مجلس النواب يناقش الموازنة العامة للدولة (2025/ 2026) الأسبوع المقبل    أعلى مستوياته منذ 37 يومًا.. ارتفاع أسعار الذهب اليوم الجمعة 13-6-2025 عالميًا    الخارجية الإيرانية: الرد على العدوان حق مشروع وقانوني وفق ميثاق الأمم المتحدة    العراق يغلق مجاله الجوي ويعلق حركة الطيران في جميع مطارات البلاد    بعد مقتله.. من هو الجنرال غلام علي رشيد نائب رئيس الأركان الإيراني؟    من ميامي .. يلا كورة يكشف استعدادات الأهلي لمواجهة الافتتاح لكأس العالم للأندية    مونديال الأندية 2025.. 26 بطلًا للعالم يتألقون في سماء أمريكا    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 13-6-2025 بعد الانخفاض الجديد.. وبورصة الدواجن الرئيسية اليوم    بعد انفجارات طهران.. سعر الدولار يقفز عالميا اليوم الجمعة 13-6-2025 (التحديث الجديد)    طقس اليوم: شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا.. والعظمى في القاهرة 38    هشام ماجد يهنئ محمد دياب وصنّاع «هابي بيرث داي» بعد فوزه في مهرجان تريبيكا    توك شو المونديال... أبرز تصريحات محمد هاني قبل مباراة إنتر ميامي    بعد حسين سلامي .. اغتيال نائب قائد الجيش الإيراني غلام علي رشيد    «جدتي كانت بتولع جنبي».. نص أقوال طالبة طب في حادث طريق الواحات قبل وفاتها (خاص)    جعفر: الفوز بكأس مصر كان مهم قبل بداية الموسم المقبل    نجوم الفن في حفل زفاف منة القيعي ويوسف حشيش وأحمد سعد يشعل الأجواء (صور)    سفير روسيا: الناتو دفع أوكرانيا إلى حرب بالوكالة.. وعلاقتنا بمصر ناجحة في المجالات كافة    كوادر السياحة في موسم الحج.. تنسيق محكم وخدمات متميزة لضيوف الرحمن    الاستماع لشكاوى المواطنين بقرى بئر العبد بشأن انتظام وصول المياه    "مستقبل وطن المنيا" ينفذ معسكرا للخدمة العامة والتشجير بمطاي    النفط يقفز بأكثر من 5% بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران    «الاتفاق أفوت لك ماتش».. العدل ينتقد القرار المنتظر بشأن بيراميدز    محمد شريف يصدم بيراميدز بهذا القرار (تفاصيل)    هيونداي تشوق محبيها بسيارة أيونيك 6 N موديل 2026.. دفع رباعي بقوة 641 حصانًا    نتيناهو: نحن في لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل وبدأنا عملية «شعب كالأسد» لإحباط المشروع النووي الإيراني    تسريب أسطوانة أكسجين.. الكشف عن سبب حريق مركز طبي بالمنيا (تفاصيل)    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو التحرش بالأطفال في بورسعيد    مصرع شابين دهسًا أسفل عجلات قطار في قنا    حادث تصادم مروع واشتعال النيران بسيارة في طريق السويس تجاه مدينتي    تغطية خاصة| إسرائيل تبدأ الحرب على إيران    وزير: فحوصات الحمض النووي ضرورية لتحديد ضحايا تحطم الطائرة الهندية    «سهل أعمل لقطات والناس تحبني».. رد ناري من محمد هاني على منتقديه    محمود الليثي يواصل تصدره للمشهد الغنائي.. ويحتفل بعيد ميلاده برسائل حب من النجوم    الأرجنتين تحقق في 38 حالة وفاة مرتبطة بالعلاج بمادة الفنتانيل الملوثة    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يؤكد على دور الإعلام الحيوي في دعم المنظومة الصحية    100% ل 3 طلاب.. إعلان أوائل الابتدائية الأزهرية بأسيوط    طريقة عمل الكوارع، بمذاق مميز ولا يقاوم    3 أيام متتالية.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    رحلة ساحرة في تاريخ روسيا تكشف تراثها الإبداعي على المسرح الكبير    محامي عروسين الشرقية يكشف مفاجأة    تعرف على برامج الدراسة بجامعة السويس الأهلية    «بيطلع عيني».. تعليق مثير من كوكا بشأن مشاركته بدلاً من علي معلول    دينا عبد الكريم تلتقي بالسفير حبشي استعدادًا لجولة كبرى لبناء قواعد للجبهة الوطنية من المصريين بالخارج    تدريب على الإنعاش القلبي الرئوي الأساسي (BLS) وفقًا لمعايير جمعية القلب الأمريكية AHA    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 برقم الجلوس محافظة الغربية (فور إعلان الرابط)    «غدروا بيه».. جنازة «أحمد المسلماني» تاجر الذهب في البحيرة (صور)    تعامل بحذر وحكمة فهناك حدود جديدة.. حظ برج الدلو اليوم 13 يونيو    الآلاف يشيعون جثمان تاجر الذهب أحمد المسلماني ضحية غدر الصحاب في البحيرة (فيديو وصور)    موعد إجازة رأس السنة الهجرية 2025.. عطلة رسمية للقطاعين العام والخاص    محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 9 قرارات إزالة على مساحة 800م2 بمركز دسوق    شاهد، لحظة تتويج سيراميكا كلوباترا ببطولة كأس الرابطة للمرة الثالثة    وظائف بمستشفيات جامعة عين شمس.. الشروط والتقديم    قمة شباب بريكس للطاقة: دعوة لتحول عادل وشامل بقيادة الأجيال الشابة    محافظ قنا يناقش تحديات القطاع الصحي ويضع آليات للنهوض بالخدمات الطبية    الأزهر للفتوى يعلق على شغل الوقت باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي    ملك زاهر توجه رسالة مؤثرة من داخل المستشفى    حكم توزيع لحوم الأضحية بعد انتهاء أيام عيد الأضحى    آداب الرجوع من الحج.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غنيم ل"البوابة نيوز": الشعب الثائر لن يسمح ب"فرعون" يحكم "معبد" الاتحادية
نشر في البوابة يوم 11 - 02 - 2013


الدكتور محمد غنيم القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني:
- “,”مرسي“,” دخل موسوعة جينيز بمخالفته القانون وانتهاكه أحكام القضاء
- “,”دماء“,” الاتحادية وبورسعيد والسويس تكفي لإفقاده الشرعية
- مرسي أخطأ عندما لم يصبح رئيسًا لكل المصريين
- أنصح “,”مكتب الإرشاد“,” باستعادة مشهد نظام
مبارك في القفص.. وعلى الإخوان أن يعلموا أن هذه الثورة لن تعود إلى الخلف
- “,”الخوف“,” كلمة تحطمت على صخرة تنحي “,”مبارك“,” ولن تعود مرة ثانية.. والنجاح الوحيد لمليونيات القوى السياسية والثورية في تعطيل عملية التمكين
- الجياع والمحبطون والمهمشون سيخرجون قريبًا لإحراق كل شيء.. والعصيان المدني أفضل الحلول السلمية لتحقيق المطالب
- الجماعة استعانت بأهل الثقة للسيطرة على مفاصل الدولة وتمرير مشروع التمكين
- السياسات الخاطئة للإخوان سبب انهيار اقتصاد مصر
- جلسات الحوار الوطني “,”مسكنات“,” حملت في أحشائها مسببات فشلها
- جبهة الضمير خنجر في ظهر جبهة الإنقاذ
- قدمت بروتوكولًا للتعليم العالي والبحث العلمي لتمويله ورفض 3 مرات.. وتبنته جمعية “,”مصر الخير“,”
“,” - أنصح التيارات الإسلامية باستعادة مشهد مبارك ونجليه ونظامه داخل قفص الاتهام.. وعليهم أن يعلموا أن الثورة لن تعود إلى الخلف بهذه الكلمات الحماسية بدأ الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي ومنسق الجمعية الوطنية للتغيير حديثه مع “,”البوابة نيوز“,” مؤكدا على أن الجماعة عليها أن تتخذ من عناد مبارك ونظامه الذي أدى إلى سقوطه عبرة، حتي لا تصل إلى نفس مصير، مشيرًا إلى أن الثورة مستمرة وأن الشعب الذي خرج لن يسمح بفرعون جديد يحكم مصر، مبينًا في الوقت نفسه أن الشعب لن يرحم “,”مرسي“,” إذا أراد أن يصبح فرعوناً .
وقال غنيم إن “,”الخوف“,” كلمة تحطمت علي صخرة يوم تنحي “,”مبارك“,” يوم 11 فبراير 2012 ولن تعود مرة ثانية الي قلوب المصريين، موضحا ان النجاح الوحيد الذي تحقق لمليونيات القوي السياسية والثورية كان تعطيل عملية التمكين التي تمارسها الجماعة في مفاصل الدولة، مبينًا في الوقت نفسه أن “,”الدماء“,” التي سالت في الاتحادية وبورسعيد والسويس تكفي لإفقاد “,”مرسي“,” الشرعية .
و إ لى نص الحوار
· في البداية.. كيف تري المشهد السياسي الراهن ونحن نحتفل بمرور عامين على خلع نظام مبارك؟
- المشهد السياسي للأسف الشديد يحمل الكثير من الخطورة على وحده مصر واقتصادها المتردي، حتى وإن كان ما يحدث في الشوارع والميادين مجرد تظاهرات سلمية، ولكنها في نفس الوقت تعبر عن روح الثورة من خلال موجات ثورية لاستكمال أهداف ثورة 25 يناير فداء لروح خالد سعيد ومينا دانيال والشيخ عماد عفت ومحمد الجندي وجيكا وآخرين قادمين .
· معنى ذلك أن الهدف الآن أصبح ضرورة إسقاط النظام؟
- قلت من قبل إن إسقاط النظام الحالي هدف استراتيجي وتحقيقه يلزم تكتيكا منضبطًا ومتصاعدًا يبدأ من إقالة وزير الداخلية والنائب العام وتشكيل حكومة تستطيع الخروج بالوطن من المستنقع الذي وضعه فيه حكم العسكر والإخوان .
· معنى هذا أننا نعيش صورة كربونية مما حدث في ثورة 25 يناير 2011 أم هي مجرد انتفاضة محدودة لتحقيق بعض المطالب؟
- لا أعتقد أن ما يحدث الآن هو صورة مكررة مما حدث في 2011، لأن الشعب المصري الآن أصبح منقسمًا حول هدفين، هدف مؤيد للنظام، وآخر معارض له، بعكس في 2011 كان الشعب المصري كله يعمل لإسقاط نظام أصبح مترهلاً، وكان من السهل إسقاطه في فترة وجيزة، أما المشهد السياسي الآن فيختلف، والنظام الموجود تدعمه جماعة منظمة وجيدة التنظيم .
· وهل تعتقد أن كثرة المليونيات والخروج إلى الشارع يمكنه أن يؤدي الغرض سواء بتصحيح الأوضاع وتعديل الدستور، أو حتى لإسقاط نظام يستمد شرعيته من الصندوق؟
- المليونيات التي تخرج كل جمعة منذ الإعلان الدستوري المجحف في حق الشعب المصري وحتي يوم الاحتفال بذكرى تنحي المخلوع مجرد تكتيك استراتيجي حقق هدفًا مهماً، فالمظاهرات والحشود التي خرجت للشارع خلال الفترة الماضية حالت بين جماعة الإخوان المسلمين ومشروع التمكين الخاص بهم، وأعتقد أن الضغط المستمر بآليات ثورية مثل العصيان المدني والمظاهرات السلمية سيتم استغلالها بشكل متدرج خلال الفترة القادمة لاستكمال الثورة .
· هل تعتقد أن الخطأ الذي وقعت جماعة الإخوان المسلمين فيه يتمثل في الاستعانة بأهل الثقة والاستغناء عن مبدأ المشاركة مع بقية القوى الثورية الأخرى؟
- استعانة جماعة الإخوان المسلمين بأهل الثقة لم يكن بغرض النهضة الاقتصادية الوهمية التي خدعوا بها الشعب المصري، ولكنه لهدف آخر يسعى للتمكين داخل مفاصل الدولة، للسيطرة لسنوات طويلة على كرسي الحكم في مصر، في عملية جراحية لا أعتقد أنها ستنجح في الجسد المصري، فزراعة مفاصل الدولة بأعضاء إخوان لن تحقق لهم الأمان وإلا كانت حققت لمبارك الاطمئنان .
· البعض يطالب بضرورة الانتظار ومنح الرئيس محمد مرسي فرصة خاصة وأن سبع اشهر لم تكف على الإطلاق لتحقيق الوعود التي حققها؟
- أعتقد أنهم يعيدون نفس الصياغة التي كان يلقيها النظام السابق على مسامعنا قبل التنحي، فقد كانوا يقولون اعطوا لمبارك فرصة حتى يستكمل فترته الرئاسية، ولو استمعنا لهذه النصيحة لما خرج مبارك حتى الآن ولقضى على الثورة من جذورها، ثم بعد ذلك قالوا لعصام شرف وللجنزوري نفس الكلام، والحقيقة الواضحة أنهم يريدون فرصة للتمكين والسيطرة على مفاصل الدولة الخمس، وهي الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والهيئات الرقابية، ثم بعدها القضاء على الثورة .
· ألا ترى أن الرئيس محمد مرسي وحكومته لم يحققا أي شيء؟
- يكفي مشروع النهضة الوهمي الذي لم نشعر به حتى الآن، ويكفي الدستور الباطل الذي خرج بشكل ليس فيه أي توافق، ويكفي أن الوعود لم يحققها، فالناحية الأمنية والاقتصادية لم يحقق فيها أي شيء، كما تم التهجم على القضاء وحصار المحكمة الدستورية والقضاء على حرية الإعلام وحصار المدينة الإعلامية، ويكفي الميليشيات التي خرجت في الأشهر الأخيرة، ويكفي الدماء التي سالت في الاتحادية والتحرير والإسكندرية والسويس وبورسعيد وغيرها، كلها إنجازات ملموسة للرئيس محمد مرسي .
· هل تعتقد أن العنف المفرط سيكون بداية الثورة على النظام الأمني؟
- أعتقد أن ما نشهده الآن على الساحة من عنف مفرط جعل طبقة ثالثة لم تكن محسوبة في الثورة الأولى تخرج إلى الشارع وهم طبقة المهمشين والمطحونين والفقراء .
· وهذه ستكون البداية الحقيقية لثورة الجياع؟
- مقاطعًا: بالطبع فثورة المهمشين بداية لثورة جياع وهذا ما نخشاه، لأن ثورة جياع معناها القضاء على كل شيء وكل أحلامنا، وستقضي على النظام والمعارضة وحتى الشباب الذي حلم بالتغيير .
· بعد مرور 24 شهرًا على تنحي حسني مبارك هل ترى شيئًا من التغيير حدث على أرض الواقع أم أننا نعود إلى نقطة الصفر؟
- لن يعود الشعب المصري إلى نقطة الصفر، ويكفيه أنه كسر حاجز الخوف ويخرج كل يوم ليعبر عن رفضه العودة للوراء، يكفي أنه لا يزال يقدم الشهداء كل يوم وفي كل شوارع وميادين مصر، وإذا كانت الموجة الأولى من الثورة شهدت شهرة ميادين التحرير والقائد إبراهيم وحي الأربعين، فالموجات المتلاحقة شهدت ميادين أخرى في المحلة وبورسعيد والإسماعيلية والغربية وكفر الشيخ، وهذا يعني أن المكتسب الوحيد للثورة هو انكسار حاجز الخوف .
· ولكن أغلب المطالب التي خرجت بها الثورة لم تتحقق؟
- هذا صحيح وعلى الأخص في الجانب الأمني، فنجد أن هيبة الدولة بعد ثورة عظيمة تآكلت بفعل فاعل، شاهد ذلك‏:‏ أن أول حادثة كبيرة بعد الثورة كان حريق كنيسة أطفيح، والمعالجة لها لم تكن معالجة ثورية‏، ومنذ تلك اللحظة كان يجب إنشاء أو إقامة ما يعرف بالعدالة الانتقالية،‏ لأن الاعتداء على كنيسة بالحرق لن يحله الشيوخ‏، بالإضافة إلى ضبط كميات من السلاح الثقيل‏،‏ فعلى الأرجح كنا نعلم من أين أتت، لكن ما لم نعلمه ولم يرد أحد أن يخبرنا به حتى اللحظة إلى أين تذهب كل هذه الأسلحة ولمن تحديدا،‏ ولو حتى تسريب جزء منها .
