفة.