قالت صحيفة "جارديان" البريطانية، أن المتحولين جنسيا في مصر يتعرضون للاضطهاد، إضافة إلى كل أنواع التعذيب والضرب، ليس فقط من الحكومة وإنما أيضا من المجتمع نفسه، مشيرة إلى أنه يتم تعذيب المتحولين جنسيا داخل أقسام الشرطة في مصر، حسب قولها. وقال الناشط الحقوقي الأمريكي سكوت لونج، للجارديان، أن الحكومة المصرية استهدفت النساء المتحولات جنسيا منذ عام 2014، وقبضت على 150 متحولا جنسيا، منتقدا الأحكام التي أصدرتها المحكمة المصرية عليهم، والتي طبقت عليهم أقصى عقوبة لتهمة الدعارة والفجور، وهي السجن لمدة ثلاث سنوات. وقالت عائشة – إحدى المتهمات والمتحولة جنسيا – أنها وصديقاتها تعرضن لكل أنواع التعذيب والإهانة داخل السجون المصرية، واستخدم ضدهن التعذيب بالكهرباء، قبل أن تصدر المحكمة حكمها عليهن. وأشارت الصحيفة البريطانية في تقريرها التي نشرته اليوم الثلاثاء، أن الحكومة المصرية لا تستهدف المتحولين جنسيا فقط، وإنما تستهدف أيضًا المثليين جنسيا، مشيرة إلى القبض على 25 شخصا واتهمتهم بالشذوذ في القضية المعروفة إعلاميا بقضية "حمام باب البحر". وأشارت "الجارديان" إلى أن أبرز وأول قضية ظهرت إعلاميا بشأن المتحولين جنسيا، هي قضية سالي مرسي، والذي كان طالبا في كلية صيدلة بجامعة الأزهر، وأجرى عملية جراحية ليتحول إلى فتاة، مشيرة إلى أنه منذ عام 2003، رفضت الحكومة إجراء أي عمليات لتحويل الجنس، إلا لهؤلاء الذين ولدوا بعيوب خلقية، مما جعل المتحولين جنسيا في مصر مدمنين على أدوية الهرمونات، والتي تسبب إلى تدهور الحالة الصحية فيما بعد. وانتقدت يارا عبد الحميد -المدافعة عن حقوق المتحولين جنسيا- المجتمع المصري، واتهمته بالإنغلاق وعدم التحرر، مشيرة إلى أن سلوك المجتمع المصري أكثر من سلبي في التعامل مع المختلفين، قائلة أن سلوك المجتمع والحكومة المناهض لهن، يدفعهن للعمل في الدعارة لكسب الرزق. واجتمعت "يارا عبد الحميد" و"عائشة"، اللاتي حاورتهن الجارديان، على مغادرة مصر، حتى يحظوا ببلد متفهمة لهم، ليشعروا فيها بالأمان.