· كثيرا ما يطرح الرئيس محمد مرسي دعوة للحوار الوطني ولكنها تفشل فشلا ذريعا، أو لا تتم لعدم حضور جبهة الإنقاذ الوطني، فهل تعتقد أن تلك الحوارات الوطنية كانت تحمل في أحشائها مسببات فشلها؟
- بالطبع.. فجميع جلسات الحوار الوطني للأسف لم تحقق طموحات المعارضة أو الشارع المصري، بل كانت مجرد مسكنات الهدف منها إطالة فترة الهدوء لتحقيق الغرض الرئيسي من التمكين، ويكفي أن الحوار الوطني الذي دعا إليه ياسر على قبل الاستفتاء على الدستور كان عن النقاش حول المواد الدستورية المختلف عليها، ولكنهم اشترطوا أن يتم بحثها بعد انتخابات مجلس الشعب والحصول على موافقة 75% من أعضاء مجلسي الشعب والشورى، وحتى في مناقشات جلسة الحوار الوطني عن قانون ممارسة الحياة السياسية مجلس الشورى لم يلتزم وقال بالنص: “,”مليش دعوه بالحوار الوطني.. القانون لا يناقشه إلا مجلس الشورى المنتخب“,”، وقضى على مقترحات الجلسة .
· معنى هذا أن أي حوار وطني محكوم عليه بالفشل قبل أن يبدأ؟
- أي حوار وطني يجب أن يحصل على 5 شروط إذا لم تتحقق سيكون محكومًا عليه بالفشل بالطبع، أولها: تحديد أطراف الحوار حتى لا نشهد حوارًا لا يضم إلا الأحزاب السياسية فقط، ثانيًا: وضع أجندة محددة للحوار الوطني والنقاط التي ستتم مناقشتها، ثالثا: علانية الحوار بحيث يكون على الهواء أمام الشعب كله حتى يرى أي من الأطراف لا يهمه مصلحة الوطن، رابعًا: تحديد مدة محددة للحوار وليس قبل الانتخابات بيوم، وأخيرًا الإعلان عن النتائج والحلول المتفق عليها للمجتمع المصري كله .
· ولما لم تلتزم مؤسسة الرئاسة بتلك الشروط؟
- لأنها طرف لا يريد للحوار الوطني أن يتم، فعندما طالبنا مؤسسة الرئاسة بإقالة وزير الداخلية للعنف المفرض لم توافق رغم أنها أقالت وزير الداخلية السابق لأنه رفض حماية مقرات الحرية والعدالة ورفض ترخيص سلاح لشباب الجماعة، وفي النهاية قالت إن وزير الداخلية قدّم اعتذاره وكأنه ليس وزيرًا مسئولا ومجرد شخص لديه مشكلة مع زوجته، ولو كان الاعتذار يستقيم مع تلك الجرائم لوافقنا على اعتذار مبارك وواقفنا على عودته للحكم .
· كيف ترى جبهة الضمير الوطني؟ وهل تعتقد أنها مجرد جبهة للتصدي أو الوقوف في مواجهة جبهة الإنقاذ الوطني؟
- جبهة الضمير مجرد خنجر في ظهر جبهة الإنقاذ .
· البعض يراها مجرد حركة يقوم بها النظام لتكون معارضة كرتونية يستخدمها ويتحاور معها مثلما كان يفعل نظام مبارك؟
- بالفعل.. ويبدو أنها ستكون معارضة مستأنسة يلعب بها النظام كيفما شاء في وجهة المعارضة الحقيقية، ويكفي أن 70% من أعضائها مؤيدين للنظام أو للتيار الإسلامي .
· هل تعتقد أن مرسي أخطأ عندما لم يلبِ مطالب الثوار وقام بإقالة الحكومة وإعادة حق الشهداء..؟
- مقاطعًا: مرسي أخطأ عندما لم يصبح رئيسًا لكل المصريين بل رئيس لأهله وعشيرته، أخطأ لأنه لم يكن الرئيس بل واجهة لمكتب الارشاد الذي حكم مصر طوال سبعة أشهر، أخطأ عندما ظهر في عهده دولة الميليشيات، أخطأ لأنه سمح بالدم المصري يسيل هدرا دون أن يحاسب المخطئ، أخطأ لأنه سمح بسحل المواطنين في الشوارع .
· هل ترى أنه يخشى من تحقيق المطالب حتى لا تكون بداية للتنازل مثلما حدث مع مبارك؟
- بالطبع هو يخشى من الوصول إلى هذه النقطة، فهو يعلم أن خلفه جماعة منظمة تسانده .
