سادت سحب التفاؤل سماء الخرطوموجوبا ، بعد الزيارة الناجحة والإيجابية التي قام بها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم ، ولقاءاته بالرئيس السوداني عمر البشير وكبار المسئولين وقادة ورموز الأحزاب السياسية السودانية على مدى تسع ساعات متواصلة ، أفرزت شحنة من التفاؤل الكبير تبشر بمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين يسودها الأمن والمصالحة والمنافع المشتركة للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها الشعب السوداني بشماله وجنوبه . وجاءت “,”الانحناءة“,” المفاجئة والمؤثرة للرئيس سلفاكير أمام العلم السوداني لدى تفقده حرس الشرف بمطار الخرطوم بمثابة الإذابة لجبل الجليد الذي وقف حاجزا أمام مسيرة علاقة البلدين في الآونة الأخيرة ، ووصل إلى حد الاحتراب في بعض الأحيان . ويبدو أن سلفاكير رمى إلى إيصال الكثير من المعاني ، التي يمكن أن تذيب جليد العلاقات بين الخرطوموجوبا ، وهو ما شكل مدخلا عاطفيا ، ساهم بدرجة كبيرة في نجاح مباحثاته مع الجانب السوداني ، حول الكثير من الملفات العالقة والشائكة على رأسها انسياب نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية ، وترسيم الحدود ، واتهامات دعم المتمردين بكلا البلدين . وظهرت النتائج عقب المباحثات المشتركة والمغلقة بين الرئيسين ، بإعلان الرئيس السوداني عمر البشير، استمرار تدفق نفط جنوب السودان عبر الأراضي والمرافق والمنشآت السودانية ، ليتم تصديره إلى الخارج مباشرة دون سقف زمني محدد، كما كان يتم في الأسابيع الماضية . وتعهد البشير في كلمته في ختام المباحثات بالالتزام بجميع الاتفاقيات التي أبرمتها بلاده مع جوبا ، وأكد أن زيارة ميارديت للسودان ، وضعت علامة فارقة في العلاقات بين البلدين . وأضاف أن ما تبقى من القضايا وهي قضية أبيي والحدود ، فهناك اتفاقا على أن نسير قدما حتى نزيل كل العوائق التي تعترض هذه العلاقة ، كما طلب البشير من وزراء الخارجية بالبلدين رعاية التعاون بين الوزارات المعنية حتى لا يتم اللجوء للدعم الخارجي . كما عبر البشير وميارديت في البيان المشترك الصادر في ختام زيارة الثاني للخرطوم عن الأمل في أن تمثل مخرجات الزيارة دفعة قوية ، للعلاقات بين البلدين ، وأعربا عن امتنانهما لدعم وتشجيع المجتمع الدولي والإقليمي لجهود تطبيع العلاقات بينهما . وأشار البيان ، إلى أن الجانبين توصلا لتفاهمات ، تمهد الطريق لتنفيذ كافة بنود اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين ، وتفعيل الآليات واللجان المشتركة المتفق عليها ، بما في ذلك اللجنة العليا المشتركة بين البلدين . وأكد الجانبان ، على أهمية دعم وتسهيل مهمة الآليات الواردة بمقترح الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي ، بشأن تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح ، ووقف الدعم والإيواء للحركات المتمردة ، حتى تستكمل عملها في إطار خطتها في هذا الشأن . كما اتفقا على المخاطبة المشتركة للمجتمع الدولي ، بدعم من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ، لإعفاء ديون السودان ودعم التنمية بالبلدين ، وتسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة ؛ لحل قضية المناطق المتنازع عليها ، والشروع في ترسيم الحدود المتفق عليها . / أ ش أ /