"نشر التشيع" في مصر "مستحيل" فوضى الفتاوى شوهت صورة الإسلام أمام العالم الإفتاء مكانة عظيمة لا ينكرها إلا جاحد كشف الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في حواره ل"البوابة نيوز"، تتبع دار الإفتاء الفتاوى الشاذة التي تُبث عبر الفضائيات، ورصدها، والعمل على تصحيح ما ورد فيها من لبس، لإزالة البلبلة بين الناس. وأكد أن الساحة الدينية تعاني من فوضى عارمة في الفتاوى، وفوضى في الخطاب الديني، نظرًا لتصدر غير المؤهلين وغير المتخصصين للإفتاء. وكان ل"البوابة نيوز"، هذا الحوار الثري مع المفتي: هل وجود قانون يقصر الإفتاء عبر وسائل الإعلام على المتخصصين فقط ضرورة؟ عملية الإفتاء عملية مهمة، وهي في مكانة عظيمة لا ينكرها إلا جاحد وفاقد للعلم والمعرفة، ولقد اهتم بها العلماء اهتمامًا عظيمًا، والمفتي موقع عن رب العالمين، وأول من مارس الإفتاء كان النبي صلى الله عليه وسلم، باعتبار التبليغ عن رب العالمين، ثم تبعه أصحابه رضوان الله تعالى عنهم، ثم أهل العلم بعدهم، وعلى الرغم من ذلك فإن الساحة الدينية اليوم تعاني فوضى عارمة في الفتاوى وفوضى في الخطاب الديني، نظرًا لتصدر غير المؤهلين وغير المتخصصين للإفتاء، ونتيجة لتلك الفوضى خصوصًا المنتشرة عبر الفضائيات والتي تصدر عن أناس غير مؤهلين للإفتاء من الأساس، ما تسبب في حدوث بلبلة وتشكيك للناس في أمور دينهم ولابد من قصر الأمر على المتخصصين من العلماء، وتأهيل العلماء للإفتاء من خلال المعايير التي ينبغي أن تتوفر في من يتصدر لهذه المهمة العظيمة. هل تم ذلك بالفعل؟ دار الإفتاء كمؤسسة دينية تختص بالإفتاء، وتقوم بهذا الدور بالفعل، ولا تزال، وذلك من خلال خطوتين بغرض التصدي لفوضى الفتاوى، الخطوة الأولى احترازية وقائية، وذلك من خلال نشر وزيادة الوعي بين الناس، وتتبع تلك الفتاوى الشاذة ورصدها، والخطوة الثانية خطوة إصلاحية علاجية، من خلال التصدي للفتاوى الشاذة، وتصحيح المفاهيم، وعلاج هذه الفتاوى لإزالة ما أحدثته من لبس وبلبلة. فالإفتاء صناعة لا بد لها من أدوات ومهارة وعلم وممارسة من أجل ألا يقع المفتي في أخطاء من شأنها أن تحدث الفوضى في المجتمع، ولكي نتجنب تلك الفوضى لا بد من أمرين الأول من خلال قانون يجرم هذه الفتاوى التي تصدر عن غير المتخصصين، والثاني يجب مراعاة شروط المفتي والمستفتي والفتوى عند الإجابة عن أي فتاوى تعرض علينا، إضافة إلى تفعيل الفتوى الجماعية من خلال تفعيل دور المجامع الفقهية نظرًا للتطور الحادث في المجتمع وفي القضايا التي تعرض على المفتين. مع دخول شهر رمضان يشتعل السجال على الفضائيات بإطلاق الفتاوى.. كيف نحد من هذه الظاهرة؟ نحن نعاني في هذه الأيام من فوضى في الخطاب الديني، والتي تمثلت في صدور بعض الفتاوى التي أحدثت حالة من البلبلة لدى الرأي العام، روجها أعداء الدين الإسلامي ليسيئوا لهذا الدين ولشعب مصر، بهدف تشويه صورة الإسلام والمسلمين. فوضى الفتاوى هذه تحدث عندما نسمي الإجابة عن أي سؤال بأنها فتوى، أو نصور الرأي على أنه فتوى، لذا فنحن نؤكد أن الفتوى أمر يتعلق بالعمل، والتفريق بين المسائل والقضايا وبين الرأي والفتوى، وإجابة السؤال أمر مهم جدًّا، وأنا أطالب جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بضرورة وضع ميثاق شرف لمواجهة مثل هذه الظاهرة من الفوضى في الفتاوى، والتي تصدر عن غير المتخصصين في مجال الإفتاء. وماذا عن فتاوى رمضان؟ أصدرنا في دار الإفتاء طبعة جديدة من كتاب الصيام، والذي يضم الكثير من أحكام الصيام، والمعاملات والأحكام الشرعية في شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، ويقدم الفتوى للمسلمين، بأسلوب عصري يتماشى مع ما جدَّ من متطلبات عصرنا في أمور حياتنا المختلفة؛ من عبادات، وأحوال شخصية، ومعاملات عصرية حلَّت بالمسلمين، إضافة إلى أنه يبين الإجابة عنها بأسلوب واضح شامل ومختصر، يستطيع القارئ المسلم من خلالها فهم الإجابة فهمًا عميقًا شاملًا. وكيف ترى تفشي ظاهرة التناحر بين المصريين؟ هذا أمر محزن حقًّا، ويدعو إلى التعامل معه بمزيد من الحكمة، فلا تحل القضايا بالتناحر، بل تزيد الوضع اشتعالًا، وعلينا أن نقف صفًّا واحدًا بجوار بعضنا البعض، نعلي من مصلحة هذا البلد وندفع عنه كل سوء وأن نكون على قلب رجل واحد مصداقًا لقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}، حتى لا نقع في فرقة يكون أثره الخسران والندامة لقوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. وكيف ترى قضية "نشر التشيع" في مصر؟ محاولة غرس شيء في غير بيئته، تكون النتيجة موته، وعدم قدرته على النمو، والتشيع كذلك، فنشر التشيع في غير بيئته لن ينمو ولن يثمر بل بالعكس سيحدث نوعًا من الفتنة والاضطراب وإثارة القلاقل وعدم الاستقرار وزعزعة الأمن المجتمعي، لذا أوجه كلامي لهؤلاء الذين يريدون نشر التشيع في مصر إنكم لن تفلحوا في نشر مذهبكم في بلد تربى على حب آل البيت وتشبع بالوسطية والاعتدال من الأزهر الشريف، فمصر ليست تربة خصبة لمذهبكم بل هي أرض جدباء لن يستطيع التشيع النمو بها، وتحويل المصريين عن مذهبهم السني إلى المذهب الشيعي أمر مستحيل الحدوث ولن يتحقق لذا اتركوا المصريين أهل السنة الذين يعشقون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقدرون صحابة رسول الله الذي كان لهم الفضل في توصيل الرسالة بعد النبي ومن تحمل عبء الدعوة إلى الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.