· هل تعتقد أن العامل الاقتصادي سيكون له دور في مسار الثورة؟
- بالطبع فتراجع الملف الاقتصادي‏ مرتبط بالتراجع الأمني، كما أن التراجع فيه يؤدي إلى اتساع دائرة الفوضى الأمنية‏، لأن المواطن لا يجد قوت يومه،‏ و40% من الشعب يعيش على حافة الحياة‏‏،‏ وهؤلاء لا يجدون مشكلة في أن يتصرفوا بشكل غير عقلاني في مواضع معينة‏، ومنذ‏ 12 فبراير 2011‏ حين جاء صندوق النقد الدولي متطوعًا، وكان لدينا 36 مليار دولار احتياطي‏، وتصنيفنا الائتماني عالٍ، وذلك لإعطاء مصر 3.1‏ مليار دولار ب‏1.5‏ فائدة، تم رفض ذلك بادعاء أنها ستحمل الأجيال القادمة أعباء، برغم أن أهمية صندوق النقد الدولي ليس في قيمة ال‏3‏ مليارات، ولكن أهميته تكمن أنه بمثابة شهادة “,”أيزو“,”، وأن الاقتصاد المصري قابل للتعافي، وتكون شهادة للاستثمار الخارجي ودعوته، ثم تم رفضه مرة ثانية في مجلس الشعب بدعوى أنه “,”ربا“,”، واليوم من حيث المبدأ نريده، ولكن نقوم بتأجيله لما بعد الانتخابات، لأن هناك التزامات جديدة حدثت نتيجة ما تم خلال عامي الثورة، وهو شر لابد منه، ولكنك تقوم بتأجيله، ومع هذا التأجيل تزداد الشروط صعوبة، وتزداد المشكلات الاقتصادية تدهورًا على حساب الوطن، وذلك كله حتى لا تخسر في الانتخابات‏.‏
· وكيف ترى الحل للخروج من تلك الأزمة؟
- تماسك الثوار بمطالبهم وخروج الموجات الثورية المتتابعة والاعتصامات والمظاهرات والعصيان المدني بشكل سلمي، فالثورة مستمرة، لأنها لم تحقق أيًّا من أهدافها، فهناك قلب للثورة يتمثل في جموع من الناس تهتف ب“,”عيش‏ -حرية‏ -عدالة اجتماعية“,”، إضافة إلى إلغاء الدستور‏، فالشعب الثائر لن يسمح على الإطلاق بفرعون جديد يحكم معبد الاتحادية .
· بماذا تنصح جماعة الإخوان المسلمين ونحن نعيش الذكرى الثانية لتنحي حسني مبارك؟
- أنصحها بمشهد محاكمة الرئيس المخلوع، أنصحها باستعادة مشهد نظام كامل في السجن، أنصحها باستعادة مشهد يوم 3 أغسطس عندما جلس حسني مبارك بفضل الشعب المصري داخل القفص ليرد على القاضي: “,”موجود يا فندم“,”، فهذا المشهد لا يجب أن يمر مرور الكرام، فالعالم كله أجمع على أن لقطات “,”مبارك“,” داخل قفص العدالة تؤكد أن مصر لن يحكمها فرعون بعد اليوم .
· رغم أن البعض اتهم مصر بأنها شعب لا يثور، ولكن الجميع كان يعتقد أن الثورة ستقوم لا محالة، لماذا ألصق بمصر هذه التهمة وما هي العوامل التي أتيحت لقيام ثورة شعبه؟ وهل تستمر موجاتها؟
- هذه الاتهامات الظالمة كانت مقصودة بالطبع، فالجميع كان يلعب على وتر الإحباط للشعب المصري، ولكن التاريخ المصري طوال سبعه آلاف سنة ماضية يقول عكس ذلك، يقول إن الشعب المصري أكثر شعوب العالم التي تثور على الحاكم الفاسد، والجميع كان يعلم أن الثورة كانت قادمة لا محالة، بسبب تدهور وتراجع التعليم والصحة والاقتصاد وتفاقم أزمة البطالة، ولكن عجل من وتيرة الأمر بعض الأشخاص والحركات والأحداث مثل مقتل خالد سعيد وظهور حركة 6 أبريل والوطنية للتغيير وأطباء بلا حقوق ومجيء البرادعي ثم تزوير الانتخابات والحافز الأخير ثورة تونس، وأعتقد أن توقيت الثورة في 25 يناير كان مفاجأة حيث كان من المتوقع قيامها في شهر مايو الذى يوافق الانتخابات الرئاسية، وأعتقد أن هذه المفاجآت ستستمر وسيظهر الشعب المصري أنه خرج من عنق زجاجة الخوف .
