لو جينا نعمل مقارنة بين جيل آبائنا وآبائهم، يعنى جيل آبائنا وأجدادنا، هنلاقي إن جيل أجدادنا كان فى عهد بداية الردايو وماكانش كمان واصل لكل الناس، والجيل اللى بعده «جيل آبائنا» بدأ الراديو ينتشر وظهر التليفزيون نيجى بقى لجيلنا اللى فجأة بقى عنده 5000 قناة على النايل سات وبقى عنده «فيس بوك» ومليون موقع تواصل تاني، ولو خناقة حصلت بين اتنين فى أمريكا اللاتينية ممكن نعرفها وإحنا ماسكين الموبايل وفاتحين هاش تاج #أمريكا_اللاتينية على «تويتر»! يعنى المسافة بين جيلنا وجيل أبائنا بقت واسعة جدا وبقى الصراع كبير، عكس المسافة اللى كانت موجودة بين جيل آبائنا وجيل آبائهم. يعنى مثلا من وجهة نظرهم مواقع التواصل عبارة عن «مضيعة الوقت.. مراحيض عامة.. شغل عيال» ده رأى معظم أبهاتنا وأجدادنا. بس جيلنا كمان كان ليه رأى، وكان لازم ننزل نسمع رأى رواد الفضاء الإلكترونى فى الموضوع ده! أسامة حماد «21 سنة» بيقول: «السوشيال ميديا» مش بس ثرثرة وكلام مالوش قيمة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، فالكلمات اللى اتكتبت من ورا الشاشات كانت بمثابة عاصفة غضب قدرت ونجحت فى تغيير أنظمة بأكملها، وبقت فى اعتبارنا قوة لا يستهان بها. سيحا «25 سنة» بيقول: إن دلوقتى العالم بقى بيعيش فى حالة غير مسبوقة من الإتاحة، وبقى شبه مستحيل التعتيم على أى حاجة، ومن الأخطاء الغبية أن الدولة تلجأ للتعتيم أو التجاهل أو الارتجال فى قضية من القضايا اللى بنلمسها فى حايتنا اليومية، لأن مواقع التواصل بقى ليها أهمية كبيرة لدرجة أنها اتمكنت من التدخل فى تغيير الرأى العام، وقدرت تخلى الشباب يوصلوا بصوتهم للسلطة، وفى نفس الوقت ده قدر يحقق للسلطة مستوى أعلى من القبول عند الناس فى الشارع. أما نورا هشام «19 سنة» فقالت: «السوشيال ميديا» فى مصر بقت فعلا أقوى من السلطة، ولو هوصفها فأنا هوصفها ب«السلطة الرابعة»؛ لأنها قدرت تسحب البساط من تحت الجرايد والقنوات التى كان لها التأثير الأكبر فى تغيير دفة الأحداث وتشكيل الرأي العام بالتأثير على صانع القرار المتمثل فى رئاسة مجلس الوزراء. إسلام خليل «19 سنة» قال: إن البداية ب«الحفلة على إسلام بحيرى» وبعديها على طول الثورة على فريد الشوباشي صاحب دعوى خلع الحجاب عن طريق هاشتاج «سيلفى الحجاب» فى نفس الوقت كان ظهرت مواضيع زى الفوسفات فى النيل والحمار فى المطار، وبعدها خدنا نفسنا شوية عشان ندخل منحنى أهم مع قضية «سيدة المطار، وحبس ريهام سعيد»! نهدى بقى؟ لأ إزاااي!! ماينفعش عشان «أبوتريكة خط أحمر» وعشان البامية أصبحت حلم كل المصريين مع أن معظمهم مش بيحبوها، وأخيرا «وزير العدل، وابن الزبال قاضيا»! وأضاف متسائلا: تفتكر مين الضحية الجاية اللى هتقع تحت تحليل ميكرسكوب «فيس بوك وتويتر»؟ رشا إبراهيم «20 سنة» بتقول: إن فى البداية السوشيال ميديا بالنسبالنا كانت بمثابة الإعلام البديل، الإعلام الخاص، وده كان دايما بيفسد مهمة الحكومة فى التعتيم أو حجب القرار، إنما دلوقتى الإشاعات هى اللى بقت متصدرة للHome page على «فيس بوك وتويتر»، وده سبب فى غياب المعلومة الصح من المصادر الحكومية والإعلامية. مى جلال الدين «18 سنة» بتقول: إن مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر ادت للشباب مساحة أكبر للتمرد والإبداع، عشان كده الدولة محتاجة للتعامل بشكل أكبر مع وسائل «السوشيال ميديا»، خاصة وزارة الشباب التى بتخاطب بشكل كبير المحرك الرئيسى لوسائل «السوشيال ميديا» علشان كده واجب عليهم إنهم ينزلوا الواقع الافتراضى لمستخدمى «السوشيال ميديا»، ويتابعوا طرق تفكيرهم ويحاولوا يرضوا الشباب ويكسبوا ثقتهم عن طريق إبراز الحقائق، لأن الشباب دلوقتى بسهولة جدا من خلال «السوشيال ميديا» يميز الحقيقة بنفسه من بين كل الآراء المختلفة، وساعتها الناس هتفقد الثقة فى الحكومة والإعلام وفى كل اللى بيصدر منهم. النسخة الورقية