دعا المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بيير كرينبول اليوم الاثنين المجتمع الدولي إلى ضرورة ألا يتجاهل قضية اللاجئين الفلسطينيين في ظل تركيزه على الأزمات التي تعصف بدول المنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده كرينبول اليوم في البحر الميت على هامش اجتماعات اللجنة الاستشارية للدول المانحة والمستضيفة للاجئين الفلسطينيين. وقال كرينبول "إن اجتماعات اليوم تأتي من أجل ايجاد آليات لكي تتفادى الوكالة عدم تكرار حدوث أزمة مالية كتلك التي حدثت سابقا وأن نبعث برسائل طمأنة للاجئين الفلسطينيين الذي يعانون أوضاعا معيشية صعبة". وتطرق إلى الأزمة المالية التي عانت منها الأونروا قبل نحو شهرين بعجز فاق 100 مليون وهددت بتأخر بدء العام الدراسي حيث استطاعت الوكالة حشد كل مواردها لسد الفجوة في ميزانيتها وبدعم من الدول المانحة والمضيفة ما مكن المدارس من استقبال طلبتها في مناطق عملياتها الخمس. وأكد على أن كل موظفي الوكالة وعلى رأسهم المفوض العام سيعملون بكل إصرار لكي لا تتكرر هذه الأزمات وحتى تستطيع الأونروا الالتفات للقضايا الحياتية والمصيرية التي تواجه اللاجئ الفلسطيني ولكي تستطيع تحقيق ولايتها التي كلفت بها عند إنشائها وهي العناية باللاجئين ريثما تحل قضيتهم. وشدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على أن الحلول السياسية في الشرق الأوسط هي الأساس في معالجة القضايا، حيث إن ما يجري اليوم هو عملية إدارة للصراع وليس إيجاد حلول لها. وكانت عمان قد استضافت أمس الأحد الاجتماع التنسيقي للدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين (الأردنوسورياولبنان وفلسطين ومصر) إضافة الى وفد من جامعة الدول العربية. وتناول الاجتماع الأوضاع التي تمر بها مناطق عمليات وكالة الغوث الدولية الخمس وآثارها على الدول المضيفة إضافة إلى خطة الوكالة لتنفيذ الخطة المتوسطة المدى ( 2016 – 2021) والهادفة إلى تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين والخدمات المقدمة لهم. وأشار المشاركون في نقاشاتهم إلى الوضع المالي لوكالة الغوث الدولية للعام الحالي وكيفية تغطية العجز الحاصل في الموازنة وكذلك متطلبات موازنة العام 2016 وجهود الوكالة في حشد الموارد ومتطلبات التمويل. وأكدوا على ضرورة توحيد المواقف إزاء هذه المواضيع بما يكفل تحسين أوضاع اللاجئين في مناطق عمل الوكالة والتخفيف من الأعباء الملقاة على الدول المضيفة ودعم الأونروا بما يضمن قيامها بمهامها واستمرار عملها وفق قرار إنشائها. يشار إلى أن الأونروا كانت قد تلقت قبيل بدء العام الدراسي الحالي (2015 / 2016) من الدول المانحة ودول أخرى حوالي 80 مليون دولار لمواجهة العجز المالي الذي تعاني منه والبالغ 101 مليون دولار. وتأسست الأونروا في العام 1949 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتقديم المساعدة والحماية لنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني شردوا بعد احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية عام 1948 . وقد أظهر تقرير صادر عن الأونروا خلال الربع الأول من العام الجاري أن إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها (الأردن – سوريا – لبنان – الضفة الغربية وقطاع غزة) يبلغ 5 ملايين و626 ألفا و288 لاجئا منهم مليونان و100 ألف لاجيء في الأردن.