· وهل تعتقد أن ثورة الشعب المصري المطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ستحقق رغم ما حدث طوال عامين ما حققته الثورات العالمية كالثورة الفرنسية والثورة الإسبانية والأمريكية؟
- ولما لا تحقق ما لم تحققه تلك الثورات، فثورة 25 يناير كانت فريدة الطابع، ويكفي أنها كانت أول ثورة تعلن عن موعدها قبل قيامها، ولم تكن فئوية، وإنما سياسية سلمية نزيهة، ولم تشهد حالات سرقة أو تخريب أو تحرش ورغم أن مصر تواجه بعد الثورة ثلاث مشاكل رئيسية أهمها انعدام الأمن والانهيار الاقتصاد والدستور الباطل إلا أنها ستحقق ما خرج بسببه الشعب المصري والشباب الحالم بالتغيير .
· حالة الانفلات الأمني البعض يرى أنها مقصودة؟
- الانفلات الأمني ليس مقصودًا ولكنهم لم يحلوا تلك المشكلة بالشكل المطلوب، ويزعمون أن الوضع الأمني يتحسن ولكنه لم يتحسن كما يقولون، وحتى يستقر الوضع الأمني نحن في حاجة إلى رجل دولة يتميز بالشفافية لأن الحالة الأمنية متردية وتؤثر على الاقتصاد والمسار الدستوري، وهناك اقتراحات كثيرة لعودة الأمن يمكن الاستعانة بها منها تغيير قيادات الشرطة وتدعيمها بمزيد من الأفراد .
· وما رؤيتك لعودة الاحترام لجهاز الشرطة؟
- يجب في البداية أن يعيد جهاز الشرطة بناء نفسه ويعيد تغيير العقيدة من جديد ويعيد تسليحه، خاصة أن تسليح جهاز الشرطة والأمن المركزي تحديدا كان يدل على أنه جهاز عدواني، وتدل على أن كل القائمين عليه تم تأهيلهم لفض المظاهرات وليس لحمايتها .
· وماذا عن الانهيار الاقتصادي كيف يمكن مواجهته؟
- أعتقد أن السياسات الخاطئة التي اتبعها الإخوان المسلمون كانت مسئولة عن الانهيار الاقتصادي وليست الثورة .
· كيف ذلك؟
- الجميع لم يتعامل بشكل سليم مع تدهور البورصة المصرية بل أدوا إلى تدهورها بشكل كبير، فلماذا لا تقوم الحكومة بتقييد تحويلات المصريين للخارج، كما أن صاحب اقتراح إنشاء صندوق إنقاذ مصر الذى استجاب له الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزي السابق، لكن إنشاءه لم يصاحبه الحماسة المطلوبة أو الدعاية الكافية له، ولم يجمع سوى 15 مليون جنيه فقط حتى الآن، رغم أن موارده ستنتقل لموازنة الدولة ليتم الصرف منها على الأجور والمشروعات وبناء المساكن وغيرها، وهذا يؤكد ضرورة توافر الشفافية في الإعلان عن كل ما يدخل ويخرج من هذا الصندوق .
· العلماء لم يكن لهم دور في كل المجالات هل تعتقد أنه آن الأون لأن يكون لهم دور في مصر الجديدة؟
- العلماء لهم دور في كل المجالات، ويجب أن يستعيدوا دورهم المفقود في المستقبل. علماء القانون في صياغة الدستور الجديد، وعلماء الزراعة لبحث مشاكل مصر، وعلماء العلوم الأساسية في إعادة تشكيل النهضة المصرية، على أن يتم طرحها في إطار عمل سياسي للاهتمام بكل نواحي التعليم .
· تقدمت بمبادرة لتطوير البحث العلمي ولكنها رفضت أكثر من مرة.. فهل آن أوان إخراجها إلى النور؟
- ليست مبادرة بالمعنى المفهوم، لكنها بروتوكول للتعليم العالي والبحث العلمي لتمويله ورُفض ثلاث مرات، إلى أن تبنته جمعية “,”مصر الخير“,”، كما فعلت مع الدكتور مصطفى السيد وغيره. والحقيقة، إن الاشكالية الحقيقية للبحث العلمي أن مصر ليست بها قاعدة علمية جيدة لتمويل مثل هذه المشروعات البحثية؛ لذلك طالبت كثيرًا بضرورة الإسراع في إنجاز مشروع الدكتور أحمد زويل الذى سيعطى قاعدة علمية تكون القاطرة التي تنهض بمصر، وتمثل مقدمة لإنشاء الكثير من المراكز البحثية المصرية .
