قال الحسين عمر مدير مكتبة المركز الثقافي المصري في موريتانيا والحاصل علي ماجستير في الأقتصاد أنهم في موريتانيا يستقبلون شهر رمضان بالفرح والابتهاج والسرور؛ ومن عبارات التهنئة المتعارف عليها هناك قولهم:( مبارك عليكم رمضان ) و( الله يعيننا على صيامه وقيامه),وفي مجال العبادة نثابر على قراءة التفسير في المساجد ، كما ينظِّم بعض المواطنين حلقًات لتدارس كتب الحديث في البيوت، وينشط العلماء والوعاظ في المجالس العامة,وعند ختم القرآن في رمضان يُحضِر بعض الناس إناء فيه ماء ليتفل فيه الإمام، ثم يتبركون بذلك الماء. وتابع ل"صدي البلد " من نواكشوط: وتكثر في هذا الشهر الزيارات، وصلات الأرحام. وتمتلئ المساجد بالشيوخ والأطفال والشباب والنساء، وتقام المحاضرات الدينية في أكثر المساجد,أما على الصعيد الرسمي تقوم الدولة بإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالتمور والأرز والقمح والسكر والحليب والزبدة وغيرها من المواد الاستهلاكية إلى المدن الداخلية حيث يتولى حكام المحافظات وأئمة المساجد توزيعها على المواطنين (وجبات الإفطار). ونحرص على تناول بعض التمر، ثم نتناول حساءً ساخنًا ( نسميه ب " أنْشَ" ، ثم الشراب المفضل عندنا المعروف ب( الزْرِيكْ ) وهو عبارة عن خليط من اللبن الحامض والماء والسكر. أما الحلويات فنتناول التمر المدعوك بالزبد الطبيعي,ووجبة الإفطار عند كل الموريتانيين هي وجبة " الطّاجينْ" التي هي عبارة عن (اللحم) و( البطاطس) ومكونات اخرى مثل الزيت والفلفل و البصل و( الخبز). وأوضح أن وجبة الإفطار بعضنا يتناولها قبل صلاة التراويح خاصة إذا كان هناك ضيفا سيغادر قبل الصلاة,أما الشاي فعادة يكون هو أول شيء يستعمله الصائم منا حتى إنه قد يستخدمه قبل أن يشرب الماء ويصنع مرتين على الأقل,عند الفطور وبعده الفطور,وقد يستمر طويلا مشكلا نواة لجلسة سهر الى وقت متأخر من الليل. ومن عادة الموريتانيون حلْق شعر رأس الأطفال أو تخفيفه في رمضان تبركا بهذا الشهر الكريم ، وهو تقليد قديم هدفه التبرك بالشعر الذي ينبت في شهر رمضان المعظم والذي نطلق عليه "نَبْتة رمضان". ولم تعد هذه العادة مستعملة في المدن مثل نواكشوط ، إنما تستخدم كثيرا في البوادي والأرياف. وتابع:نقسم عادة شهر رمضان إلى ثلاثة أجزاء من عشرة أيام ، نطلق على العشرة أيام الأولى : (عشرة الخيول) أي أنها تمر بسرعة دون أن نشعر بالملل ، ثم نطلق على الثانية (عشرة الجِمال) فهي أبطأ قليلا من الأولى ولذلك أطلقنا عليها ذلك الإسم ، أما الأخيرة فهي (عشرة الحمير) أي أنها تمر بطيئة كسرعة الحمير حيث يكون الناس متعبين للغاية,وفي العشرة ايام الأخيرة يعتكف بعض الناس في المساجد وتبدا التجهيزات لعيد الفطر ، شراء الثياب ، وتبدا النسوة النسوة في التزين بالحناء استعدادا لعيد الفطر كما تعج الأسواق في الأيام الخمسة الأخيرة المتسوقين حتى لا تكاد تجد موطأ قدم بها.