أكد وزير الدولة لشئون الإعلام وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني بالوكالة الدكتور محمد المومني على أن حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين المشروعة التي تفرضها المرجعيات الدولية لعملية السلام تقع في صميم مسئوليات المملكة..قائلا"إن الحكومة تتابع بقلق عميق استمرار الفجوة الكبيرة بين الاحتياجات المالية اللازمة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من جهة وبين مواردها المالية من جهة أخرى". وقد أظهر تقرير صادر عن الأونروا خلال الربع الأول من العام الجاري أن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها (الأردن – سوريا – لبنان – الضفة الغربية وقطاع غزة) يبلغ 5 ملايين و626 ألفا و288 لاجئا منهم مليونان و222 ألفا و520 لاجئا في الأردن. وقال المومني - في كلمة له خلال افتتاح اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة (الأونروا) اليوم الإثنين في عمان والتي تستمر لمدة يومين – إن الأردن يستضيف أكثر من مجموع اللاجئين في مناطق عمليات وكالة (الأونروا) الخمس، وجل هؤلاء هم مواطنون أردنيون علاوة على وضعهم القانوني الثابت كلاجئين فلسطينيين. وأضاف "إنه في ظل تعقيدات الظروف الإقليمية والدولية والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تبقى (الأونروا) منذ إنشائها قبل 65 عاما والدول المانحة أحد عوامل الاستقرار في المنطقة لما يمثلونه من عنوان بارز لاستمرار دعم المجتمع الدولي لقضية اللاجئين الفلسطينيين التي لاتزال قضيتهم تشكل أبرز مكونات الصراع العربي الإسرائيلي". وأشار إلى التزام الوكالة الكامل والمتجدد في توفير كل الإمكانيات المتاحة إنجاح عمل (الأونروا) الإنساني والمستمر لعدم السماح بتقليص في الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم بشكل عام والأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها الوكالة بشكل خاص. وأعرب عن ثقته بأن مداولات ومناقشات اجتماعات اللجنة الاستشارية للوكالة ستقود إلى نتائج وتوصيات تعزز من دور وعمل الوكالة، بما يضمن ديمومة عملها في هذه الأوقات الصعبة لتلبية الاحتياجات الأساسية المزايدة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة حيث يشكل 42 % من إجمالي عددهم في الأردن. وأبدى حرص الحكومة الأردنية على استمرار وتطوير التعاون القائم مع الوكالة في تقديم كل الدعم الممكن لها..مشددا على أهمية مساندة ودعم القوى الدولية المؤثرة لتعزيز الأمن والسلام الدوليين والتصدي للنزاعات تحت مظلة الإنسانية الواحدة والجامعة لكل الأطياف والأعراق. ونوه بأن القضية الفلسطينية تبقى جوهر وأساس كل التوترات والأخطار التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، جراء غياب حل عادل ودائم وشامل للقضية عبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على التراب الوطني الفلسطيني. وشدد على أن المملكة هي الأقرب إلى فلسطين وأهلها والأكثر تأثيرا بقضيتها العادلة وأن الأردن صاحب ومصالح وطنية عليا مشتركة مباشرة في تحقيق السلام الدائم والعادل عبر استئناف مفاوضات سلام جادة وملتزمة محددة بسقف زمني معقول وصولا إلى حل الدولتين ومعالجة القضايا الجوهرية كل المتمثلة بالقدس واللاجئين والأمن والحدود والمياه وغيرها، وفقا للمرجعيات الدولية المعتمدة لعملية السلام. وقال "إن الأردن سيستمر ببذل كل جهد ممكن لصيانة وحماية الأماكن المقدسة كالقدس الشريف والمقدسات الإسلامية والمسيحية انطلاقا من وصاية الملك عبدالله الثاني ورعايته لتلك المقدسات، واستنادا إلى واجب الشرف والرعاية الهاشمية التاريخية للقدس الشريف ومقدساتها". وبدوره..قال رئيس اللجنة الاستشارية للأونروا بير أوميوس من السويد "إنني على ثقة من أن اجتماعات اللجنة الاستشارية ستتوصل إلى نتيجة تفيد إستراتيجية الوكالة في مسيرتها". وأشار إلى دور الوكالة خلال ال65 عاما من عملها في توفير الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا على أن الوكالة ستواصل عملها للوصول إلى حل عادل ودائم لحالة اللاجئين. وبدوره..دعا نائب رئيس اللجنة الاستشارية المدير العام للهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب على مصطفى إلى ضرورة زيادة دعم المانحين من خلال زيادة تبرعاتهم لميزانية الوكالة وخطط الاستجابة الإنسانية وتوسيع قاعدة المتبرعين لتستطيع الاستمرار في تأدية مهامها وتقديم خدماتها ومساعداتها للاجئين الفلسطينيين. ومن جهته..قال المفوض العام للأونروا بيير كرينبول إن الوكالة في عامها ال65 تقدم الخدمات لأكثر من 700 ألف لاجئ من فلسطين في مناطق لاتزال هي مناطق عملياتنا الخمس وهي الأردنولبنانوسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. وأفاد بأن هناك 700 مدرسة تديرها الأونروا تضم ما يقارب من 22 ألف موظف وموظفة يقدمون الخدمات التعليمية لنصف مليون طالب وطالبة، وهنالك أيضا 131 عيادة تديرها الأونروا يعمل فيها 4 آلاف موظف صحي يستقبلون فيها ما معدله 3 ملايين مريض سنويا.. مؤكدا على أن مجالي الصحة والتعليم من أهم معايير الوكالة في المنطقة. وقال كرينبول إن الأونروا عازمة في رغبتها بتقديم خدمات نوعية لمجتمع لاجئي فلسطين، بالرغم من إننا نواجه نقصا ماليا خطيرا على صعيد أنشطتنا الرئيسية والطارئة على حد سواء.. مناشدا القيام بحشد طارئ للموارد من قبل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة من أجل المساعدة في الاستجابة لهذا الوضع.