· وما أهم بنود هذا البروتوكول؟
- ما يتعلق بالتعليم والبحث العلمي هناك أربع مراحل للنهوض بهما، أولها مرحلة التعليم ما قبل الأساسي، التي تبدأ من عمر “,”سنة“,” حتى“,”6“,” سنوات، ويجب فيها تنمية المرأة على أساس أنها الحلقة الأهم في تنشئة ورعاية الطفل في تلك المرحلة، أما بالنسبة لمرحلة التعليم الأساسي، فقد أكدت ضرورة مجانية التعليم، وعدم تجاوز كثافة الفصل الواحد 30 تلميذًا، وأن تكون الدراسة بنظام اليوم الكامل، وألا يقل العام الدراسي عن 40 أسبوعًا، وتوفير معلم مؤهل، وإعادة صياغة الكتاب المدرسي لتحقيق ما يُعرف ب“,”الكتاب المعلم“,”، وتوحيد المناهج للتعليم الأساسي. كما طالبت في المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التعليم الجامعي، بإغلاق ملف التعليم الجامعي الخاص نهائيًا، وتشجيع العمل على إنشاء الجامعات الأهلية غير الهادفة للربح، وأن تقتصر مجانية التعليم الجامعي على الطلبة النابغين، أما باقي الطلبة فعليهم تسديد القيمة الفعلية لتعليمهم، وأن يتحقق استقلال الجامعة في إدارة شئونها، وتنشأ هياكل للأقسام العلمية مبنية على عدد المواد التي يدرسها القسم، وكذلك وظائف أساتذة تميز يشغلها أصحاب المدارس العلمية المتميزة على المستوى العلمي، وأن يكون شغل جميع الوظائف بالإعلان المفتوح، على أن يتفرغ أعضاء هيئة التدريس للتدريس فقط، وإلغاء ما يعرف بالكتاب الجامعي، وإلغاء الإعارات والانتداب في الداخل، أما الإعارات الخارجية فلا تحتسب مدتها من الأقدمية .
· وماذا عن التعليم الطبي الذي انحدر إلى حد كبير؟
- ولماذا انحدر التعليم الطبي في مصر؟!.. فحتى يصبح الشخص طبيبًا لابد أن تكون لديه إضافات ضخمة في المعرفة العامة العلمية والطبية، فالطالب الآن ينتقل من المرحلة الثانوية للمرحلة الجامعية وهو غير مؤهل لها، إلى جانب أن هناك ما يعرف بالسياسة الاسترضائية، وهي قبول الأعداد المتزايدة في كليات الطب، فمثلا طب المنصورة كانت طاقة استيعابها العام الماضي 500 طالب فقط، الحكومة أرسلت لنا 1200 طالب، إلى جانب أعضاء هيئة التدريس غير المتفرغين، وكثير منهم غير مؤهل من الأساس لأن ترقياتهم تتم بالزحف، كل 5 سنوات يتقدم العضو إلى لجنة شكلية تقوم بترقية لا يبذل من أجل الحصول عليها مجهودًا في القراءة أو البحث، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية في كليات الطب إلى جانب تجمد المناهج الدراسية وتوقفها عند أشياء قديمة لا تخضع لمطالب العلم الطبية الواسعة ولا تتطور .
· على أي شيء تعتمد رؤيتك التي تقدمت بها للنهوض بمصر في المستقبل القريب؟
- تعتمد على ست نقاط رئيسية، أولها حتمية التغيير الدستور، وقيام دولة مدنية تضمن حقوق المواطنة والحريات والتعددية وتداول السلطة، وثانيها سيادة أحكام القانون والمساواة الكاملة أمامه دون تمييز، وثالثها إقامة دولة العدالة الاجتماعية التي تعمل على تحجيم التفاوت الطبقي وتضمن حقوق المواطنين في مجالات التعليم والصحة والتأمين ضد البطالة وتوفير المعاش الإنساني عند السن القانونية، ورابعها التعليم الذي يجب أن تكون له الأولوية الأولى كمشروع قومي، وخامسها ضرورة تغيير الخطاب السياسي الاسترضائي (الشعبوي) والخطاب الديني المغلق ليليق بمصر عقب ثورة 25 يناير، وأخيرًا توفير أهم متطلبات الشعب المصري وهو الغذاء والماء الذي أصبح قضية حتمية في ظل التوسع الأفقي في الزراعة، وطرح الحلول العلمية لمجابهة مشكلة الفقر المائي المتوقع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.